افتتاح منفذ عرعر الحدودي بين العراق والمملكة العربية السعودية، جاء وكما وصفه خبراء الاقتصاد وأصحاب القراءات الرقمية للسوق المشتركة بأنه بوابة لسوق استثمارية وتجارية مشتركة بين بغداد والرياض؛ خصوصًا أنه يرفع من أرقام وحجم التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في فتح منطقة حرة، تنتعش فيها السوق العراقية، وكذلك السعودية، ويساهم بشكل فاعل في توفير فرص عمل عملاقة للايادي العاملة.
ومن المتوقع أن يكون هذا المنفذ كمحطة لنقل البضائع التجارية القادمة من أوروبا إلى آسيا أو بالعكس عن طريق البحر الأحمر.
لم يخطئ المراقبون بذلك، وربما تتجاوز الأرقام حجم التوقعات،
لكنني أنظر إلى هذه العودة من جانب آخر، وأراها من زاوية ثانية بمثابة فتح باب من أبواب المحبة والأخوة والتلاحم العشائري والحضاري؛
فالمسافات رغم قصرها أو طولها لا تحدد نوع العلاقة فقط الصديق الصدوق هو من يثبت ذلك.
والمملكة العربية السعودية فتحت القلوب قبل الأبواب للعراق، منفذ عرعر الذي ظهر بأحلى وأبهى حلة يوحي لك أن قادم الأيام فيه أجمل، وأنه سيقودنا إلى علاقات متينة تعود إلى آلاف السنين كما عهدناها سابقًا، علاقة دم وصلة وقرابة تعود لتنتعش عبر هذه البوابة التي لن تكون للتجارة والنقل والسفر فقط، بل ستتعداها إلى استثمار للمواقف وتجارة أخوية ونقل فكري وروحي لعبق وإرث لا يمكن للتاريخ أن يمحوه.
علينا جميعًا أن نقف كثيرًا عند هذه البوابة التي ستكون مفتاح السر في أواصر عميقة مرضت لكنها لم ولن تموت.