رؤية المملكة 2030 لم تكن بمحض الصدفة ، ولم تكن من خلال وجهات نظر عابره ، وحتى لم تكن أراء لفظية دون عناء المبادرات، او حالة من التنظير التي لا تتجاوز طاولة الاجتماع ، كانت وتنزال رؤية المملكة خطة ماضية على الأرض وفاعلة بوتيرة منتظمة من خلال العديد من القرارات والأنظمة التي بدأت ترسم ملامح الرؤية بشكل واضح على الأرض وبشكل افقي وهي ماضية للغد البعيد ، فقد سجلت تقدما في كل أوجه الحياة وهذا التقدم نعزيه الى عوامل مختلفة أولها إرادة صانع القرار والرغبة في التغيير نحو حياة حافلة بالتقدم النوعي ، وهذا التقدم النوعي نعنيه بذاته فهو يعني انه امتاز بمراتب عن غيره ، وله خصائص مختلفة الامر الذي يستحق هذا المعنى ويدل عليه ، وهنا تكمن دلالة الرؤية ، ولو لم يصاحبها ذلك المعنى في جوهره وفي عمقه لم تكن الوثبة المرجوة ، وهذا التقدم النوعي هو الذي يجعل المملكة في أول الصف ليس على مستوى معين بذاته وانما يشمل كل أوجه الحياة والابعاد المختلفة ، والمراقب ادرك ذلك على الأقل من خلال ثلاث مسارات الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقد أحرزت المملكة تقدما ملحوظاً كما تشير اليه اغلب مراكز البحوث والدراسات العالمية.
ان رؤية المملكة رصدت كل الجوانب المختلفة في الحياة لتشكيل المستقبل الجديد ولم تقف عند جانب معين فاستدعت التاريخ بكل تنوعه الثقافي ، ووقفت على الجغرافيا بمسح بيئي شامل في ضوء المشروع الكبير لتنمية مستدامة والمضي قدماً نحو ثقافة تكرس المفاهيم السامية على قاعدة ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا) فقد استحدث مشاريع لم تكن موجودة على الاطلاق تمتاز بنوعية الحياة فيها ، بل انها تشكل ثورة في الحياة الحضرية حيث ان مدينة (ذا لاين) ستكون بأعداد مليونيه ونمط الحياة اليومية فيها مختلف تماما ، فحياة الناس في هذه المدينة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتستمد الطاقة من مزودات نظيفة من طاقة بديلة، وهنا يكون استعادة للحياة القديمة بعصرنة حديثة بذات الابعاد النقية ، في الوقت الذي تشكل فيه رفاهية متناهية وغير مسبوقة وتحقق افضل بيئة ومعيشة لحياةٍ مبهجة تفيض بالسعادة ، ومن منظور اخر يتعزز مفهوم الرؤية بقراءات مختلفة فاذا أخذ بعين الاعتبار أن الجزيرة العربية متآخمة للكثير من الحضارات الإنسانية ومحطة واسعة لالتقاء النتاج الإنساني الامر الذي يجعلها وجهة للاستكشاف كونها تكتنز الكثير من التراث الثقافي والحضاري الذي يتوق اليه الناس ،الى جانب انها شكلت المهد الاول للحضارة العربية والإسلامية وبفضل شرارتها الاولى لايزال عطاءها جذوة متقدة فمحطات الماضي المشرقة أروت كل الناهلين فحينما جاء الاسلام وأشرق بنورة وامضاً في الافاق أحدث ثورة في العلم والقيم والمبادي الإنسانية فمحى عصور الظلام وتجلت إشراقات نور الهداية ، تلك المفاهيم التي جعلت الانسان يتموضع في المكانة التي يستحقها على مبدأ ( ولقد كرمنا بني ادم) وجاءت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حاثة نحو تطلعات صاعدة وقائمة على الارتقاء الأخلاقي ولتجعل من الانسان مستوى متجاوز ويتجه الى يكون مصدرا للعطاء والخلق الكريم وهذا الارتقاء منعكس على الحياة اليومية الفاعلة بعطاء مختلف يتوافق مع مفهوم مبادي الاستخلاف في الارض ، من هنا تلتقي الرؤية على أثر الرجع وتستلهم عطاء الماضي وقيمه لتلقي حول قواسم مشتركة لتوليد ديناميكية جديدة صاعدة مع امتدادٍ افقيٍ شامل يمتد نحو حضارة إنسانية جديدة ، وهنا بدأ التغيير النوعي في الاقتصاد ونمذجة الحياة وأنماط المعيشة ورفاهية الانسان وفقا لحياة رقمية جديدة وغير مسبوقة من دول العالم ، الامر الذي جعل الادوار السياسية تتفاعل مع المشروع الكبير لتنمية العالمية وبدور مختلف وبحضور مغاير وقاد الى إعادة الحسابات تجاه المملكة كثقل اقتصادي قادم من عمق الصحراء ،الامر الذي دفع البعض لعقد شركات مستقبلية تتوافق مع توجهات رؤية المملكة ويتفق مع تطلعات الشعوب وهذا ما دفع بلدان كثير لعقد شركات إستراتيجية ليحدث تكامل بيني ، الامر الذي جعل المملكة تسهم بشكل مباشر في نمو الاقتصاد العالمي لان من شان الشراكة دفع العجلة الاقتصادية البينية وبهذا التوجه تكون المملكة أسهمت في استمرار اقتصادات دول مجاورة وعلى مدى بعيد وفقا لتطلعات الرؤية سيتضح روى جديدة في شرائح الاقتصاد تبعا لكل مسار وسيطالها البعد الاقتصادي بطريقة مباشرة وغير مباشرة وقد يتعدى الى غير ذلك في نواحي كثيرة إذا اخذ بعين الاعتبار جوانب الاستقرار في الحياة العامة برمتها وهو مطلب بحد ذاته لاستمرار وتعافي الاقتصادات في تلك الدول
جماع القول رؤية المملكة أمسكت بتلابيب الاقتصاد ووفرت حضور سياسي كبير ومتنامي على مستوى العالم، والخطاب الذي أعلنه سمو ولي العهد يحفظه الله في مجلس الاقتصاد هو الاخر يعمق حالة الثقة في توجهات المملكة الاقتصادية الى جانب دورها المؤثر والفاعل في الاقتصاد العالمي ، ويرسم سياسة جديد تتطلع اليها شعوب المنطقة. الى لقاء.