بمناسبة مرور ستة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وليًّا لأمر هذا الوطن المكين ولشعبه الوفي النبيل، وخادمًا للحرمين الشريفين، وقائدًا لمسيرة الخير والنماء والعطاء، في هذه المناسبة العطرة يشعر كل فرد من أبناء الوطن بما تحقق من إنجازات رائعة وعطاء جميل في هذا العهد الميمون، شمل مختلف القطاعات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية، والنقل، والمواصلات، والصناعة، والكهرباء، والمياه، والزراعة، وشكل في مجمله إنجازات عملاقة تميزت بالشمولية والتكامل والتميز، وبما وضع المملكة من بين الدول الأكثر نجاحًا على مستوى العالم في تجربتها التنموية الرائدة: رخاءً، وتقدمًا، وازدهارًا، وأمنًا، واستقرارًا.
وقد خطت مملكتنا الحبيبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – خطوات كبيرة في مجال تمكين المرأة؛ حيث تم تغيير العديد من الأنظمة فيها من أجل فسح مكانة أكبر للمرأة في الحركة والعمل والمشاركة في صنع القرار واستثمار طاقاتهن، ومنحهن المزيد من الحقوق، مما يسهم في مسارعة الخطى نحو تحقيق رؤية 2030 التي تهدف – ضمن أهدافها الكبرى – إلى رفع مساهمة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30% بحلول 2030. كما ينبغي الإشارة إلى مشاركة المرأة السعودية في العديد من المناشط والفعاليات التي كانت حكرًا على الرجال، فرأيناها تعمل في المطارات، والبنوك، والشركات، والمؤسسات التجارية الكبرى، كما تبوأت مناصب قيادية عليا في العديد من الوزارات والسفارات؛ لتصبح سفيرة في واشنطن، ومساعدًا لرئيس مجلس الشورى، ووكيلة وزارة، ومندوبة دائمة للمملكة لدى منظمة اليونسكو.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت للمرأة السعودية في هذا العهد الزاهر، السماح للمرأة بقيادة السيارات، وتعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس، وكذلك تعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيسًا للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسين؛ إضافة إلى تعيين أول امرأة في الحرس الملكي.
ويهمنا ونحن نتحدث عن “الإنجازات”، أن نشيرإلى تعامل أجهزتنا المعنية بمواجهة الهجمة الشرسة لفيروس كوفيد-19 الذي فتك بملايين البشر في الكثير من دول العالم المتقدمة، وبما جعل مدير عام منظمة الصحة العالمية ونائبه يشيدان بجهود المملكة في هذا المجال في أكثر من تصريح وأكثر من إعلان، لا سيما وأن تلك الجهود اشتملت على بعد إنساني متميز، سواءً فيما يتعلق بصدور الأمر السامي بعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد من المقيمين في مستشفيات المملكة، حتى لمن ليس لديهم هوية رسمية، أو على صعيد التبرع لمنظمة الصحة العالمية بمبلغ عشرة ملايين دولار للمساعدة في مكافحة الفيروس.
كما لابد من الإشارة إلى الأمر الملكي بصرف مبلغ 500 ألف ريال (نحو 133 ألف دولار) لذوي المتوفين بسبب فيروس كورونا الجديد، من العاملين بالقطاع الصحي من السعوديين والمقيمين بالمملكة وبأثر رجعي اعتبارًا من تاريخ تسجيل أول إصابة بـ(الفيروس) في 7 / 7 / 1441هـ.
ثمة منجز آخر لا يقل أهمية، ونحن نتحدث عن هذا الوباء العالمي الذي تسبب في إحداث زلزال اقتصادي ضرب العالم كله، فقد حافظت المملكة على توازنها الاقتصادي إلى حدٍ كبير من خلال طريقة إدارة الأزمة بمنحها ثقة لدى المجتمع الاقتصادي وقطاع الأعمال، فضلًا عن الإشادة التي حظيت بها من قبل المنظمات العالمية، بدءًا بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وحتى المشروعات المتناهية الصغر، وحماية أجور العاملين في القطاع الخاص المتضرر من جائحة كورونا بدفع مرتباتهم لمدة 3 أشهر.
كما دشنت عشرات المشاريع الضخمة في هذا العهد المبارك من أبرزها مشروع نيوم الممتد لأول مرة بين ثلاث دول (السعودية ومصر والأردن)، وتدشين قطار الحرمين الشريفين، وافتتاح مطار الملك عبد العزيز الجديد في جدة.
هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، فقد واصلت المملكة تعزيز دورها المتنامي على الصعيد الإقليمي والدولي، وواصلت دعمها للقضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتوخي سياسة معتدلة تقوم على أساس دعم كافة المبادرات التي تهدف إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وتمثل الحراك السياسي والدبلوماسي النشط للمملكة من خلال الزيارات المتبادلة بين القيادة السعودية وقادة العديد من دول العالم المتقدمة، وانعقاد القمة العربية في الظهران؛ حيث تقرر تقديم مائتي مليون دولار لفلسطين، والانتصار لقضايا العدل والسلام في الأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية والدولية.
وقد شاركت المملكة في قمم مجموعة العشرين بالأرجنتين، وألمانيا، وتركيا، والصين، واليابان، وترأست القمة الأخيرة التي انتهت في نوفمبر 2020. كما واصلت المملكة دورها المتميز في محاربة الإرهاب، والتشدد، والتطرف، وتوخي سياسة الوسطية، والاعتدال، والتسامح.
تواصل هذه المسيرة المباركة بنفس الزخم وقوة الإرادة يدفع إلى التفاؤل بأن مملكتنا الحبيبة تسير قدمًا في اتجاه تحقيق أهدافها الوطنية والتنموية، رغم التحديات التي تواجهها، انطلاقًا من ثوابتها التي ظلت نبراسًا منذ عهد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – يرحمه الله- وفي مقدمتها التمسك بأهداب العقيدة، والتسلح بسلاح الإيمان والثقة والأمل.
ذكرى البيعة تُتيح لنا الفرصة كي نجدد فيها الطاعة والمحبة والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، ولكي نجدد أيضًا العهد الوثيق الذي ظل يتجدد ويترسخ عبر الأجيال منذ نحو ثلاثمائة عام، بين الوطن والمواطن والقيادة ليصبح عقدًا فريدًا لا مثيل له في عالمنا المعاصر، في الشكل والمضمون، وفي المعنى والرمز، والمحبة والترابط، مشكلًا وحدة وطنية متناغمة أصبحت بحمد الله وتوفيقه مضرب الأمثال.
من الطبيعي ان يسطر قلمكِ دكتورة في حب الوطن والإنتماء، وأنتِ إبنة أسرة مكية عتيقة، عاشت مراحل وقفزات تطور الوطن، والنقلات التي نعيشها في ظل حكومة المملكة العربية السعودية وحكامها، بعد فضل الله تعالى وما سخره من ثروات للوطن كافة.. بوركت يمينك