د. محمد هنديه

الغراب يقود القوم

إذا كان الغراب دليل قوم،
فلا فلحوا ولا فلح الغراب

هذا حال العمائم السود والرايات السود من أصحاب التوجهين الضالين المختلفين أيديولوجيًّا مع بعضهم البعض، الذين ينفذون أجندة خارجية والمارقين عن الإسلام الصحيح وسماحته، والذين أغرقوا بلاد المسلمين بالدماء، ولم توجه حربتهم يومًا إلى أعدائهم خارج بلاد المسلمين، هؤلاء الذين يعثون في الأرض فسادًا ويقتلون بعضهم البعض بلا هدى أو كتاب منير، لابد التصدي لهم بكل الوسائل والأساليب المتاحة؛ لأنهم يضربون رقاب بعضهم ورقاب المسلمين المسالمين بغير وجه حق والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”. إن هؤلاء دليلهم أشخاص شحنوا عقولهم وأفئدتهم بأفكار ضالة ومؤلفات نشروها فضلوا وأضلوا، فقد نشر مؤخرًا مقطع للدكتور حسين الجبوري الذي يدافع عن أهل السنة، وكان أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة أم القرى يعذب تحت أقدام الحشد الشعبي في العراق الذي يستمد عقيدة من العمائم السود والقلوب السود، من ينصر هذا العالم الجليل الذي يبلغ من العمر ٨٠ عامًا ويأخذ حقه من المجرمين باسم الدين، أقول: متى سيتهدي هؤلاء إلى سواء السبيل ؟ وكيف نحصن العامة من شرورهم وسواد أعمالهم ؟ إنهم يستغلون ظروف العامة المادية، ويتسللون في المناطق الأقل فقرًا وتعليمًا لسهولة وانسيابية نشر أفكارهم وسرعة الاستجابة لهم، ومن بعد ذلك يحشدون من يصدقهم للقتال والدمار، انظروا ماذا فعل حزب الشيطان في لبنان وسوريا من دمار وتهجير وتجويع وآخرها تفجير ميناء بيروت الذين خزنوا فيه آلاف من نترات الأمنيوم التي أدت إلى الكارثة، وكل مرة يخرج الغراب الأسود وعمامته السوداء على أنه القائد الملهم للبنان، بئس قيادة قوم يقودهم الغراب، وهنا أقول لا بد للإعلام العربي ان يضع استراتيجية للمواجهة معهم تقوم على دراسة مناطق تغلغلهم، وتوجيه وسائل إعلام لتتصدى للمحتوى المضلل والخبيث الذي ينشرونه، إن غياب استراتيجية إعلامية للمواجهة معهم في إعلامنا العربي والإسلامي أضر كثيرًا بشعوبها، واكتوت مرارًا بحروبها، ومحاربة الفكر الهدام ليس بالسلاح بل بالفكر السليم، لأن وراء كل سلاح فكر وأيديولوجية تحركه وإذا أردنا نزع سلاحهم لابد من اجتثاث فكرهم الضال أولًا من العقول، فالحرب الإعلامية حرب استباقية قبل المواجهه المسلحة، ومن يسطر على الساحة الإعلامية سيطر على الساحة الميدانية، وإلا فإن الغرابيب السود التي تحوم في سماء الأمتين العربية والإسلامية سوف تعاني الأمرين من شرورهما، ومحاربة الفكر الضال عبر وسائل الإعلام أقل تكلفة كثيرًا من جهود التكلفة العسكرية، فهل تعي الدول هذه المعادلة؟ وإذا كانت تعرف لماذا كانت المواجهة ضعيفة ؟ علينا أن نفكر مليًّا كي لا يتسع الخرق على الراقع.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button