قالها أبو الطيب المتنبي:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي،
وأسمعت كلماتي من به صمم
وإن كنت لست في قامة المتنبي، ومابلغت عشار ملكته الشعرية، إلا أنني أعارضه في هذا البيت، وأقول لمن يراهنون على سقوطنا وأن المعاد قريب من دولتنا:
ماهز دولتنا ناعق يهذي
ليسمع القول من به صمم
المأجورون الذين لا ناقة لهم ولا جمل في شؤوننا الداخلية والدولية من الجنسيات المختلفة الذين يحشرون أنوفهم في كل شاردة وواردة تخصنا كأنهم أوصياء علينا، هؤلاء حين أستمع لهم وأحلل خطاباتهم تحليلًا دقيقًا بحكم تخصصي أجد أنهم دائمًا يعتمدون على قاعدتين أساسيتين لا ثالثة لهما الأولى: الظن وكثيرًا ماتتكرر هذه الكلمة في أحاديثهم، والظن قال الله تعالى فيه “إِنَّ بَعَضَ الظَّنِ إِثْمٌ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الظن أكذب الحديث”.
والقاعدة الثانية في خطاباتهم: قيل، ويقال، وسمعنا، ونشرت صحيفة كذا، ووكالة كذا،
وهذا غالب في أحاديثهم، أما مصادرهم الصحفية ووكالات الأنباء الدولية التي يتخذونها سندًا لكذبهم فهي مشهورة التأجير، ولها تاريخ طويل مع زبائن الخردة الإعلامية، وأما المصادر الأخرى فهي مصادر لا يعتد بها لأنها مجهولة المصدر، والخبر مجهول المصدر شائعة أي ترويج لأخبار كاذبة، بالله عليكم كيف نصدق أحاديثهم وهم يعتمدون على مصدرين كاذبين، “الظن، والشائعة”، لقد أعماهم المال وأصبحوا عبيدًا له يباعون ويشرون على دكات المنصات الإعلامية، اليوم معك وغدًا ضدك، ومن يدفع فهو الأنفع، والغريب في الأمر أنهم يتسولون المتابعين ويحثونهم على اللا يكات والاشتراك وتعليق الجرس، وهذا الفقر المادي الذي يعانون منه سببه الفقر الفكري الذي يعتنقونه، وقد وجدوا فرصة لتقاعدهم في المنازل يقتاتون من شيكات الفتن والتحريض التي ينشرونها المدفوعة لهم من جهات الخبث والحقد الدفين، والمتابع الحصيف الفطن لا ينساق خلف ما يروجون له، لقد علق المعلقون عليهم في أغلب التعليقات على منصاتهم؛ أنهم مخطئون، ولا يوافقونهم الرأي، ولكن وضعوا أصابعهم في أذانهم وأصروا واستكبروا استكبارًا.
إن الصمم الذي يتخذونه أسلوبًا لهم، والبعض منهم يرفض استقبال التعليق ويعمل حظرا له هو وسيلة للهرب من الحقيقة، أقول لهم: لماذا تروجون للفتن والتحريض في صفوف العامة ؟ ألم تعلموا أن التحريض نميمة، وقد وعد الله النمام بالعذاب يوم القيامة، وإن كنتم مسلمين ألم تعرفوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.