المقالات

الضواري

تلاحظ أن الضواري تعتدي على الأليف، في شتاءٍ وصيف أو ربيعٍ وخريف، تشاكس وتخرب، تشتت وتفرق، تحرِمُ عزيزًا مما يُعز وتسلِبُ أحدًا ما بين يديه، أو حتى تقتل وتفتك دون هوادة رغم أن الرحمة مغروزة فيها، ولكن على ولدها أو على نفسها.

قد تعتدي أيضًا على بعضها البعض؛ بغية الهيمنة أو فرض السيطرة، تمكرُ وتخطط أو تهجم وتقاتل أو تقبع في مكانها وتنتظر لتنتهز الفرصة ثم تقوم بتنفيذ ما حامت لأجله، وتترك الأثر في نفسها بامتلاك القوة، وتوصم في صدر غيرها الخوف والوجع.

لو أن لها أن تختلق وسائل أخرى أو حلول ممنهجة بشكلٍ أو بآخر، هل لها أن تعيش؟! أم أن ما تفعله نتيجة أسباب توارثتها أو السير خلف ما يحدث حولها على أساس مبدأ مع الضواري أيها الضار؛ فإن لم تكن ضارًا أكلتك الضواري، أم أنها مجبرةٌ على فعل ذلك صراعًا من أجل بقاء.

هل هي تفتقد السلام؟، وفاقد الشيء لا يعطيه، ليس هذا وحسب بل تجدها تبحث عن الأمان أينما وُجِد وبكل عنجهيةٍ تُسلبه، لا تفتأ ولا يهدأ لها بالًا حتى تُلحق الضرر بغيرها، وجُل اهتمامها من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس، وهي تهرول لإسقاط ضحيةً أخرى.

المهم أنها تمتلك آليات محكمة للدفاع أو للهجوم على حدٍ سواء، تستخدمها في أجمل أو أبشع صوره على حسب رؤية الرائي، أو على حسب مدى تأثُرَ من تأثَر، ولكنها في الحقيقة آليات وممكنات إبداعية لا يختلف عليها اثنان، والضحية في الأخير هو الأليف.

ودمتم بود

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button