منذ ظهور فيروس كورونا المستجد والعالم لا يزال يرزح تحت وطأته، ولا يزال الجميع سواسية أمام سهامه القاتلة مهما بلغت الدولة من درجة في التطوّر العلمي والطبي، ومهما اتخذت من احترازات وقائية فهذه الجائحة قلبت كل الموازين، وفاقت كل التوقعات.
وقد دفع هذا الذعر العالمي دولًا كبرى، مثل: الصين، وألمانيا، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، إلى التسابق مع الزمن لإيجاد لقاح فعال وسط منافسة محمومة حول الطرف الذي سيظفر بلقب منقذ البشرية من هذا الوباء الذي أصاب حتى الآن أكثر من خمسين مليون شخص، وقتل أكثر من مليون شخص منذ ظهوره قبل أقل من سنة في الصين.
وكانت سرعة انتشار هذا الفيروس وشدة فتكه حافزًا ودافعًا لمراكز الأبحاث وشركات الأدوية في تلك الدول؛ حيث سعت إلى البحث والتقصي عن سلالة هذا الفيروس في محاولة منها لإيجاد علاج ناجع له ومساعدة البشرية في القضاء عليه، فبدأت الأخبار تتوالى من هنا وهناك عن أدوية ولقاحات مختلفة إلا أنها كانت مجرد محاولات مستميتة كانت تصطدم بقوة نشاط هذا الفيروس، وسرعة تغييره لجيناته يومًا بعد يوم.
وفي ظل هذه المنافسة الحامية التي يخوضها أهم خبراء العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية العمل على تطوير أكثر من ثلاثين لقاحًا؛ بهدف الحصول على مضاد للفيروس.
ينقذ الأرواح، ويطوق هذا الفيروس الذي جعل العالم يعيش حالة من الخوف الشديد قياسًا إلى عدد الوفيات والإصابات حول العالم.
وبعد كل التجارب العملية في المختبرات ومراكز الأبحاث ها هو بصيص الأمل قد بدأ في الظهور من آخر النفق المظلم، ذلك الأمل الذي تعزز بقوة منذ عدة أسابيع عندما أعلنت شركة “فايزر” الأمريكية التوصل للقاح سيحمي البشرية بعد الله -عز وجل- من هذا الوباء حيث أعلنت شركتا “فايزر” الأمريكية و”بيونتيك” الألمانية أنّ اللقاح ضد كورونا المستجد الذي تعملان على تطويره أثبت فعاليته بنسبة ٩٥ ٪ فكان هذا الخبر من أكثر المواد الإعلامية التي حازت على قصب السبق خلال الأسابيع الماضية في مختلف وسائل الإعلام، ولا زلنا نترقب عن كثب موعد طرح لقاح (فايزر) في الأسواق العالمية ومعرفة الدول التي ستنال شرف الحصول على هذا (الذهب السائل) مبكرًا.
وفي مجمل القول فإنه يجب على دول العالم؛ وخاصة الدول العربية والإسلامية استيعاب الدرس جيدًا، والعمل على تطوير مختبراتها ومراكزها البحثية لمواجهة أي أمراض وبائية في قادم الأيام لا سمح الله، كما يجب علينا أن ندرك أن سبيلنا الوحيد للبقاء على هذا الكوكب هو الصمود والكفاح والتوكل على الله وتجربة هذا اللقاح لعل فيه الأمل بعد الألم (قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ).
وخزة قلم
متى نستفيق من سباتنا الأزلي ؟ وهل تُحدث كورونا هزة فينا حتى ندرك أنّ العالم يتحرك ؟!