رسالتي بدون تحية، ولا احترام، ولا حتى أدنى درجات التقدير للرئيس الفرنسي ماكرون؛ مع كامل التقدير والاعتذار لجميع رؤساء العالم؛ فلم نسمع في يوم أن رئيسًا قد شتم إنسانًا ناهيك أن يسبُّ نبيًّا كريمًا، رسالتي له ولكل من يمشي على نهجه البغيض وحقده الذي لم يعد دفينًا اليوم، فما تخفيه قلوبهم أنطق الله به ألسنتهم، تعلم أيها الوقح أننا وعلى نهج نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم أول من يُدين الإرهاب بشتى أشكاله، بل وتعد المملكة من بين أكثر الدول محاربة له وتنفق من أجل ذلك ملايين الملايين من الريالات وقبلها يضحى الكثير من أبنائها البررة بأرواحهم في سبيل استئصال بؤر الإرهاب.
وليس لدينا أدنى شك بأنك تعلم أننا من بين أكثر الدول التي تضررت من أعمال الإرهاب، فحتى بيوت الله عندنا لم تسلم من ذلك وفي مقدمتها الحرمين الشريفين – المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة – فقد نالتها الأيدي الآثمة.
إن الفكر الإرهابي والتطرف يمارس من قبل أفراد جهلة بالدين تستفيد من حماقتهم جهات ودول كثيرة، لا نبرئ ساحتكم من أن تكونوا أحد المستفيدين من ذلك، ولم لا وماضي فرنسا ملطخ بسفك دماء مئات الآلاف من أبناء الشعب الجزائري وغيره من الشعوب، وما زلتم مستمرين في توظيف بعبع الإرهاب لتبرير تواجدكم العسكري في الساحل الإفريقي؛ من أجل النفوذ والسيطرة على الثروات وحماية مصالحكم الخاصة متسترين خلف قناع ملاحقة الإرهاب.
لم ولن نبرر أي عمل إرهابي مهما كان حجمه وفي أي زمان ومكان؛ ولا نعذر من يقوم به مهما تكن حاجته وحجته في ذلك، لكن ذلك لا يمنع إلى أن نشير إلى أن مثل تصريحاتكم الهوجاء غير الموزونة، إضافة إلى تفشي العنصرية وتغلغلها في كافة طبقات المجتمع الفرنسي مع تراجع مستوى التسامح في بلدكم بحسب تقارير مراكز الدراسات الأوروبية؛ سوف تؤدي حتمًا إلى انتشار النبرة العنصرية في الخطابات والاعتداءات الجسدية وأعمال الإرهاب والتخريب بين كافة طوائف المجتمع الأوربي عامةً والمجتمع الفرنسي على وجه الخصوص.
أخيرًا لكل من تألم وانتفض عند سماع هذه التصريحات المسيئة لرسولنا الكريم، ولكل محب لخير البشر وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، اعلم أن هذا الأمر ليس بالجديد، بل قد وُجد إبان حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان هناك من المنافقين من يتحدث بهذه الأحاديث والإساءات البغيضة، مع أنه كان يصلي خلف النبي وفي مسجده صلى الله عليه وسلم، فثق أن الله ناصر نبيه ودينه، وما مثل هذه الأحداث إلا مناسبة عظيمة للتمعّن في سيرته العطرة عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم والتذكير بها وتوضيح المفاهيم والمواقف التي يتعمد أصحاب الهوى تفسيرها للبسطاء ومغالطتهم بها لنشر الحقد والكراهية تجاه صاحبها، كما أن أي محب للرسول الكريم وعلى المستوى الشخصي يستطيع أن يتخذ موقفًا من خلال استبدال المنتجات الفرنسية بغيرها من المحلية أو حتى من منتجات الدول الأخرى وهي أبسط إجراء ممكن يتخذه الفرد على مستوى دائرته الصغيرة، فإذا كانت اتفاقية منظمة التجارة العالمية مُلزمة للحكومات بعدم مقاطعة منتجات الدول الأخرى، فهي غير ملزمة للفرد ولا تستطيع أن تجبر أحدًا في أي مكان في العالم على أن يشتري سلعة ما أو خدمة معينة، تخص دولة بعينها، فالحرية الشخصية مكفولة في هذا الجانب لكل إنسان وفي جميع البلدان، وربما تكون هذه الخطوة قرصة أذن لكل من يتطاول على خير الخلق أجمعين.
خاتمة:
إلى كل من يبرر للمسيئين إلى ديننا ونبينا على الصلاة والسلام، ويربط هذه الإساءات بوجود أخطاء في السيرة النبوية، نقول له أيها الجاهل الأحمق! حتى لو سلمنا بكلامك وقلنا إن هناك أخطاء:
هل وجود الأخطاء يُعد مبررًا للإساءة للإسلام أو النبي؟ وهل الأخطاء والتحريف في الإنجيل يبرر لأحد بأن يسيء إلى نبي الله عيسى عليه السلام؟ حاشا وكلا!!
— – – – – – – – – – – –
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة العامة