لعل التاريخ يحفظ لمعالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه، أن يكون أحد أكثر أهل زمانه جودًا، وأكثرهم خيرًا، وأوصلهم عطاء، وأجملهم حضورًا وهو يقترب ويتقارب مع الناس في جميع أحوالهم، وشاهد ذلك كثير يفوق الوصف والحصر، غير أن آخر ما نقف عندها في ذلك التدفق الإنساني النبيل ما قدمه للشاعر عبد الله فقيري، أو الشاعر الحطاب.
ولأن الشاعر يشعر بما لا يشعر به غيره، فالمستشار تركي آل الشيخ بشاعريته وحسه الإنساني الراقي، قدّم لذلك الشاعر ما يسعده ويكفيه كثيرًا من مؤونة الحياة ورهقها التي عمل فيها لكسب عيشه حطابا قانعًا برزقه، وصابرًا على ما يأتيه به عمله إلى أن قيّض الله له تركي آل الشيخ وانتقل به من حال إلى حال.
ذلك العطاء ليس مستغربًا على المستشار العملاق في إنسانيته وجميل أخلاقه، فهو قدّم ذلك الخير إحساسًا منه بمتاعب الشاعر فقيري في عمله حطابا لأكثر من ثلاثين عامًا، وهي بمقاييس اليوم ستكون حياة صعبة ولا شك، وذلك ما استشعره محبو الشاعر المرهف، فكان أن توجهوا لآل الشيخ وعنده يُرجى الفضل، وقد كان حيث استجاب معاليه فور علمه بحال الشاعر، وأكرمه بما يليق بالأكرمين.
تلك حالة فريدة من سلسلة من الحالات التي تعكس جوهر معالي المستشار ونبل مقاصده وتلبيته لما هو إنساني ويليق بما وهبه له الله من حب للخير وفعله لأي كان لا يختلف في ذلك أحد من بني الإنسان، وهو ابن مملكة الإنسانية التي فاض خيرها على جميع البشر دون تفرقة لدين أو جنس أو عرق أو لون، فالجميع محل تلك الإنسانية العبقرية التي تستجيب لبني الإنسان، وتمنحهم وتعطيهم، وتبذل لهم كل الخير.
وفي هذا السياق المستمر من العمل الخيري والإنساني بادر معالي المستشار تركي آل الشيخ إلى دور إنساني فريد آخر، بمناشدته لإيصاله إلى عائلة الشاب المصري إبراهيم الشهير ببائع الفريسكا الذي ظهر في فيديو، وهو يقوم ببيع الفريسكا على أحد شواطئ الساحل الشمالي، حيث كتب معاليه في صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”: “عاوز وسيلة تواصل بالابن البار ده.. مين يدلني عليه ويشارك في الثواب”.
ذلك الشاب واسمه إبراهيم عبد الناصر، يتوقع أن يلتحق بكلية الطب البشري العام الحالي؛ حيث حصل على مجموع 99.6% في الثانوية العامة، وهو يبيع الفريسكا لمساعدة والده الذي يطمح أن يرى ابنه طبيبًا، ولأن معالي المستشار محب للخير فقد بادر إلى البحث عن بائع الفريسكا النابغة، وذلك يعني ببساطة أن يشمله خير المستشار وجزيل العطاء؛ ليضيف إلينا صورة أخرى من صور الجمال التي لا تعرف حدود المكان أو الزمان أو الإنسانية.
ذلك النموذج الفاضل يرسخ في أنفسنا وذاكرتنا الإنسانية الكثير من التجارب المتميزة وغير المسبوقة التي تجعلنا نقف دومًا إجلالًا واحترامًا وتقديرًا لهذا القامة الرفيعة التي تمنحنا كل الأمل والجمال الإنساني، ولا نملك سوى الدعاء لمعاليه بالعافية، وأن يجزيه خير الجزاء عن بني الإنسان، وكل تلك الأنفس التي أسعدها بخيره وعطائه في مختلف بقاع الدنيا.