المقالات

ما قصة نادي الاتحاد؟

ما قصة نادي الاتحاد؟ كنا نبارك له في ماضي السنوات تحقيقه البطولات المحلية والآسيوية، والآن نبارك له البقاء في الدوري السعودي دوري الأمير محمد بن سلمان؛ إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط لولا المباراة الأخيرة مع نادي العدالة  التي أنقذته. نقول الاتحاد بوضعه الراهن عصي عن الفهم ما الذي أوصله إلى هذا المستوى الهزيل؛ ليتلقى الهزائم تلو الهزائم من أندية كثيرة  ما السبب؟ إجابة بالفعل محيرة

هل السبب الجهاز الإداري أم الجهاز الفني؟
أم من اللاعبين أنفسهم؟ أم أن هناك ظروفًا أخرى؟

وحقيقة بأن إدارة النادي تتحمل المسؤولية وبنسبة كبيرة؛ لأن إبرام العقود مع اللاعبين المحترفين هي التي توافق، وتوقع عليها، ونلحظ سوء الاختيار رغم المبالغ الضخمة التي تصرف جراء التعاقد، وحتى لو وجد بعض اللاعبين الجيدين تكون الاستفادة منهم ضعيفة جدًّا لركن بعضهم في صفوف الاحتياط مع الصرف المالي المستمر، ويعد سوء تصرف في أموال النادي إذ يعد ضمن الهدر المالي. أما الجهاز الفني لربما تغيب عنهم حصافة الاختيار بدلالة توقيع عقود مع لاعبين لم تتحقق الاستفادة منهم بالدرجة المأمولة، وأظن أن هناك عواطف تدير العمل في هذا الجانب؛ لذا مسؤولية هذا الجهاز في نظري هي الأكبر وعليهم يقع العبء في حسن الاختيار لكونهم هم من لديهم الخلفية في الانتقاء الأمثل والبحث وفقًا لاحتياج النادي بحيث لا يحدث التراكم في بعض المواقع، وبعد المستوى الذي ظهر به الاتحاد نتمنى من إدارة الاتحاد أن تكون قد أخذت درسًا بليغًا ومؤلمًا في ذات الوقت والحمد لله خرج من مأزق الهبوط.
وبعد المباراة الإنقاذية للاتحاد تبادلت الجماهير الاتحادية التبريكات وسرّت إلا أن بهجة الفرح كانت ممزوجة بالألم نعم الألم المرير! فالاتحاد صاحب الأمجاد الكروية محليًّا وعالميًّا تكون نهايته في ذيل القائمة شيء مؤسف ومحزن بالفعل.

تاريخ الاتحاد يرفض هذا المستوى الهزيل الذي ظهر به طوال دوري الأمير محمد بن سلمان، الاتحاد يختلف عن الأندية الأخرى فهو يمتلك القاعدة الجماهيرية الأكثر الاتحاد كأول نادٍ سعودي تأسس، الاتحاد حاز عل بطولات قارية الاتحاد فاكهة الكرة السعودية وتقدير هذا الدور للاتحاد ليس فقط من الجماهير الاتحادية، بل من كل الجماهير الواعية والمنصفة تثمن مشواره الرياضي العريق على مر العقود التي مضت، وهنا من الضرورة انتخاب أعضاء مجلس الإدارة الأصلح للنادي، العضو الذي يستشعر  تلك الزفرات التي تخرج من صدور الجماهير التي تملأ المدرجات من جراء الهزائم المتتابعة العضو الذي يقدم ماله وجاهه ومعنوياته.

أما السبب الآخر هو الإحباط الذي لحق باللاعبين أنفسهم مما أربك مستواهم، وأضعف حماسهم، وقلل من معنوياتهم
عرفنا لاعبي الاتحاد في وقت مضى شعلة من النشاط يتوقدون حماسًا ويتوهجون عطاءً مستبسلين داخل إطار الملعب لآخر رمق من المباراة، أما الآن يخرج بعض اللاعبين وكأن لم يحدث شيء دون اكتراث أو الإحساس بالمسؤولية أو مراعاة لتلك الجماهير التي تملأ المدرجات، والتي تنبض حبًّا وعشقًا للونين الأصفر والأسود.

واللاعب في الماضي يعطي أكثر مما يأخذ والعكس تمامًا الآن، لا يمنع أن يأخذ إلا من الواجب أن يكون له عطاء وفعل واضحين في الملعب.

والآن نبارك للاتحاد الخروج من مأزق الهبوط ولو حدث هذا لكانت نهاية لنادٍ عريق سجل اسمه في قائمة المحافل الكروية.
نظن أن درسًا مثل هذا  يعيد حسابات الجهازين الفني والإداري بوضع استراتيجية جديدة بعيدًا عن العواطف والعشوائية، والمنافسات القادمة حتمًا ستكون قوية؛ وليعلم الاتحاديون بأن الأمجاد الكروية لا يمكنها أن ترفع  بالبكاء وندب الحظوظ، بل بالجدية والمثابرة.

الاتحاد عصي عن الفهم بوضعه الراهن نتمنى أن يكون كزجاجة يمكن رؤية كل مايدور في أروقة الاتحاد، ونحن ننتظر الحصان الأسود العودة إلى مرابع التفوق ومنصات التتويج، وهذا ما تنتظره الجماهير الاتحادية في قادم الأيام.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button