يتساءل الكثير من الجماهير عن كيف أن يكون للثقافة أن تكون رأس مال؟ مثلها مثل رأس المال الاقتصادي؟
وكيف من الممكن أن يصبح رأس المال الثقافي عملية يمكن خلالها وضع الأرباح والفائض، وأين من الممكن أن نجد مجالات وأبواب رأس المال الثقافي؟
كما نعلم من المؤكد أن مفهوم رأس المال الثقافي حُظي باهتمامٍ واسع من قبل الكثير من العلماء والمنظرين، فربط الكثير من هؤلاء العلماء هذا المفهوم بالتعليم والعملية التعليمية لدى الأفراد، كما أنه عبر عن هذا المفهوم أنه الثقافة السائدة لدى المجتمعات أو حتى لدى الأفراد والجماعات داخل هذه المجتمعات.
كما أنه قد تم تقسيم رأس المال الثقافي إلى قسمين القسم الأول يتضمن رأس مال مكتسب من خلال المؤهلات الدراسية، البكالوريوس، الدبلومات..إلخ.
والقسم الثاني يتضمن رأس مال ثقافي عن طريق الوراثة “أي موروث” من خلال التاريخ العائلي على سبيل المثال: العلاج الشعبي (الطب الشعبي) الموروث؛ بداية من الجدة إلى الأم ثم الابنة وهكذا، ومثل الفلاحين الذين يورثون أبناءهم هذه الثقافة لديهم دون تعلمها على مقاعد الدراسة، والحصول على مؤهل.
ويعد العالم “بورديو” من أبرز العلماء الذين اهتموا وطوّروا مفهوم رأس المال الثقافي؛ حيث سعى هذا العالم ليوضح الاختلافات من حيث إن “السلعة الثقافية” تختلف عن “السلعة المادية”؛ حيث إن السلعة المادية يمكن للفرد استهلاكها فقط عن طريق الفهم والمعنى بينما السلع الثقافية لا يستطيع الأفراد ملائمتها إلا إذا امتلكوا التقدير والفهم.
كما أن رأس المال الثقافي يشمل الميول لدى الأفراد والنزعات، والعادات كما يشمل الكتب والأعمال الفنية، ولرأس المال الثقافي مؤسسات خاصة من أهمها النظم التعليمية الدوريات، الجمعيات العلمية.
وأخيرًا: استخدم “بورديو” رأس المال الثقافي كبوصلة موجهه لدراسة الظواهر الاجتماعية المختلفة، فمن خلال السلعة الثقافية يتضح مالدى المجتمعات من مخزون فكري، وسياسة ثقافية اجتماعية، ومجالات ومبادئ معرفية قد تحدد لنا ملامح خريطة المجتمعات.
0