العالم كله الأن يتحدث عن أهم كتاب صدر منذ بدايات الألفية الثالثة، لرئيس أكبر دولة في العالم.
الكتاب الذي صدر قبل أسبوعين هو “أرض الميعاد”، الجزء الأول من مذكرات الرئيس الامريكي الأسبق “باراك أوباما”. منظمة “القلم الأمريكي” قالت عن الكتاب، إنه باع نحو مليون نسخة خلال الأسبوع الأول وحده، وسيتم تكريم “أوباما” تقديرا لـ”كتاباته التي إجتازت الحدود السياسية والإجتماعية والأيديولوجية، وفقا لما ذكرته المنظمة.
الجزء الأول من مذكرات “أوباما” أرض الميعاد” يضم 700 صفحة، تم إعدادها بعناية تناسب الشخص والدولة والأماكن والأزمنة وربما المواقف، ولا مانع على الإطلاق من الكذب أو النفاق أو ” عمليات التجميل” السياسي!
أوباما نفسه يقول:” إنه خطط في البداية لمذكرات تقع في 500 صفحة والانتهاء من تأليفها في غضون عام، غير أن الحصيلة النهائية كانت كتاباً ضخماً، الأول من أصل جزأين، تتوقف أحداثه في مايو 2011″
إلى هنا، كل شيء على مايرام. فقد كان طبيعياً أن يتحدث الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، عن كواليس زيارته إلى مصر عام 2009 وخطابه الشهير فى جامعة القاهرة بإعتباره حدثاً بارزاً في ولايته، لكن غير الطبيعي هو عدم حديثه عن الدعم الأمريكي لوصول الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في مصر وعدد من الدول العربية، فيما أطلقت الإدارة الاميركية “الربيع العربي”، وأشارت إليه وزيرة الخارجية الامريكية في مجمل حديثها عن الفوضى الخلاقة!
أوباما تحدث عن تفاصيل كثيرة فى زيارته التاريخية إلى القاهرة، وقال: «فى ذلك الوقت ضمت العاصمة المصرية القاهرة أكثر من 16 مليون شخص، إلا أننا لم نر أيًا منهم أثناء سيرنا بالسيارة من المطار».
وتابع: «كانت الشوارع الشهيرة بأنها دائما مزدحمة خالية من الناس لأميال، باستثناء ضباط الشرطة المنتشرين فى كل مكان، وهو مشهد يعكس القبضة الأمنية غير العادية للرئيس المصرى حسنى مبارك على بلاده »!
وفي مجمل سرده، تطرق أوباما إلى وصف – من وجهة نظره طبعاً- عن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بمصر منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقال إن ناصر: «خاض حربًا خاسرة ضد الإسرائيليين، وساعد فى تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وجامعة الدول العربية، وأصبح عضوًا فى ميثاق حركة عدم الانحياز، ورفض ظاهريًا الانحياز إلى أى طرف فى الحرب الباردة، لكنه أثار شكوك وغضب واشنطن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن ناصر كان يقبل مساعدات اقتصادية وعسكرية من الاتحاد السوفيتى، كما أنه اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة وتشكيل الأحزاب السياسية المتنافسة فى مصر، واستهدف بشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين، وهى جماعة سعت إلى تشكيل حكومة إسلامية من خلال التعبئة السياسية الشعبية والأعمال الخيرية، لكنها شملت أيضًا أعضاءً اتجهوا أحيانًا إلى العنف».
وأضاف أوباما: مبارك إنتهج نفس الطريقة فى الحكم ، لقد جعل توقيع السادات على اتفاق سلام مع إسرائيل مصر حليفًا للولايات المتحدة هو الأساس، مما دفع الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى التغاضى عن حكم النظام من تزايد الفساد، وتهالك سجل حقوق الإنسان، ومعاداة السامية فى بعض الأحيان»!
وعن خطابه فى جامعة القاهرة قال أوباما: «يا له من تناقض ما بين الشوارع الفارغة، والذهاب إلى القاعة الكبرى بجامعة القاهرة المكتظة بالناس»!
وتابع: «لقد ضغطنا على الحكومة لإلقاء خطابى أمام شريحة واسعة من المجتمع المصرى، وضمت تلك الشريحة المكونة من 3 آلاف شخص من الحاضرين طلابا جامعيين وصحفيين وعلماء وقادة منظمات نسائية ونشطاء، وحتى بعض رجال الدين البارزين، ورموزا بجماعة الإخوان المسلمين، وساعد ذلك التنوع على جعل الحدث فريدًا، وإيصاله إلى جمهور عالمى واسع عبر التليفزيون».
هنا فقط تحدث بصراحة: «فى تلك اللحظة، لم يكن من الصعب تصور واقع بديل يقوم فيه الشباب فى تلك القاعة بإقامة مشروعات وبناء مدارس جديدة، وقيادة حكومات مستجيبة وفعالة، والبدء فى إعادة تصور إيمانهم، ربما تمكن المسؤولون الحكوميون رفيعو المستوى الذين جلسوا فى الصف الثالث متجهمين أن يتخيلوا أيضا تلك الصورة التى تخيلتها أنا»!
ربما لاحظ البعض في سرد ” أوباما” الذي يدعي ” الثورية ” في حديثه عن الشباب، أنه دائماً ما يضع جماعة ” الإخوان ” في جملة مفيدة. فهو لم يتحدث عن الإتصالات السرية مع الجماعة والتنظيم الدولي، وكيف مهد المشروع الامريكي للفوضى؟!
سرد ” أوباما” متحز وملون لخدمة الجماعة وتجميل صورتها ..!
———————————-
sherifaref2020@gmail.com
*مصر