المقالات

السياسة في العراق تلفظ أنفاسها الأخيرة

كنا وما زلنا مثار حديث للعالم أجمع في إدارتنا لشؤون البلاد، ولطالما تصدرنا نشرات الأخبار العالمية، وأخذنا حيزًا كبيرًا في الصفحات الأولى للصحف العالمية؛ وذلك من خلال دخول حكامنا إلى سجل التاريخ، الذي لا تخفى عليه شاردة أو واردة
دخلت السياسة العراقية التي وصفت بالحكيمة في سفر الدبلوماسية العالمية، ولطالما كانت حقيبتنا السياسية تُثير شغف وحب كل السياسيين في العالم؛ لأنها تحمل بين ثناياها برامج عالمية تنموية تختص ببناء الفرد قبل المجتمع.

دخلنا منافسة كبيرة، وخرجنا ونحن في الصفوف الأولى وبعلامات ممتازة.

لكن الحال قد تغير؛ حيث غابت عندنا السياسة وغاب معها النظام، وغادرتنا الأخلاق السياسية ومن دون رجعة.
لم يعد بين صفوفنا من يملك الحنكة، بل بات من لا يعرف شيئًا، ويظن أنه يعرف الكثير هو من يمتهن السياسة لدينا في العراق.

يقول نابليون بونابرت: الغباء في السياسة ليس عائقًا، وهذه حقيقة مضحكة مبكية
كيف لا ؟!
ونحن نقبع تحت حكم أناس يمارسون سياسة بلا مبادئ، وتجارة بلا أخلاق، وعلم بلا إنسانية.

كل شخص فينا يحب أن يتحدث في السياسة وأن يجادل بعلم أو من دون علم، باتت السياسة في العراق مهنة من لا مهنة له، بل إنها تعدت حدود المعقول؛ حيث أصبحنا نمارس على أنفسنا سياسة تصديق كل الخداع الإعلامي رغم يقيننا أنها سياسة فاشلة.
لم تكن السياسة في العراق يومًا، تسلك دروب القذف والسب والشتم، بل كان طرقنا معبدة سالكة لقادة عظام غابوا عن المشهد وغابت معهم مشاهد القيم.
من الخطير أن تكون على حق، وأنت تعلم أن السياسة في بلادك على خطأ؛ لأنك قد فتحت نيران جبهات عديدة أمامك لن تغلق أبدًا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button