يرى البعض أن هناك تراجعًا واضحًا لا يوجد مبرر له أن أمة اقرأ لا تقرأ، وأظن أن هذه التهمة مبالغ فيه، وإن من أوجد هذه المقولة وأطلقها على العموم إنما هم الأدباء حين يرون أن الإقبال على نتاجهم الأدبي أصبح متدنيًّا ربما، وأطلقوا على المجتمع هذه المقولة غير الصائبة.
وقد نسي هؤلاء أصحاب هذه التهمة “أمة اقرأ لا تقرأ” أن هناك مجالات القراءة، ما بين القراءة للمتعة، والتثقيف حسب رغبة القارئ، وهناك القراءة في التخصص، وما يستجد فيه، وهناك القراءة من أجل الأبحاث العلمية، وهذه الأخيرة اقرأها من خلال وجهة نظري؛ لأنه يقدم من خلالها بحث علمي له فائدته العلمية، فهذه القراءة العلمية البحثية تنتج معرفة جديدة، أو تضيف معرفة على معرفة سابقة، أو تنقض أخرى، أو تنتقدها؛ ولكن وفق أسس البحث العلمي، وطرقه وأساليبه المختلفة.
لهذا فإن مقولة: “أمة اقرأ لا تقرأ” ليست على الإطلاق، وخصوصًا في زمن تحول المقروء إلى رقمي، فهناك العديد من المجلات الثقافية، والأدبية، والفكرية …إلخ هي اليوم رقمية لا تكلف القارئ كلفة مادية، وهناك الصحف بشقيها “المجلات، والجرائد” أصبحت الإلكترونية، وقد يُشار إلى عدد القراء فيها لمقال كاتب، ونجد أعداد القراء ربما يصل لعشرة آلاف قارئ.
1
اختلف مع الكاتب .. ولا اعمم بقدر ما هي الا ظاهرة .. فتلقراءة للمتعة او التثقيف هي اصلا غذاء للفكر .. والقراءة للبحوث العلمية الجامعية اصلاللحصول على مؤهل علمي .. ومعظمها يتكيء على ثقافة القص واللصق .. والشواهد كثيرة .
ولو فرضنا جدلا ان ان امة اقرأ تقرأ فان هو نتاجها الفكري والثقافي والعلمي .. اين هم المبدعون ؟؟ شعرا ورعاية وموسيقى وفن تشكيلي ..
اين هم النقاد الذين لهم بصمة في التغيير والتطوير من خلال التقييم والتقويم ؟؟
اكتفى بذلك .. مع تحياتي للكاتب .