يقول هيرسي ثقافة الإبداع والتميز تعكس تقدير الفرد المندمج في الفريق؛ ليصل الجميع درجة تنافسية مميزة إذا استطاع كل فرد في المنظومة فهم وإدراك معنى التميز والتنبؤ والتوجيه والتغيير والتحكم؛ فإن الأهداف تتحقق، ويتم تطويرها بشكل مستمر؛ لأن التميز لا حدود له.
على مدى أكثر من ثلاث ساعات تحدث أمير عسير تركي بن طلال بن عبد العزيز للإجابة على سؤال واحد فقط … كيف تصل منطقة عسير للتميز؟ قدم محاور العمل، وفي كل محور يناقش ويتفاهم مع المتلقي بأسلوب حضاري ثم يسمع ويقنع، في كل نقطة محورية يقدم شواهد مثل تصدر بعض الجهات الرسمية في عسير لصدارة التقييم مقارنة ببقية المناطق، ومثل أمانة منطقة عسير التي سجلت قفزتها التاريخية من الثالث عشر على مستوى الوزارات إلى المركز الثالث فأسمع وأقنع.
تحدث عن المشاريع المتعثرة والمستقبلية ومن ضمنها طريق يشق منطقة عسير من شرقها إلى ساحلها غربًا بثلاثة مسارات لكل جهة كمحور اقتصادي وتنموي وسياحي، وفرص عسير الاستثمارية ومن ضمنها موقع “سما أبها” شمال المدينة فأسمع وأقنع.
تحدث عن الجوانب الإنسانية واعترف بغلطته في حق شاب في إحدى المحافظات فطالب بحضوره، وأفطر معه وكرمه أمامنا بكل تواضع وتحدث بعمق عن هذا الموقف من أجل إيصال رسالة لبقية القياديين في المنطقة للوصول للتميز فأسمع وأقنع.
تحدث عن تكريمه لشاب من نشامى عسير عظيم في تفكيره وعطائه، وكان نموذجًا للإيثار والتميز في جماعته، وقال كرمته؛ لأنه تميز في الإيثار ولأنه شيخ ابن شيخ يدرس في الجامعة ويقود أكاديميين وموظفين، ويحضر قبل أي نشاط لجماعته ويقدم الكثير فكان المشهد على المسرح رسالة واضحة جدًّا لمن يريد الدخول في منظومة التميز أو التنحي لمنح الفرصة لغيرة فأوجع وأسمع وأقنع.
كرم المميزين وضرب للحضور أمثلة كمحفز ضمن نظرية “الدافعية”، وقدّم نماذج في الحوار والتشاور مع جميع شرائح المجتمع ورصد بعض النقاط الحيوية والأفكار الإبداعية للاستفادة منها لاحقًّا، وضع لها حلول فورية على طريقة “الحي يحييك والميت يزيدك غبن”، وتحدث عن المشهد الحضري وقدم نماذج منفذة وأصر على مسايرة هذه النماذج في بقية المحافظات.
أبدى إعجابه ببعض المحافظات وبعض الجهات، وقدم عرضًا توضيحيًّا للخطوات التي اتخذتها غرفة العمليات بمنطقة عسير مع بداية جائحة “كورونا”، ومن ضمنها رفع عدد غرف العناية المركزة من أربعمائة تقريبًا للتجاوز التسعمائة غرفة في زمن قياسي، وتحدث عن مطار أبها وحصوله على الشهادة الدولية وعرج على تقصير شركات الاتصالات، وقدم للحضور شرحًا وافيًّا عن الخطوات التي اتخذها مع هذه الشركات، وانتقل لشركة الكهرباء ليتواصل مه مديرها حيًّا على الهواء ليقدم لنا خطوات تطويرية رقمية لا تكذب ولا تتجمل.
تحدث عن المراكز الحضارية في كل محافظة، وقال سحبت صلاحيات استخدامها من البلديات؛ لتكون تحت تصرف المجتمع للاستفادة منها في مناسباتهم واحتفالاتهم المختلفة، تنقل في حديثه بين محاور الخطط والاستراتيجية وأعجبني حرصه على التأصيل الشرعي لكل هذه الخطوات فزاده الله بسطة في العلم بعد أن أسمع وأقنع.
للمرة السابعة على التوالي أتشرف بحضر ورش العمل التي يسعى من خلالها الأمير تركي لوصول منطقة عسير لدرجة التميز، ولتكون وجهة استثمارية وسياحية عالمية على مدار العام؟ وفق التطلعات التي رسمتها القيادة العليا، وترك القاعة بعد جلسة علمية مثيرة وممتعة ومقنعة ومثلجة للصدر وواضحة وصريحة وحديث من القلب إلى القلب …. حديث مسؤول مخلص أسمع وأقنع.
كل جماليات العرض المبهر، وجماليات الروح في الصلة، والتواصل بين الأمير والحضور من جميع محافظات ومدن وقطاعات المنطقة لا يلغي تسجيلي بعض الملاحظات سأتطرق لها في الوقت المناسب…… شكرًا للأمير تركي الذي إذا عاتب أوجع وإذا تحدث أسمع وإذا عمل أقنع.
