لا شك أن الأمطار من النعم العظيمة التي تحمل في طياتها الكثير من بشائر الخير والنماء، لكن قد يُصاحبها الكثير من الأضرار والمشكلات التي قد تحول هذه النعمة إلى كوارث لا قدر الله؛ فتخلق أزمات حقيقة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي خصوصًا المفاجئة منها.
فقد اعتاد الناس على الخروج في مثل هذه الأيام للتنزه في الأودية والبراري، واستخدام الجوال أثناء نزول الأمطار التي تصاحبها تلك الصواعق القاتلة دون الأخذ بعين الاعتبار لتلك التحذيرات التي تطلقها الجهات المختصة مع العلم أن الأمطار فى حد ذاتها ليست مصدرًا للخطر، بل ما يترتب عليها من جريان الأودية التي يتحول فيها الماء إلى طاقة هائلة في الاندفاع يحمل معه كل ما يمر به من طين ومخلفات؛ مما يزيد من قوته على التدمير.
وقد شهدت بعض مناطق المملكة في السنوات الأخيرة أمطارًا وسيولًا راح ضحيتها عدد من المواطنين بالإضافة إلى الأضرار المادية في الممتلكات، والتي كان بالإمكان تلافيها بأمر الله تعالى لولا أن هناك من يتسببون في الأذى لأنفسهم أو لغيرهم رغم تلك المآسي التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لأناس فقدوا أرواحهم؛ نتيجة لمغامرة ربما كان الهدف منها التفاخر والتباهي أمام الآخرين ؟!
وبالإضافة إلى مخاطر التعرض للموت غرقًا بسبب السيول الجارفة الناجمة عن الأمطار الغزيرة؛ فإن ما يصاحبها من تغيرات جوية مفاجئة قد تتسبب بالكثير من المشكلات الصحية؛ خاصة هذا العام في ظل انتشار جائحة كورونا وخطرها الكبير على الفئات ذات المناعة الضعيفة.
لذلك فإنه يجب علينا أخذ الاحتياطات الآمنة لحماية أنفسنا خلال هطول الأمطار؛ وذلك بتجنب الخروج من المنازل وتهوية البيوت جيدًا؛ لتجديد الهواء بها وتناول الطعام الصحي الذي يحتوي على السعرات الحرارية اللازمة وتناول المشروبات الدافئة طوال اليوم لتقوية المناعة؛ ولتجنب التعرض لأي ضرر لا سمح الله.
وأخيرًا ومن مبدأ تلافي الأخطار قبل وقوعها؛ فإن على الجهات المعنية إصدار عقوبات رادعة لكل من يدخل الأودية أثناء هطول الأمطار وكذلك لمن يحاول النزول إلى مجاري السيول والتجمعات المائية الناتجة عنها، فالله قد استودع فينا هذه الروح، ومن الواجب علينا المحافظة عليها، وعدم تعريضها للتهلكة من أجل لحظات طيش عابرة. قد تكون سببًا في إزهاق روحٍ طاهرة.
وخزة قلم:
المطر رحمة من السماء فلا نحولها إلى نقمة وبلاء.