المقالات

شاهدٌ عيانٌ في زمن كورونا

مع بداية عام (2020)، ظهر عبر تطبيقات التواصل التقليدية والحديثة بعض الأخبار التي تُفيد بظهور فايروس جديد مُخيف وقاتل في مدينة “ووهان” الصينية، كما انتشرت بعض التقارير المصورة، والتي كانت تتحدث عن فقدان الكثير من الأشخاص لتوازنهم وسقوطهم في الطرق والشوارع دون معرفة السبب الرئيسي الذي أوصل بهم إلى هذه الحالة، حقيقةً كانت هذه المشاهد والتقارير قاسية ومرعبة، وبالرغم من ذلك لم يتسرب الخوف إلينا، وذلك إيمانًا بمدى التطور العلمي والطبي الذي كنّا نجزم بأنه سوف يساعد في السيطرة ومن ثم القضاء على هذا الوباء خلال سويعات وفترات زمنية قصيرة، وذلك بتكثيف الجهود العلمية والطبية لتوفير العلاج واللقاح، ولنا في التعامل مع ما سبقه من أوبئة وأمراض كإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير خير مثال، لكن ما حدث كان منافيًّا لما كنّا نجزم به، فقد تنقل وسافر المرض من مدينة لأخرى، تفاقمت الحالات، وتزايدت الوفيات، وأصبح جُل حديث العامة من الناس عن الأسباب التي أوجدت هذا الفايروس، فمنهم من اتجه للتحليل البدائي والمتعلق بشخصٍ انتقل إليه المرض من الخفاش بعد أكله وطبخه، وعلى حسب ما يدعون هو من الجنسية الصينية، ومنهم من تمحور حديثه على أنها مؤامرة تهدف إلى النيل من الصين سياسيًّا واقتصاديًّا وتجاريًّا؛ وذلك بجعلها منبوذةً بين الدول، فيقل التعامل معها، وتُفرض عقوبات اقتصادية عليها، ومن ثم يطالبونها بتعويضات ضخمة وكبيرة تخفف من المعاناة التي لحقت بالعالم جميعه بسببهم، ومنهم من كان صوب رأيه على نظرية المؤامرة ولكن من منحى مختلف وذلك بعد تأثره ببعض الثورات التي قاموا بها بعض الأشخاص مطالبين بعدم الالتزام بلبس الكمامة، معتقدين بأنه لاوجود لهذا المرض وهذا الوباء، فهو في تصورهم تشكيل سياسي اقتصادي إعلامي صُنع لتحقيق أهداف معينة، كثرت التكهنات وخُلقت الشائعات، وبدأت الدول بعمل حالات الاستنفار؛ وذلك بُفرض الحظر الجزئي الذي يستوجب على الجميع المكوث في المنزل وعدم الخروج منه إلا للضرورة، وفي الوقت المسموح لذلك، وممارسة الحياة بشكلها المعهود وفق الإجراءات الاحترازية والوقائية، راهنت البعض من الدول على الوعي الذاتي للعامة من الناس من خلال تسخير الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة لتوعية الناس بضرورة لبس الكمامات وتعقيم اليدين والتي تحد من هذا الفايروس وتساعد على عدم انتشاره، تأخرت الكثير من الدول المشهود لها بالتقدم والتنمية عن الأخذ بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية؛ حتى وصل الحال بشعبهم إلى الاستسلام لواقعهم المرير والمخيف، فعلى سبيل التوضيح عملت الكثير من الدول التي تدعي الإنسانية والتقدم بتجاهل المواطنين والمقيمين؛ وذلك بالتخلي عن المواطنين الموجودين بالخارج بعدم إرسال الطائرات التي تُعيدهم إلى موطنهم، كما أنهم سمحوا باستغلال الشركات العالمية لهذه الأزمة وذلك برفع أسعار الكمامات والمعقمات بشكل خيالي ومبالغٍ فيه، ومن هذه الدول من كان مواطنوه يقطنون الطرق والشوارع مغشيًّا عليهم لعدم وجود أسرة كافية بالمستشفيات، بل وصل بهم الحال إلى الاستغناء عن الموظفين والعاملين وعدم توفير لهم قوت يومهم بحجة تأثرهم بالأزمة، وما يدعو للاعتزاز والفخر هو ما قامت به السعودية من أدوار عظيمة وجليلة تجاه المواطنين والمقيمين، وحتى المخالفين في نظام الإقامة وذلك بعد صدور الأمر السامي من الملك سلمان – حفظه الله-، بالسماح للمخالفين أيضًا بعمل المسحة الطبية حتى يتم السيطرة على المرض واقتلاعه من جذوره، كما قامت الدولة بدعم العاملين السعوديين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من تداعيات فايروس “كورونا” عبر نظام التأمين ضد التعطل عن العمل حتى لا يتأثر الناس بفقدان وظائفهم، وبالرغم من كل هذه الظروف التي تأثر بها العالم بعد تفشي فايروس “كورونا”، بقيت السعودية صامدة ولم تتأثر لامتلاكها أكبر مخزون غذائي في الشرق الأوسط، كما عملت على توفير سُبل الراحة والرعاية للجميع على حدٍ سواء، وذلك بعد ما قامت بإنشاء العديد من التطبيقات الذكية مثل تطبيق “صحتي”، والذي يُتيح للمستخدم الحصول على عددٍ من الخدمات الصحية، ومن أهم هذه الخدمات حجز موعد لإجراء اختبار “كورونا”؛ بالإضافة إلى خدمات تحديث ومتابعة الفحوصات الحيوية، كما قامت بإنشاء تطبيق “توكلنا”، والذي يُقدم معلومات مباشرة عن عدد حالات الاصابة بـ”كورونا”، كما يساعد على الاكتشاف المبكر لحالات الاشتباه بالإصابة في حال ظهور أعراض “كورونا”، كما يسمح للمواطنين والمقيمين من طلب أذونات الخروج الاضطراري في أوقات منع التجول المفروض على بعض المدن والأحياء، ومتابعة حالات طلب الخروج أثناء وقت منع التجول, ولم يتوقف الدور السعودي الإنساني العظيم والجليل تجاه المواطنين والمقيمين إلى هذا الحد، بل وصل إلى توفير اللقاح الخاص بفايروس “كورونا” بالمجان لجميع المواطنين والمقيمين على حد سواء، وبعد هذه الخطوة التي لم تُقدم عليها سوى دول محدودة، أتمنى وأرجو من الذين يُعانون من متلازمة وعقدة الخواجة أن يضعوا حدًّا لهذا الأمر، خصوصًا بعد ما أثبتته هذه الأزمة من تفوق السعودية إنسانيًّا وصحيًّا وتنمويًّا واقتصاديًّا عليهم جميعًا، فالهدف من مقالي عزيزي القارئ هو إظهار الحقائق الغائبة، والتي لا تظهر إلا وقت الأزمات، وهذا ما أردت إثباته كشاهد عيان في زمن “كورونا”.

Related Articles

2 Comments

  1. فترة كانت صعبه ،، أبدعت ا.عمرو في الوصف .. وأشعر بالفخر لأني من طلابك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button