يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ..﴾
فحدد سبحانه أهم شرطين أساسيين، وأجمع مواصفة لاختيار الموظف.
وقد قال عمر بن عبد العزيز للحسن البصريّ- رحمهما الله- بمن أستعين على الحكم يا بصري ؟
قال: يا أمير المؤمنين، أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم، وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك، فتعجب عمر بن عبد العزيز وقال له: فبمن أستعين؟ قال: عليك بأهل الشرف، فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة.
هناك معاناة لمن يريد اختيار الموظف المناسب للوظيفة القيادية المناسبة بأي منشأة لعدم وجود مواصفة دقيقة ومحددة للموظف المناسب، وكذلك لعدم وجود مواصفة محددة، وقابلة للقياس للوظيفة؛ ليتسنى اختيار الموظف لها أو تطابق وتوافق مواصفة الموظف مع مواصفة؛ يكون الموظف المناسب في الوظيفة المناسبة.
ولذلك جرى العمل على الأخذ بالتزكية كطريقة لاختيار كثير من القياديات والتزكية هي شهادة يُدلي بها المُزكِي يشهد فيها بأن المُزَكّى هو الموظف المناسب لهذه الوظيفة، ويشهد له بالجدارة والكفاءة والقدرة على القيام بأعباء هذه الوظيفة، ويزداد أثر هذه التزكية بأهمية وحجم هذه الوظيفة، وتعدي أثرها للغير وحجم مسؤولياتها، ومن أهم سلبيات التزكية:
⁃ بأنها اجتهاد شخصي لا يحكمه أية معايير.
⁃ بأنها تُولد شللية وتكتلات داخل المنشأة.
⁃ إن التزكية تعتبر دينًا ومعروفًا يتم عمله، ويظل في ذمة الشخص الذي تمت تزكيته يتحتم عليه الوفاء به ورده أو بعضه؛ ولذلك سيكون ضعيفًا في مقاومة الضغوط ، وهو سينخرط في نفس الدائرة، وسيقوم بنفس التزكية لغيره وفق المعايير والأسس التي تم تزكيته بها.
⁃ إن فقد التزكية وعدم الحصول عليها يُحرم الكفاءات من الوصول لبعض الوظائف.
وغيرها من السلبيات والآثار السيئة على الموظف وعلى الوظيفة التي تتفاوت بالحجم والأثر باختلاف الوظائف والموظفين.
ومع الرؤية المباركة رؤية 2030، ومع هذه القفزات التي قفزتها الإدارة الحكومية في عصر ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ومع ماتحقق من منجزات على كل الأصعدة؛ فإن التزكية لاختيار القيادي ليست الخيار الأفضل إذا ما أردنا أن ننطلق نحو العالم الأول.
عليه فإن من المناسب أن يتصدى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ لدراسة وضع مواصفة دقيقة وقابلة للقياس والتطبيق للوظائف القيادية منها وذات الأثر المتعدي وللموظفين المرشحين عليها، وأن يكون الاختيار عبر التقنية والتعامل الإلكتروني، وأن تكون معلنة وشفافة لاختيار الموظف المناسب؛ ليمنع التدخل البشري، وأن تكون مواصفة الوظيفة دقيقة ومحددة وقابلة لتطبيق والتطابق مع مواصفة الموظف المطلوب لشغلها وأيضًا معلنة وشفافة لنقترب من وضع الموظف المناسب في المكان المناسب، وأن لا يعطى الأمر لغير أهله؛ ولتكون بديلًا لطريقة التزكية في الاختيار، والله الموفق.
2
مقال جميل ورائع ابا صالح أبدعت كعادتك ، نفع الله بك وبعلمك وجعله في موازين حسناتك &
موضوع مميز وطرح يستحق الوقوف عنده والاخذ به في البناء الاداري للمنشئات الخاصة والعامة ??