عبدالله غريب

تقلبات الحياة وتغيّر العلاقات !!

سؤال يتبادر للذهن في كل مرة تفكر فيها بعلاقات الآخرين بك سواء من الأقارب أو من الأباعد مفاد السؤال : هل ممكن يبقى من له علاقة بك على حال واحد ولا يتغير ؟ بالتأكيد لا فدوام الحال من المُحال كلنا نؤمن بان الحياة مليئة بالمشاكل التي يعتبرها البعض ملح الحياة دونما زيادة ترفع الضغط النفسي لكنها قد تعترض كل البشر منها ما هو فوق طاقتهم ومنها ما هو دون ذلك ، وبالتالي لابد وأن تتوقع الأسوأ قبل الأحسن في ظل هيمنة الماديات وتلاشي الحفاظ على المعنويات ، البعض لا تهمه سمعته الأخلاقية كما يكون همه الوحيد سمعته المادية بأي طريقة ، لذا حاول أن يكون سقف توقعاتك لتقلبات الحياة أكثر مما تتوقع أنها ستكون مستقرة وهادئة ولابد أن تتعايش مع هذه التقلبات سلبا وإيجابا ولابد أن تجعل تفاؤلك نحو الأفضل معقولا يوازي تلك التقلبات التي تعيشها كما يعيشها غيرك في مجالات كثيرة تشمل الصحة والمرض والغنى والفقر والحزن والفرح والتواصل والانقطاع وفي المحبة والكره وغيرها من الحالات التي تمر بنا في كل يوم وكل شهر وكل عام وعلى مر سني العمر .

لابد تكون في إعادة وتحديث دائم لجدولة علاقات الآخرين بك بين مد وجزر وتقييم وتقويم مما يستوجب منك إعادة حساباتك في كثير من علاقات الأشخاص الذين تربطك بهم علاقة قربى أو صداقة لأنها غير ثابتة وقد يكون عدو الأمس صديق اليوم والعكس قد يكون صحيحا وقد تعود لقاعدة عدو عدوك صديقك وصديق عدوك عدوك وهكذا تكون التجاذبات التي تبني عليها الكثير من التعاملات مع كل من له صلة بك أيّا كانت هذه الصلة ما عدى الصلة من الدرجة الأولى فقد تكون حساباتها أكثر دقة فالمعايير والمقاييس لا تعترف بالاختلافات بقدر ما تعتمد على نوع الخلافات ومدى امتصاص الأطراف للصدمات وتجاوزهم للأزمات فمنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ومنهم جائر يتعامل وفقا لنزواته ورغباته التي إلم يستطع تحقيقها بذاته فقد يلجأ للضعفاء ويقفز على حواجزهم فيسيرهم كيفما يريد ليحقق ما يريد، وكثيرٌ ما هم أولئك الذين تنفتح شهية قبحهم ونَهم صلفهم في فترة من أعمارهم قد تتقدم وقد تكون متأخرة لتعويض النقص المركب لديهم بما يحقق لهم الشهرة المادية على حساب المعنوية المرتبطة بالقيم والمثل ومبادئ الأخلاق التي بها إما يسمو أو يسقط في وحل الخبيئة السيئة التي تسقطه من أعين الناس عندها لا ينفع الندم .

مهما كان التملق والتغطية فكشوف الحساب سيئة الذكر تفضح أصحابها الذين قد يختبئون خلف أسوار الأعمال الظاهرة التي بها يراوغون الناس بها وهم يطبقون ” ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ” ممن يحتالون على الدنيا بلباس الوَرَع يظهرون التودد يبطنون من الخبث والمكر والتحايل واصطناع المشاكل التي يلبسونها غيرهم ويستمتعون بخراجها حتى لو لم يكن إيجابي لا يبالون بضحاياهم أيّا كانت علاقتهم بهم فهم همهم الأول والأخير الحياة المادية والجمع من حطام الدنيا ممن تنطبق عليهم ” قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ” ومع شديد الأسف أن بعض هؤلاء تزيد شراهتهم ولهاثهم على الدنيا في سن ربما يكونون أحوج لما يحسن لهم الخاتمة ، بعد زمن الرشد تجده ينتكس ويصبح عبدا للمال لا يبالي من أين يكتسبه ويجمعه وربما يكنزه ولا ينفقه فيكون حسرة عليه بعد موته فلمن بعده غنمه وعليه غرمه بعد مماته وسيحاسبه الله عليه في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

علينا أن نتذكر ذلك الوعد يوم تشخص فيه الأبصار يوم لا ينفع فيه التحايل والكذب ولوي أعناق الحقيقة يوم يقضى بين الخلائق يوم قراءة الأحكام التي لا تقبل الاستئناف وينتهي عنده بعض من كان في الدنيا ألحن بحجته من بعض يوم يقضى بين الخلائق يوم تبلى السرائر وهنا لابد من مراجعة النفس وطلب حسن الختام فأنت وأنا لا ندري ماذا سيختم لنا في هذه الحياة ولابد أن نستعد لذلك اليوم الذي نخرج من هذه الحياة بفعل الموت الذي غيب من كان قبلنا وسيغيبنا ويغيب من بعدنا فلا نفرح بما فزنا به وغنمناه بغير وجه حق حتى لو كان من أقرب الأقربين من باب الطمع الذي قد يفسد ولا يصلح يشتت ولا يجمع ، علينا أن نتذكر دائما ” وعند الله تجتمع الخصوم ” نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية وحسن الختام فقد أوصى الرسول الكريم بالدعاء بهذا في سجودنا في صلواتنا وندعو به في خلواتنا حتى نلقى ربنا وهو علينا راضٍ تمام الرضا ولا نغتر بالحياة وزخرفها فهي ظل زائل والباقيات الصالحات والله من وراء القصد .

انعطاف قلم :

أحد الحمقى كان لديه جارية تقوم على خدمته وتجمع له المال ومؤنة البيت وكانت تطيعه طاعة عمياء وعندما مرضت لم يبحث لها عن دواء لأنها لم تعد كما كانت جابية للمال فماتت فكفنها وطيب كفنها بالمسك وأشهد من حضر قبرها بأن مكافأته لها عتقها إذ قال : يا قوم اشهدوا بأنها من هذه اللحظة حُرّة !!.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button