ميسه الحارثي

تشوهات التفكير

تعرف تشوهات التفكير بأنها طرق يعتمدها دماغنا؛ ليقنعها بأمور لم تحدث وغير صحيحة، وتجلب لنا هذه الأفكار السلبية والمشاعر السيئة، كترديد الشخص لنفسه بأنه سيئ الحظ، وغيرها، فمن أبرز اضطرابات تشوه التفكير؟
1- التصفية الذهنية: وفيها عندما يتعرّض الشخص لموقف معين، فإنه ينسى باقي الموقف، ويتذكر الموقف السلبي فقط، وهكذا تطغى عليه المشاعر السلبية.
2- التفكير القطبي: إما أبيض أو أسود، أما حزن أو فرح، الكل أو لا شيء، علينا أن نكون كاملين أو أن نكون فاشلين، ولا يوجد حل وسط. يضع الشخص ذو التفكير المستقطب الأشخاص أو المواقف في فئات “إما / أو”، مع عدم وجود ظلال رمادية أو السماح بتعقيد معظم الأشخاص ومعظم المواقف. الشخص ذو التفكير الأسود والأبيض يرى الأشياء فقط في التطرف.
3- التعميم المفرط: في هذا التشويه المعرفي، يتوصل الشخص إلى نتيجة عامة بناءً على حادثة واحدة أو دليل واحد. إذا حدث شيء سيئ مرة واحدة فقط، فإنه يتوقع حدوثه مرارًا وتكرارًا. قد يرى الشخص حدثًا واحدًا غير سار كجزء من نمط لا ينتهي من الهزيمة. مثلًا طالب جامعة حصل على نتيجة متدنية، فإنه سيتشاءم بباقي امتحاناته.
4- الاستنتاج والقفز له مباشرة: دون أن يقول الأفراد ذلك، فإن الشخص الذي يقفز إلى استنتاجات يعرف ما يشعر به الآخر ويفكر فيه، ولماذا بالضبط يتصرف بالطريقة التي يتصرف بها. على وجه الخصوص، يستطيع الشخص تحديد شعور الآخرين تجاه الشخص، كما لو كان بإمكانهم قراءة أفكارهم. يمكن أن يظهر القفز إلى الاستنتاجات أيضًا على أنه تكهم.
5- شخصنة الأمور: أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا في التفكير هو أخذ الأشياء على محمل شخصي عندما لا تكون مرتبطة بك أو تسببها على الإطلاق. قد تكون منخرطًا في التخصيص عندما تلوم نفسك على ظروف ليست خطأك، أو خارجة عن إرادتك. وربطت بعض الدراسات بين اضطرابات شخصنة الأمور والقلق المزمن.
6- اللوم المفرط: عندما يتورط شخص ما في إلقاء اللوم، فإنه يحمل الآخرين المسؤولية عن آلامهم العاطفية. قد يتخذون أيضًا المسار المعاكس، ويلومون أنفسهم بدلًا من ذلك على كل مشكلة -حتى أولئك الذين هم خارج سيطرتهم بشكلٍ واضح.
7- مغالطة التغيير: في مغالطة التغيير، يتوقع الشخص أن الآخرين سيتغيرون ليناسبهم إذا ضغطوا عليهم أو تملقهم بما يكفي. يحتاج الشخص إلى تغيير الناس؛ لأن آماله في النجاح والسعادة يبدو أنها تعتمد كليًّا عليهم. غالبًا ما يوجد هذا التشويه في التفكير في العلاقات. على سبيل المثال، صديقة تحاول إقناع صديقها بتحسين مظهره وأخلاقه، اعتقادًا منه أن هذا الصديق مثالي من جميع النواحي وسيجعلهم سعداء إذا قاموا بتغيير هذه الأشياء البسيطة فقط.
8- مغالطة الإنصاف والعدل: في مغالطة الإنصاف، يشعر الشخص بالاستياء لأنه يعتقد أنه يعرف ما هو العدل، لكن الآخرين لن يتفقوا معهم. كما يخبرنا آباؤنا عندما نكبر وأن هناك شيئًا لا يسير في طريقنا، “الحياة ليست عادلة دائمًا.” غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يمارسون حياتهم بتطبيق مسطرة قياس ضد كل موقف يحكم على “عدالتها” بالاستياء والغضب وحتى اليأس بسبب ذلك. لأن الحياة ليست عادلة -لن تعمل الأشياء دائمًا لصالح الشخص، حتى عندما ينبغي.
ويوجد بعض من المغالطات المنطقية والتشويه التفكيري، كانتظار كنز من السماء، السعي نحو المثالية، والوصمة الاجتماعية، وغيرها الكثير.
والآن، بعد أن تعرفت أبرز هذه التشوهات في التفكير، تذكر دائمًا أن الوقت ليس متأخرًا لطلب المساعدة من مختص، إن احتجت لذلك، أو على الأقل، ابدأ بتلك الخطوات البسيطة التي تساعدك اليوم، والغد.

———————
إخصائية نفسية إكلينيكية

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button