تعتبر مناسبات التكريم ظاهرة إيجابية حسنة بين فئات المجتمع السعودي والخليجي، وكذلك في الوطن العربي، ورغم اختلاف درجات وفئات المناسبة وطرق اختيارها، وتفاوت أسعارها حسب فئات، وطبقات المجتمع إلا أنها ذات هدف واحد نبيل؛ حيث تعتبر أداة من أدوات التقدير المعنوي والفخري لأصحاب التكريم، ورغم أنها تنتشر بكثرة في القطاعات الرسمية الحكومية والخاصة إلا أنها امتدت؛ لتصبح عرفًا تقليديًّا شعبيًّا بين أفراد المجتمعات والعائلات والأسر، وكل من يربطهم ببعضهم علاقة مجتمعية.
ورغم أنها تعتبر في قطاع الأعمال والوظائف مصدرًا من مصادر التحفيز، وخلق روح المنافسة لزيادة الأداء الوظيفي إلا أنها تعتبر أيضًا رسالة مشاعر تعبر عن الود والألفة كعرف تقليدي منتشر من الأعراف الاجتماعية والعادات السائدة المتعارف عليها في المجتمع القبلي والمدني، وتكون مناسبات التكريم في الغالب تنحصر معظمها في تقديم الدروع والمجسمات باختلاف أشكالها وأحجامها وأسعارها التي يكتب عليها عبارات الشكر والثناء والإطراء باسم وصورة المكرمين، وهناك من جمع بين تقديم الدروع وبعض الهدايا الأخرى التي تعبر عن الأصالة والضيافة والكرم مثل: السيوف، والمباخر، والمشالح أو البشوت التي تأتي في أشكال مختلفة من الاختيارات، وبعضها تحتوي على أنواع مختلفة من البخور، والعود، والعطور، وتكثر وتزداد في المجتمع القبلي بينما تختلف في المجتمع المدني بإدخال بعض الهدايا الأخرى مثل: التحف، والمجسمات، والاكسسوارات، والعطور، وباقات الورد كمشاركات جانبية حسب الأذواق في عمليات التكريم.
وقد أصبح التكريم ظاهرة ودية بين أفراد المجتمع لما لها من أثر إيجابي ودي في النفوس يدعم روابط الألفة، وتنمي أواصر الود والمحبة فيما بينهم اتباعًا للنهج النبوي كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا).
ورغم أن هذا العرف التقليدي لا يزال معمولًا به حتى الآن إلا أنني أناشد عبر هذا المنبر الإعلامي بإعادة النظر في تغيير واستبدال تلك الدروع والمجسمات والتحف وغيرها من الهدايا المستهلكة بهدايا تكريم ذات جدوى ومنفعة مادية ومعنوية فكثيرًا ما نشاهد تكرار تقديم الدروع والمجسمات التي لم تعد مجدية لعشوائية تقديمها، و تكون متعبة لمقتنيها، لكثرة مشاركته، فيصعب التعامل معها، وقد لا يستفيد منها صاحبها.
ولذلك فإنني أرى أنه آن الأوان أن نستبدل تلك الآلية بطرق أخرى حديثة تواكب ما نعيشه من تغيرات التحول الوطني التي تقوده حكومتنا الرشيدة، والتي ستكون ذات جدوى اقتصادية ومردود اجتماعي خيري؛ فأرجو المساهمة معي في تبني هذا الاقتراح واحتساب النية ونكون جميعًا شركاء في الأجر والثواب، وهذا الاقتراح يتمثل في استبدال دروع التكريم بشراء بطاقات هدية خيرية من جمعية البر الخيرية أو من أي جمعية أخرى من الجمعيات الخيرية التي تضم باقات من الاختيارات المختلفة من خيارات البر والإحسان مثل: الصدقات الجارية، وكفالة الأيتام، وعلاج المرضى، وتسديد الديون، ومساعدة الأرامل والفقراء، ووقف القرآن وغيرها من الاختيارات المختلفة والتي تكون ميسرة وسهلة، وذات أسعار في متناول اليد للغني والفقير حسبما تجود به النفوس؛ حيث تكتب تلك البطاقة باسم الشخصية التي سيتم تكريمها فعلى سبيل المثال لو تم شراء هدية إيقاف مصحف خارج المملكة في البلدان الفقيرة بقيمة خمسين ريال فكم من الأجر والثواب المتنامي سيكون من خلال تداول ذلك المصحف في حلقات تحفيظ القرآن التي تخرج أئمة للمساجد، وكذلك كمعلمين في تدريس طلاب حلقات التحفيظ فيتخرج أجيال من بعد أجيال إلى ما شاء الله ممن قرأوا وتعلموا وعلموا غيرهم فكم هي تلك الأجور المتنامية ؟ الجارية من تلك الهدية التي تم تقديمها كتكريم ينتفع به في الدنيا والآخرة لمقدم هدية التكريم وإلى صاحب التكريم.
وبلاشك هناك أفكار أخرى يمكن إعادة النظر فيها لنتغير إلى الأجمل.
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
رااااائع ?
وفقك الله وجعله في ميزان حسناتك .
امين جزاك الله خير وكل الشكر لدعمك
فكره رائعه ……..جعلها الله في ميزان حسناتك …..
امين جزاك الله خير وكل الشكر لدعمك
مشاء الله تبارك الرحمن
نشكر اللواء/محمد فريح الحارثي على المبارده متميزه في فن طرح المقال وفكره توعيه المجتمع،وحثهم على كسب الأجر الحسن ونهيئك على ماقدمت ويجعلها الله في موازين حسناتكم رفع الله قدركم..
ما شاء الله تبارك الله
قلم سيال
و فكر وقاد
و بيت خبرة
أول مرة أقرأ لكم سعادة اللواء و من جمال أسلوبكم الكتابي بدأت فلم أشعر بنفسي إلا في نهاية المقال و تمنيت أن تواصل حديثكم من جماله.. و سهولته.. و انسيابيته في تسلسل الأفكار.
جعل المولى كلماتكم هذه شاهدة لكم و أشرككم بدلالتكم في أجور الأوقاف.. إنه سميع مجيب الدعاء.
جزاك الله خير فضيلة الشيخ الدكتور فهد بن جار الله اسعدني وشرفني مرورك المبارك حفظك الله
مشاء الله تبارك الرحمن
نشكر اللواء/محمد فريح الحارثي على المبارده متميزه في فن طرح المقال وفكره توعيه المجتمع،وحثهم على كسب الأجر الحسن ونهيئك على ماقدمت ويجعلها الله في موازين حسناتكم رفع الله قدركم..
فكرة ممتازة وفيها تكاتف اجتماعي ودعم للعمل الخيري واجر مستمر لاينقطع بورك قلمك …
فكرة مميزة ورائعة وهادفة .. تعودنا على الدروع ومن كثرتها اضحت لا تشكل أهمية للمهدى له وغالبا تركن في احد الغرف المظلمة من البيت ولذلك اضم صوتي لصوت سعادة اللواء واشكره على هذه الفكرة المثالية وان شاء الله ما ينحرم من الأجر والثواب