المقالات

أجيالنا وثقافة الحديث

عندما نجد مواقع الإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي تزخر بمشاركات جيل اليوم من أبنائنا وبناتنا، المفعمة ببلاغة الحديث، وقوة الطرح، وجمال الأسلوب .. نشعر بأن قيمنا ومبادئنا التي نشأنا عليها تعليمًا وتلقينًا من آبائنا ومعلمينا توارثها أبناؤنا، بل وتفوقوا فيها علينا بتوظيف الوسائل التقنية في عالم الاتصال، لإيصال رسالتهم للمتلقي كتابةً، وصوتًا مسجلًا، وبرنامجًا تلفزيونيًّا يفوقه الإعداد، والإخراج، والفكرة العميقة.
نعم .. لا نهضم حق هذا الجيل ونوجه إليه أصابع الاتهام، بأنه أصبح أسيرًا لوسائل التواصل الاجتماعي، وأنها صنعت منه صخرة صماء لا حراك فيها، ليثبت الواقع غير ذلك بوجود مثل هذا الجيب الذي يستبشر به خيرًا .. والذي سيكون رمزًا لبناء المستقبل، وخدمة وطنه وأمته.
كم رأينا شابًا يعتلي منابر الخطابة بكل شجاعة واقتدار !، وكم أمتعنا آخر ببلاغة قوله، وأسلوب سرده لوقائع تاريخية، وفتوحات إسلامية بطريقة شيقة وممتعة، تشد الانتباه نحوها، دون كللٍ أو ملل.
أقف أمام هذا الجيل تقديرًا واحترامًا، وأدافع عنه؛ لأنه هو من يحمل لواء الإبداع والتألق في سماء الثقافة والأدب والعلوم .. وعلينا ألا نحاربه أو نقحمه بأن يتشبث في حياة وطقوص الماضي، بل وعلينا أن نعيش حاضرهم، وننسجم مع معطياته .. وهنيئًا لنا بكم أيها الشباب .. ونحن سندكم والأرضية التي تنطلقون من عليها نحو العالم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button