انتقل إلى دار البقاء زميلنا الإعلامي والموظف والمطوف، ورجل الأعمال، وصاحب الخلق الرفيع “أبا ماجد” طلعت تونسي، وكان خبر وفاته نزل علينا كالصاعقة رغم إيماننا بالقدر، وأن كل نفس ذائقة الموت إذا حضر أجلها، ولكن يظل موت الأصدقاء والشهماء والكرماء أكثر إيلامًا في النفوس، فالمرحوم “أبا ماجد” زاملنا في صحيفة الندوة لسنوات بالقسم الرياضي، وأنا كنت محررًا متعاونًا في قسمي المحليات والتحقيقات الصحفية، وكان ذو خلق وتعامل رفيع مع الجميع، ولا يحمل حقدًا على أي زميل أو منافس، رغم انتشار هذا بين الزملاء العاملين في مكان واحد؛ وخاصة في العمل الصحفي، ولكن التونسي -رحمه الله- يحمل الحب للجميع ودائمًا يمر على الزملاء في مكاتبهم، ويحضر مناسبات أفراحهم وأتراحهم، ويبادلهم الحب بالحب.
كما عرفته -رحمه الله- فكان رجلًا اجتماعيًّا من الطراز الأول، تجده في كل مناسبة اجتماعية مبادرًا بكل حب وأريحية دافعة إلى ذلك حب الخير للجميع، والمشاركة في خدمة المجتمع المكي في كافة مناسباته ومناشطه.
وبفقدنا لـ”أبا ماجد” فقدنا إنسانًا جميلًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى جميل في كل شيء، ومحبًا للناس عامة، ولمجتمعهم؛ ولهذه الأرض المباركة مكة المكرمة التي عاش ونشأ عليها، واختلط بأهلها من بادية وحاضرة؛ ولذا حمل لها ولأهلها الحب الكبير.
فرحم الله “أبا ماجد” وغفرله، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عمّا قدّم خير الجزاء.