عبدالرحمن العامري

بوابة الشر وشياطين الليل !

هناك شياطين على هيئة بشر يعيشون بيننا فهم أصل كل بلاء، وأساس كل شقاء يدمرون سعادة من تجذبه حبالهم وحيلهم التي يطرزونها بمعسول كلامهم؛ حيث يسحرون العقول، ويأسرون القلوب فينخدع الكثير فيهم رغم ما يشكلونه من خطر على الأفراد والمجتمعات.
نعم إنهم شياطين فتحوا بوابات الشر على مصراعيها متخذين من الليل ستارًا لهم حتى أصبح خطرهم ظاهرة في الدول كافة، المتقدم منها والنامي، ظاهرة تفتك بالعقل فتعطله، وتأتي على الجسم فتنخره !
وإذا حلت بالفرد شلت حياته، وخنقت أحلامه، وقطعت آماله وإذا ما استشرت في المجتمعات فلا تسَل بعدها عن الدين والغيرة، والخلق والنخوة..إنها بوابة الشر المخدرات.
حيث تتمثّل خطورتها في كونها تعطل الإرادة الإنسانية ، وتحول الإنسان إلى عبد لعاداته الإدمانية الأمر الذي يجعله يفقد عقله، ويصبح مستعدًا لأن يقدم أي شيء في سبيل الحصول على المادة المخدرة حتى لو كان ذلك على حساب شرفه وعرضه.
فهي بوابة الشر والطريق الذي يؤدي إلى هتك كل المحرمات، وتمزيق الحياء، وإطفاء شمعة الغيرة من الصدور، بل هي انتحار بطيء، وإزهاق بارد، ومهلكة مروعة للنفوس والأموال.
وقد أصبح تعاطي المخدرات وترويجها مصيبة كبرى ابتليت بها مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة، وإذا لم نتداركها ونقض عليها فستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتقويض بنيانه، لأنه لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل لشباب يدمن هذه المخدرات.
فمن يتعلق في بريقها الزائف ولا يدرك الأضرار الناتجة عنها فسوف ينساق وراء شياطين الإنس من المروجين والمهربين للحصول على هذه السموم، فيقع فريسة سهلة لهم.

وخلال السنوات الأخيرة لا يكاد يمر شهر دون أن تعلن فيه السلطات الأمنية في مملكتنا الأبية عن كشف عصابة مخدرات تحاول أن تدخل أو أدخلت بالفعل ملايين الأقراص المخدرة إلى الداخل، رغم كل ما تبذله الجهات المعنية من وسائل احترازية وتدابير وقائية وإجراءات قضائية صارمة إلا أنه ما زالت محاولاتهم مستميتة لتهريب هذه السموم إلينا، وهذا فيه دلالة واضحة على أن بلدنا وشبابنا مستهدفون من عصابات الإجرام الشيطانية التي تجردت من كل معاني الإنسانية فتراهم يرقصون على جثث أولئك المدمنين من أجل الحصول على المال بشتى الوسائل والطرق.
ومن منطلق كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فقد عني الإسلام ببناء الأسرة المسلمة، حيث إن الأسرة هي: المحضن الأساسي الذي يتلقي فيها النشء الفضائل والقيم والآداب، فالأسرة عليها معول كبير في تنشئة الأبناء على حسنَ الخلق وفق القيم والعادات الإسلامية الصحيحة، فحينما تكون الأسرة قدوة صالحة لأبنائها سينشأ الأبناء في بيئة نقية بإذن الله بعيدة عن الانحراف وتعاطي المخدرات.
وإذا ما سلمنا بدور وسائل الإعلام في صياغة شخصية الفرد وتوجيهه وتأثيرها على تفكيره بما تملكه هذه المؤسسات الإعلامية من وسائل مطبوعة مثل: الكتب والصحف والمجلات والنشرات والملصقات، أو بالوسائل السمعية والمرئية: كالإذاعة والتلفزيون والمهرجانات والمعارض، فلابد أن نسلم بدور هذه الوسائل والمؤسسات في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات وتوجيه هذا المنبر التربوي الهام الوجهة التي تتفق مع ديننا الإسلامي الحنيف، واستخدامه في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات، ونشر المعلومات، والحقائق المتعلقة بهذه الظاهرة بموضوعية كاملة، دون تهويل أو تهوين.
وختام القول؛ فإن أحد جوانب الريادة للمملكة العربية السعودية في القضاء على هذه الآفة الفتاكة هي تلك النجاحات المتوالية التي تحققها الجهات الأمنية بفضل الله -عز وجل- ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في الكشف عن عمليات التهريب والقبض على عدد من المروجين الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وتطبيق شرع الله فيهم وكذلك الجهود المتميزة فى مجال الوقاية من هذه السموم من خلال عقد اللقاءات والندوات في المدارس والجامعات والنوادي ومراكز الشباب، وكذلك من خلال البرامج التدريبية للكوادر المختلفة كالأطباء والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين، والدعاة، ورجال الأمن وكل ذلك من أجل الحفاظ على شباب الوطن من مكائد هؤلاء الشياطين ومكرهم.

وخزة قلم:
عندما نتهاون المجتمعات في تطبيق العقوبات؛ فإن ذلك سيكون سببًا في تفشي آفة المخدرات.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button