احتفالنا اليوم بهذه المناسبة الوطنية في الذكرى التسعين التي نستحضر من خلالها تأسيس هذا الكيان العظيم الذي أرسى وحدته وبنى دعائمه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله تعالى – مرتكزا في انطلاقته لبناء دولته العظيمة على نهج كتاب الله العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تطبيقا وسلوكا لحياة شعبها، وسار على دَربهِ بناءً وإتمامًا أبناؤه الملوك البررة – رحمهم الله جميعا – حتى آلت الأمانة في تحقيق الإنجاز واستمرار العطاء والبناء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – الذي حقق للبلاد بفضل الله وعونه وتوفيقه حضورًا دوليًّا متميزًا، ونماءً وازدهارًا داخليًّا.
“لقد أصبحت المملكة العربية السعودية في عهدنا الزاهر دولة محورية ذات تأثير في صنع القرار العالمي ليس لكونها أكبر الدول المصدرة للطاقة العالمية “النفط”، أو بقائدة للعالم الإسلامي فحسب؛ بل للحكمة وللحنكة التي أدارت وتدير بها قيادتها الرشيدة -أيدها الله- مختلف القضايا، مما جعلها تحتل المكانة العالمية التي تستحق لدى الدول العالمية المؤثرة والمؤسسات والمنظمات الدولية بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها”.
أن ترؤس المملكة العربية السعودية أكبر عشرين دولة اقتصادية في العالم (G20) هذا العام، دليل على قوة اقتصاد المملكة ومتانته في هذا العهد الميمون ودورها وثقلها السياسي والاجتماعي المهمَّين مما جعلها تدير مجموعة العشرين بكل اقتدار.
إن التعليم بشقيه العام والجامعي وما شهده في عهدنا الزاهر من نقلة نوعية كمًّا وكيفًا، مستشهدًا بالتوسع الكبير لجامعة أم القرى وافتتاحها أربعة فروع لها بمحافظات الليث والقنفذة والجموم وأضم؛ مما أسهم -بفضل الله- ثم بما وُفِّر لها من دعمٍ سخيٍّ إلى إنشاء كليات وأقسام علمية جديدة أسهمت في استيعاب طلاب تلك المحافظات وطالباتها إلى جانب الكليات والأقسام العلمية التي يضمها مقرها الرئيس بشطري الطلاب والطالبات بمكة المكرمة.
أن جامعة أم القرى شرعت في تنفيذ خطتها الاستراتيجية “تمكين 2023″، الهادفة إلى جعلها ضمن أفضل 200 جامعة عالمية بحلول العام 2030م، تماشيًا مع الأهداف الوطنية الطموحة لرؤية المملكة الرامية إلى تجويد البرامج العلمية والتعليمية والتأهيلية ومواكبتها لمتطلبات سوق العمل وإسهاماتها في التنمية الوطنية الشاملة.
والجامعة تسعى من خلال خطة “تمكين 2023” إلى تقديم تعليم متميز وفق معايير برامج الاعتماد الأكاديمي الدولي، وأبحاث علمية تسهم بدورها في تنمية الاقتصاد المبني على المعرفة وريادة الأعمال، ضمن بيئة أكاديمية محفزة وشراكات فاعلة، مؤكدًا أن الدور الريادي الذي تمتاز به جامعة أم القرى سيجعلها تنطلق للريادة العالمية في إنتاج المعرفة واستثمارها، والاهتمام بقضايا الحج والعمرة، والمرجعية في العلوم الشرعية والعربية.
الخطة التي تعمل عليها الجامعة حاليا تهدف إلى تنمية موادها الذاتية والاستثمار في مصادرها العلمية عبر التطوير المستمر للبحث العلمي وتجويد مخرجاته بما يحقق المصلحة الوطنية، إضافة إلى التوسع في برامج الدراسات العليا، علاوة على خلق بيئة تعليمية جاذبة للطالب تدعم أعضاء هيئة التدريس، وتسهم في تقديم مستوى متميز للتعليم والتدريب الاحترافي، لضمان الجودة والاستدامة في التنمية المعرفية على الصعيدين المحلي والعالمي.
كما أن الجامعة حرصت في خطتها على تطبيق مبدأ العمل الجماعي وتكافؤ الفرص بين منسوبيها والتعاون بين قطاعاتها استشعارًا بالمسؤولية والتحسين المستمر؛ لتحقيق الغاية والأهداف ضمن إطار تنظيميٍّ لرؤية ورسالة واضحة المعالم، وعمل يرتكز على مبدأ الجودة والإتقان في تفعيل الخطط عبر برامج تطويرية تتمثل في 70 مبادرة مرتبطة بالأهداف الاستراتيجية تعمل على تنفيذها 8 جهات إشرافية داخل الجامعة.
إن الجامعة تسعى إلى توسيع الشراكات مع القطاعات الثلاثة لنشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، إضافة إلى تعزيز دور الجامعة ومسؤوليتها المجتمعية لخدمة أفراد المجتمع وضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، والمشاركة بفاعلية في العمل التطوعي أثناء مواسم الحج والعمرة وفي أوقات الأزمات كما حدث مؤخرًا أثناء جائحة كورونا.
أؤكد على أهمية دور المواطن في الحفاظ على المكتسبات والإنجازات الوطنية التي تحققت، سائلا الله عز وجل أن يديم على بلادنا أمنها ورخاءها وازدهارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – وفقهما الله –.
ختامًا أرفع التهنئة باسمي ونيابة عن منسوبي الجامعة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع –حفظهما الله- وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة.
————
رئيس جامعة أم القرى