كم هو جميل ما نعيشه اليوم في عصرنا الحالي من تبادل للثقافات، والأخبار، والعادات، والأعراف المجتمعية، ونقتبس ما هو مفيد لمجتمعنا المحلي السعودي، ونبتعد عن كل ما يعطل العملية التنموية المجتمعية، هذه العولمة، وهذه إحدى أهم مزاياها التي تحققت للعالم من خلالها، لكن أثارها وأضرارها على المجتمعات المحافظة والتي تتقيد بنظام أخلاقي مستمد من الدين، والقيم والأعراف المجتمعية في تزايد مستمر أصفه بالمخيف، ومن هذه الأمور المخيفة والمزعجة جدًّا ما أراه الآن من تداول لبعض المصطلحات الدخيلة على ثقافاتنا وعلى المجتمع السعودي، أتألم جدًّا لسماعي لهذه المفردات التي تستخدم في الكثير من الأحيان لأفعال مشينة وغير سليمة، قد تكون مقبولة في مجتمعات أخرى، لكنها مرفوضة دينيًّا، ومجتمعيًّا، وأخلاقيًّا، وأدبيًّا في مجتمعنا السعودي على وجه الخصوص، وفي تصوري يكون الهدف الرئيس من تداول هذه المصطلحات هو تزيين لهذه الأفعال المشينة باستخدام كلمات وعبارات لطيفة وقعها على المستقبل لهذه الرسائل الاتصالية، وهذه المفردات الدخيلة مقبولًا وخفيفًا لعدم معرفته لمعانيها، فيبدأ بالتعرض إلى زخم الرسائل حول هذه الموضوع وينتقل إلى المرحلة التي تليها، وهي المتعلقة بالبحث عن معنى هذه المصطلحات من خلال المواقع الإلكترونية، وعبر الاستفادة من بعض من سبق لهم التعمق في هذه المصطلحات لمعرفتها، وفي تصوري وبعيدًا عن نظرية المؤامرة التي يعلق الناس كثيرًا عليها في تصورنا للحياة العامة، ويستخدمونها في الكثير من الأحيان للتقليل وللتهميش من الآراء المخالفة لآرائهم، أجد أن خطورتها تكمن في تقبل المجتمع لهذه الكلمات حتى يتم اعتمادها وتوثيقها واستبدالها بالكلمة الأصلية، وما يزعجني أكثر ويقلقني هو تداول الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة لهذه المصطلحات الدخيلة علينا دون الرجوع إلى القاموس اللغوي لمعرفة من أين تواجدت هذه المفردات الحديثة ؟ أخيرًا أرجو بأن يُدرك الإعلام، ومن هم يحملون مسؤوليته بخطورة هذه المصطلحات على الأجيال القادمة، فكثرة التعرض لهذه الرسائل الاتصالية قد يجعلهم يقتنعون ومن ثم ينادون بها، وهذا ما أثبتته بعض النظريات النفسية السلوكية، عزيزي القارئ عُد لكل مصطلح جديد وقارنه بالمصطلح الأصلي والمتعارف عليه منذ زمن، وستجد ما أتحدث عنه في مقالي هذا. فتسمية الأشياء بأسمائها تُعيد الأمور إلى نصابها ..
0