سؤالٌ يتداول في كل اجتماعات العائلة أو العمل. يبدأ السؤال ولاينتهي الحديث الذي يجمع بين الضحك والشكوى والتحدي.
المقصود بالمنصة هنا تطبيق “مدرستي” الذي أطلقته وزارة التعليم مشكورة لضمان استمرار العملية التعليمية للتعليم العام للمرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية خلال جائحة فايروس كورونا كوفيد ١٩ الغريب أنه ليس فقط الوالدان اللذان لديهم أطفال فقط من يسألون هذا السؤال، بل حتى من الأخوان والأخوات والجدات، وغيرهم من أطياف المجتمع، ويبدو أنهم بشكل أو بآخر يشرفون أو يساهمون في تدريس أحد من أفراد العائلة بالمنصة، وأصبح لديهم جزءٌ من المسؤولية التي تخولهم لإبداء رأي، والمناقشة عن المنصة ويبدأون بكيف المنصة لتلقي بعدها لسيل من الكلام الذي يتراشق من هنا وهناك كبرنامج المواجهة والرأي المعاكس.
أكثر من نسمعهم يردد السؤال هم الوالدان الذين لديهم طلاب وطالبات من المرحلة الإبتدائية؛ حيث إنهم الأكثر رهبة وخوف وترقب للمنصة؛ لأنهم يشعرون أنها مرحلة هامة وتأسيسية، وأن اللوم بالكامل يقع عليهم.
أغلب المشادات والآراء على حضور المنصة فهنالك أولياء يعترفون أنهم من يحضر عن أبنائهم، معتقدين أن ذلك في مصلحة الأبناء حتى لايتم احتسابهم غياب؛ متجاهلين ماقد يؤثر على التحصيل العلمي لذوات أكبادهم وأفئدتهم أبناء المستقبل.
والكثير يطرحون أهمية تغير الأساليب للوالدين برفع الوعي لهم في كيفية التعامل مع المنصة، وأنها مدرسة فعلية، ويجب التعامل معها على ذلك لضمان نشأة تعليمية لاتُعاني صعوبات التعلم، ويفخرون بها مستقبلًا.
كما أن هناك نقاشات حادة بين الأمهات في المجموعات الخاصة بالمدرسة مابين مؤيد وبين معارض لمدى تدخل الأهل في حل الاختبار، والكثير يعترف بأنهن يقمن بحل أو مساعدة لأبنائهم في حل الاختبار ليضمنوا لأبنائهم العلامات العالية، وحتى من كان معارضًا أصبح غير معارض، وأصبح يحل بالنيابة عن أبنائه حينما وجد أن درجات أبنائه متدنية مقارنه بالمجموعة التي حصلت على الدعم، والذي يطلقون عليه دعم مشروع !! أي مباح !
الكثير يعترف أن المنصة هي فرصة لما كان مستحيلًا فمن كان يتصور أن يكون التعليم والتفاعل عن بُعد؟؟ ومنهم من يؤمن أن المنصة قد تكون حلًا لأمور وأوضاع مستقبلًا لمبررات وأسباب مثل عدم وجود مدارس في القرى النائية، وفرصة لانسيابية وسهولة الرجوع للمحتوى التعليمي، وغيرها من الفوائد التي يستفاد منها، ولكن قد لاتكون الخيار المناسب لمن لايملكون ملكة التقنية والمتابعة، والوقت لذلك.
على رغم الخلافات، وتعدد الآراء بين معارض ومؤيد للمنصة؛ فهناك رضا كبير للتعليم عن بُعد لحفظ وسلامة الأرواح من جائحة كورونا التي ندعو أن يزيحها الله، وتعود مدارسنا، كما كانت تحيا بأصوات أبنائنا وتوجيهات المعلمين والمعلمات الذين نرفع لهم القبعات لجهودهم التي كانت ومازالت من خلال منصة “مدرستي”.
والجميل أن الأغلب يجتمع على رأي واحد بأن التعليم عن بُعد مسألة هامة للفترة الاستثنائية أو أن يكون بديلًا لبعض المواد النظرية وغير التطبيقية أو لتعويض فاقد تعليمي أو مساند، ولكنه ليس بديل كلي عن التعليم الحضوري، والذي يكتسب فيه الطفل خاصة مهارات لن ولن يكتسبها من التعليم عن بُعد مثل مهارة المناقشة والجرأة في الطرح، والأهم التحصيل العلمي، والتقييم العادل، والهادف.
الكل متطلع لتصريح وزارة التعليم عن آلية التعليم في الفصل الدراسي الثاني، والأغلب يظنون أنه سيكون عن بُعد متأملين قرار عكس ظنهم خاصة مع ظهور تطعيم لفايروس كورونا. فهل ستعود المدارس ونقف ونكف عن السؤال كيف المنصة؟؟
—————————
عميدة كلية التمريض – جامعة الملك عبدالعزيز
مقال مفيد
بالتوفيق سعادة العميدة.