مع صدور قرار وزارة التعليم الحكيم في استئناف العام الدراسي الجديد ١٤٤٢هـ عن بُعد في ظل جائحة كورونا، والذي جاء كخبر سار ومبهج للمجتمع بأسره؛ وخاصة للأهالي من مواطنين ومقيمين ومطمئنًا لهم تجاه تخوفهم على صحة وحياة أبنائهم الطلاب من مخاطر انتشار عدوى فايروس كورونا إلا أن هذه الفرحة لا تكتمل لدى الكثيرين منهم ممن يقيمون في بعض المحافظات والقرى والمراكز التي لا تزال تُعاني من ضعف وتذبذب خدمات الإنترنت.
ومع أن المستخدم لتقنية الاتصال الذي يدفع رسوم الخدمة، رغم ضعف جودتها يشاهد أبراج الاتصالات أمامه وعن قُرب في بعض تلك المناطق إلا أن جودة اتصال الإنترنت لا تمكنه في بعض الأوقات من فتح بعض التطبيقات الضرورية مثل التطبيقات التي تقدم خدمات الحكومة الإلكترونية
أو تطبيقات البنوك أو غيرها من تطبيقات الخدمات الأخرى التي ترتبط بحاجات المستخدم الضرورية الحياتية، وهذا الأمر يلاحظ في محافظات القرى والمراكز التي تشتكي من تردي خدمات الاتصالات منذ سنوات، وحتى تاريخ يومنا الحاضر، والتي تظهر أصوات شكواها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها منصات وبوابات شركات الاتصالات الإلكترونية التي تضج بالمطالبات في تحسين جودة الإتصال ومواكبة تطور جيل الاتصالات الحديثة، ومع أن المستخدم يدفع رسوم باقة الجيل الخامس 5G والجيل الرابع 4G إلا أن ظهور إشارة الجيل الثالث 3G تفضح رداءة الاتصالات في بعض المناطق.
ومع ضعف هذه الخدمات حتى في بعض المدن فلا يستبعد أن نشاهد المزيد من تذبذب الخدمة وتعطلها؛ نظرًا للضغط الهائل والإقبال الكثيف من التواصل الإلكتروني أوقات الذروة للطلاب وإدارات التعليم خلاف ضغط خدمات الحكومة الإلكترونية والقطاع الخاص التي تُقدم خدماتها لدعم الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار مرض فيروس كورونا (كوفيد-19).
وهذا يعني أن الحاجة أصبحت الآن ماسة وضرورية للشعور بالمسؤولية المجتمعية والوطنية للجدية في إيجاد خطط وحلول عاجلة وجذرية لمشكلة ضعف وتذبذب شبكات الاتصال والإنترنت؛ لتقديم خدمات ذات جودة عالية تغطي جميع مناطق الوطن مقابل ما يدفعه المستخدم من رسوم في ظل ما تنعم به تلك الشركات من دعم حكومي وتسهيلات لا محدودة، عادت عليها بتلك الأرباح العالية،
وأرجو من صحيفة مكة الإلكترونية إعداد جدول استبيان واستطلاع لمعرفة جودة الاتصالات وقياس حجم هذه المشكلة، وانعكاس أثر تردي وضعف الاتصالات (الإنترنت) على عملية التعليم عن بُعد، وعلى جميع مناشط الخدمات الإلكترونية الأخرى لعملاء شركات الاتصالات.