يعتبر خط الدفاع في عالم كرة القدم المفتاح الأساسي لتحقيق الانتصارات، الثغرة في هذا الخط سوف تكون سببًا لضياع البطولات. (عام 1982) قدمت البرازيل منتخبًا لازال صدى سمعته حتى الآن، قال عنه العديد من الخبراء الرياضيين بأنه الأفضل منذ بداية كرة القدم، كتب عنه النقاد مجلدات من عبارات الإعجاب، ورغم هذا الثناء والمديح إلا أن ذلك المنتخب الأسطورة أخفق في تحقيق كأس العالم بسبب اهتزاز وضعف لاعبي (خط الدفاع) ووجود ثغرات بينهم، وخرج ذلك المنتخب القوي على يد منتخب إيطاليا الذي لم يكن مرشحًا حتى لتجاوز المرحلة التمهيدية من تلك البطولة.
في عالم الحياة، مهما امتلكت الدول من عوامل التفوق وأدوات القوة (العسكرية والسياسية والاقتصادية والتقنية ووو) إلا أنها تظل في قلق وعُرضة للاضطرابات الداخلية والفتن والقلاقل إذا كان دفاعها وحصنها الحصين للوطن رخوًا، ومخترقًا، وضعيفًا.
منذ اندلاع الحريق العربي، والخبثاء يسعون إلى هدم الصف السعودي الواحد من خلال اختراق (المواطن السعودي)، والذي يمثل الرقم الأول في خط دفاعات السعودية. كانوا ينتظرون هياجًا شعبيًّا وتخريبًا جماعيًّا تحت مسمى الثورة والحرية، تارة بإثارة النزعة العنصرية والإقليمية والقبلية، ومرة بالعزف على وتر الطائفية، جربوا دعاوى حقوق المرأة والبطالة والحرية، بل حتى الدين استغلوه لتفكيك اللحمة الوطنية بتكفير هذا ونعت ذاك، كونوا (طابورًا خامسًا) دربوه في السفارات وزينوه في وسائل الإعلام والاتصالات، كانوا يتوقون إلى حريق عربي في بلاد الحرمين تدعمه ماديًّا (دويلة) بالدولارات و(هيلاري) تسنده معنويا عبر (الإيميلات)، ولكن ولله الحمد هيهات!
لم يَثُر الشعب على قيادته كما أراد الخبثاء والخونة، بل سار داعمًا خلف قيادته الحكيمة، التي عبرت به إلى بر الأمان لترسم معه *(مستقبلًا واعدًا)* من خلال رؤية 2030 على الرغم من كل التوتر الذي تعيشه دول المنطقة حولنا من *(مستقبل بلا ملامح)*، واقتتال وضياع هيبة الدولة، وسقوط أطرافها بين أحزاب وجماعات.
ومع قرب الانتخابات الأمريكية، توقع (بعض) المحللين السياسيين سقوط الرئيس الأمريكي ترامب، وذهب (المستأجرون) منهم للتنبؤ بأن ذلك سوف يكون له آثار سلبية على بعض دول المنطقة والسعودية تحديدا!
وكعادته في ممارسة (استعراضه الإعلامي)، تجرأ (الخليفة المزعوم) وأطلق أحد تصريحاته الخبيثة المبطنة بتهديد لدول المنطقة، لم تهتم القيادة السعودية بهذيانه، ولم يصدر ولو حتى تنديدًا من الخارجية السعودية على بيانه.
وهنا ثار الشعب! فكان *(خط الدفاع)* القوي وتكفل بالرد عبر إعلان مقاطعة اقتصادية تؤدب (حكومة الرئيس إياه) وتتركه لشعبه كي يقرر صلاحياته وأهليته لحكمهم، ولتقدم درسًا لكل من يفكر بالمساس بهذا الوطن وقيادته.
بعض الزعماء والمحللين يتحدثون عن (المملكة العربية السعودية)؛ وكأنها إحدى جمهوريات الموز أو دول الكاريبي الهامشية! وليس عن دولةٍ *(تصريح من وزير الطاقة فيها)* يغير مصير أسواق النفط ومؤشر بورصات العالم والأسهم العالمية، عن رئيسة مجموعة ال20، ناهيك عن ثقلها الديني والسياسي والعسكري والاقتصادي على المستوى العالمي والإسلامي والعربي والخليجي.
خاتمة:-
قال تعالى: *( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)*
(الشعب) التركي ليس كله (أردوغان)، والشعب الفلسطيني ليس محصورًا في (أبي فلان وأبي علان)، واحذر من (موجة قادمة بهدوء) يقف خلفها من يضمرون شرًّا بالسعودية والوطن العربي، واذكر مصر ليسوا كلهم (إخوان)!