المقالات

الزعيم القادم للعالم

من الزعيم القادم الذي سيحكم العالم ؟ يعتقد الكثير أن الصين بتكنولوجيتها المتقدمة واجتياحها الاقتصادي هي زعيمة العالم المحتملة، والبعض يرى أن أمريكا بجيوشها الجرارة وتفوقها الجوي تبقى سيدة العالم لعقود، ومنهم لا يستبعد الروس أصحاب القوة النووية الضاربة، إذا ما وقعت الحرب بين الصين وأمريكا وأنهكا بعضهما لينفردوا بزعامة العالم، ولكن من وجهة نظري لن تصبح القوة والهيمنة في دول أو إمبراطوريات، بل الزعامة ستكون في الإمكانات وسد الاحتياجات الأكثر أهمية للبشرية في العالم، وليس هناك أهم من صحة الإنسان التي يتولاها الطب، فالمجال الطبي ونظامه وقوة استيعابه للأمراض الجرثومية والفيروسية حتى وإن كانت حرب بيولوجية تنشر الأمراض المعدية هو القوة والسلطة الأولى في العالم first state والإعلام سيكون القوة أو السلطة الثانية second state بعد الطب، بعد تصاعد وتسارع تأثيره المخيف علي صناعة القرار وانفراده بتشكيل الرأي العام، فجائحة كورونا سحبت من الدول العظمى بساط القوة وأصيب مئات الآلاف من البشر فيها بالمرض، وعاد الآن الفايروس ليضرب بقوة العالم بموجته الثانية، لذلك أصبح الطب القوة التي لم يحسب له الحساب، وهو الآن حسم الجدل على زعامة العالم، قد يقول البعض أن هناك مبالغة في الأمر، أقول انظروا الواقع اليوم، ألم تتوقف عجلة الاقتصاد، ويتراجع الإنفاق على التسلح، وأصيب آلاف الجنود الذين يقودون الحروب بالمرض، بل إن القوى العظمى تنازلت عن سيطرتها في بعض المواقع الحساسة في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك يجب على الدول أن تستعد للنظام العالمي الجديد، وأن تستثمر في المجال الطبي وتقوي مناعتها ضد زلازل الأمراض المعدية والفتاكة لتستطيع الحركة في مجالات الحياة المختلفة، ولا تتوقف عجلة النمو فيها لأن الإنسان الذي يدير هذه الحركة إذا أصيب بمرض أصاب الشلل كل مجالات الحياة، ويجب على الدول أيضًا أن تعتمد على نفسها وتحقق الاكتفاء الذاتي في المجال الطبي وأبحاثه وأجهزته كي لا تستورده من دول أخرى، فقد كشفت الجائحة عن نقص في بعض المستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة المرض عند بعض الدول، مثل: إيطاليا وأسبانيا وغيرها من الدول الإفريقية والآسيوية. وتذكروا معي أن زعامة العالم سوف تكون في الإمكانات والوسائل المناعية والدفاعية الصحية للبشرية وليس في أي قوى أخرى، وعلى الدول أن تعيد ترتيب أوراقها من الآن إذا أرادت العيش بسلام، وأن لا تتعرض لكارثة غير محسوبة العواقب.

——————-

أستاذ الإعلام الدولي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button