عبدالرحمن العامري

المتسللون وحرائق الجنوب !

شهدت الأعوام الأخيرة تزايدًا في أعداد المتسللين المخالفين لنظام الإقامة في المملكة بشكل غير مسبوق؛ وخاصة من الجالية الأثيوبية حيث يشكلون معظم الأفارقة القادمين إلى بلادنا بطرق غير نظامية، وقد أدت هذه الزيادة المطردة في أعدادهم إلى تكوين تجمعات منظمة وعصابات إجرامية أصبح لديهم أهداف واضحة يستميتون في سبيل تحقيقها، ومنها على سبيل المثال الكسب المادي بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة حتى لو كان ذلك على حساب المجتمع وأمنه واستقراره؛ فأقاموا مصانع الخمور وفتحوا محلات تزوير المستندات، وباتوا يشكلون تهديدًا واضحًا لثقافة وأخلاقيات المجتمع وسلوكياته.
وإذا ما رجعنا بالذاكرة إلى الوراء؛ فإننا سرعان ما نتذكر ما قام به بعض أفراد هذه الجالية من أحداث شغب في مدينة الرياض، وتحديدًا في حي منفوحة عام ١٤٣٥ للهجرة، وكذلك ما تبعه في نفس العام من أحداث شغب واعتداء على الممتلكات والأرواح في مدينة جدة، وكذلك العديد من حالات السرقة والسطو المسلح في معظم مدن ومحافظات المملكة، والتي تدل على عملهم الممنهج، وحقدهم الدفين على هذا الوطن المعطاء.
لذلك ومن كل هذه الأحداث الإجرامية التي ارتكبوها نستطيع القول بأنهم ليسوا مجرد مخترقين للحدود بحثًا عن عمل أو هربًا من جحيم الوضع الاقتصادي في بلادهم بل إن هذه الفئة دخلوا متسللين من أجل أهداف محددة قد يكون أهمها تهديد الأمن الوطني؛ خاصة في ظل ارتفاع معدلات وجودهم وتنوع جرائمهم والتي كان آخرها الحرائق التي حدثت في بعض المناطق الجنوبية، وهو ما كشفته وصرحت به الجهات الأمنية من تسبب ثلاثة أشخاص من الجنسية الأثيوبية بتعمد إشعال هذه الحرائق وخاصة حريق جبل (غُلامه) في محافظة تنومة، والذي أتى على مساحة قُدرت بأربعة ملايين وسبعمائة متر مربع قضت على جميع الغطاء النباتي فيه ناهيك عن إشغال الجهات الأمنية بمثل هذه الحوادث التي قد ينتج عنها لا سمح الله كوارث في الأرواح والممتلكات.
وعطفًا على بدء فإننا لا بد أن ندرك بأن وجود العمالة السائبة والمقيمين غير النظاميين بات يشكل تهديدًا وخطرًا لأمن وطننا بصفة عامة ولأمن المناطق الجنوبية بصفة خاصة لا سيما وأن مناطق جنوب المملكة تعتبر المنفذ الرئيس لدخول معظمهم عبر عمليات التهريب الجماعية والفردية المنظمة.
وفي مجمل القول يجب أن ندرك أن الأمن والاستقرار يعدان منظومة متكاملة تتطلب تضافر جميع الأفراد والجهات بشكل فاعل وإيجابي من أجل توفير الحماية للجميع، وكذلك العمل على دراسة كاملة لأوضاع هؤلاء المقيمين غير الشرعيين تمهيدًا لترحليهم عن البلاد، ومن ثم إيجاد الحلول التي تحد من تزايد أعدادهم في السنوات القادمة.

وخزة قلم:
إكرام اللئيم يكون سببًا في تمرده.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button