صدر هذا الأسبوع بيان هيئة كبار العلماء محذرًا من جماعة الإخوان المسلمين ذات التوجه المنحرف، والنزعة الإرهابية، والفكر الضال.
وهم شرذمة قليلة، خانت العهد، ونقضت الوعد، وتلبست بالدين، وتدثرت بالتقوى طمعًا في كسب التأييد، ورغبة في الوصول إلى السلطة.
وقد تأسست هذه الجماعة السيئة الذكر في جمهورية مصر العربية عام ١٩٢٨ م كجماعة إسلامية إصلاحية تدعو في ظاهرها إلى الإصلاح، والصلاح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
ولكن باطنها يروج لعكس ذلك تمامًا؛ فهي تفتقد إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، بل وتتعمد الإقصاء وتكفير الآخرين انطلاقًا من المثل الشهير ((إن لم تكن معي فأنت ضدي))، وكل شعاراتها البراقة تهدف إلى تلميع صورتها، وكسب تعاطف بسطاء الناس من المسلمين معها إدراكًا منها بالفطرة السليمة والعقيدة الراسخة لدى الكثير.
ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخها مليئًا بالشرور والفتن، ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت فسادًا في البلاد والعباد مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم”.
وقد أثبتت الأيام أن هدفهم الوصول إلى السلطة بأي ثمن ثم تنفيذ أجندتهم فقط التي لا ترقى إلى إدارة شؤون البلاد، ومكافحة الفساد، وإقامة العلاقات الداخلية والخارجية، وتنويع مصادر الدخل والقضاء على البطالة، وغيرها من الجوانب المهمة التي تتطلع إليها الشعوب مع كل حكومة قادمة.
واتضح ذلك جليًّا خلال فترة استلام الإخوان المسلمين زمام الحكم في مصر العزيزة، وبدا واضحًا للعيان قلة خبراتهم الإدارية، وحنكتهم السياسية، وتجلّى ذلك في قراراتهم الارتجالية، وتخبطاتهم العشوائية، رغم دعم الكثير من الدول العربية لهم في بداية الأمر ولكن الحقيقة أنهم كانوا مدعومين من دول غربية، وعربية، وأجنبية؛ بهدف تشويه سمعة الإسلام وزعزعة المسلمين، وتقسيم العرب والمسلمين إلى دويلات صغيرة متناحرة.
وقد حاول قادة العالم العربي والإسلامي ردهم إلى جادة الصواب، وتصحيح مسارهم، لكنهم تمادوا في غيهم، واستعجلوا في حصاد ثمارهم فحصدوا الخيبة والسراب وتهاوت رؤوسهم بعد أن أضروا بالبلاد والعباد.
وعندما قُلْتُ: شرذمة قليلون؛ فهم فعلًا شرذمة محدودي العدد حتى لو انتشروا في أكثر من دولة وقليلي التأثير ؛ خاصة بعد أن انكشفت نواياهم الخبيثة وأفكارهم الشريرة ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف، وعمدوا إلى تنفيذ أوامر تنظيم الحمدين ومدوا جسور التعاون مع ملالي طهران، ومضوا قدمًا لتحقيق أحلام أردوغان، دون مراعاة لمصالح الشعوب الإسلامية أو الدول العربية أو تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يتسترون به.
ومع ذلك فلا زال التحذير منهم مطلبًا، والابتعاد عنهم مكسب وتعريتهم وكشف نواياهم واجب، فقد تنكروا لهذا البلد العظيم رغم إيوائهم حينما قدموا إليه هاربين واستضافهم وهم كانوا لاجئين، ووفر لهم سبل العيش الكريم أسوة بغيرهم من المواطنين والمقيمين، ثم تنكروا لكل ذلك وبدأوا في نشر فكرهم المنحرف في المدارس والجامعات، وتفرع عنهم كثيرًا من الجماعات.
خابوا وخسروا وسيبقى الإسلام عزيزًا شامخًا، وستبقى المملكة العربية السعودية قبلةً للمسلمين، ومثالًا حيًّا للمعتدلين، ومعقلًا للمؤمنين، ونورًا للبشر أجمعين.