العراق اليوم يشهد نقطة انطلاقة جديدة بالعودة إلى حاضنة الدول العربية، وأن جميع المعطيات والمؤشرات تُشير إلى أن زيارة وفود المملكة العربية السعودية إلى العراق في هذا الوقت بالذات مهمة جدًّا؛ لأن العلاقات السعودية العراقية تشهد تحسنًا ملموسًا على أكثر من صعيد، بعد أكثر من ربع قرن من الانقطاع سادت العلاقة بين البلدين، وقد أظهر قادة المملكة العربية السعودية قدرة على تجاوز الخلافات، وأن يعود العراق إلى حاضنة الدول العربية، وإبداء المساعدة للعراق، ومن جانبه أكّد الكاظمي أن العراق يتطلع إلى دور خادم الحرمين الشريفين الملك وولي العهد والقياده الحكيمة في المملكة العربية السعودية مميز في دعم اقتصاد العراق المتعثر، والإسهام في عملية إعمار المناطق المدمرة بفعل الحرب على تنظيم الدولة داعش، وأن المملكة عنصر مهم في الإعمار والبناء، وأضاف الكاظمي أن المسؤولين السعوديين لا يقيدون العلاقة الجديدة مع العراق بشروط تخص علاقته بإيران، وهو ما يمنح الرياض مرونة في تعزيز صلتها بالملف العراقي على عكس المسؤولين الإيرانيين الذين ينظرون بريبة إلى العلاقات العراقية السعودية المتنامية.
وأضاف الكاظمي بأن من صالح العراق الانفتاح على الجميع، وفي الخصوص مع المملكة العربية السعودية، وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط رئيس اللجنة التنسيقية العراقية – السعودية ثامر عباس الغضبان أن “العراق سيبحث في اجتماعات مكثفة مع المملكة العربية السعودية ضمن إطار المجلس التنسيقي العراقي السعودي توطيد العلاقات في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والتجارية، والثقافية، كما أننا لن ننسى موقف سفارة المملكة في بغداد، والتي نقلت رسالة واضحة وصريحة إلى من أرادوا الاصطياد في الماء العكر، ويسعون بأن لا يعود العراق إلى حضن الدول العربية”، وأضاف من أهم عناصر عودة العراق للحضن العربي موقف الرياض المشرف بالوقوف مع العراق، وهي حالة جديدة تشهدها العلاقات بين الرياض وبغداد بعد قطيعة دامت لعقود، وهذا الانفتاح كان له أثر إيجابي في الشارع العراقي وصدى واسع على كافة الأصعدة، مبينًا بأن السياسية العراقية اليوم هي سياسية التعاون والتجاوب مع المحيط الإقليمي عمومًا والعربي خصوصًا؛ إذ ينظر العراق بعين الأهمية لتطوير هذه العلاقات العراقية العربية عمومًا والعراقية السعودية خصوصًا، إيمانًا منه بدور ومكانة المملكة العربية السعودية المهم في المنطقة، إذ عملت سفارة المملكة في بغداد على التفاعل والتعاون في ملفات مهمة احتاج العراق فيها دعمًا، مثل ملفات النازحين وعودتهم وملف إعادة إعمار المدن المتضررة من الإرهاب، ودحر الطائفية، والعنصرية وتوحيد الصفوف والنسيج العراقي، وكان لهم عمل وبصمة في ذلك، وأيضًا كان هناك انفتاح عسكري، واستخباراتي بين حكومة العراق وحكومة المملكة بخصوص القضاء على الإرهاب، ودعم العراق في معركته وملاحقته لفلول داعش، وأكّد الكاظمي على استمرار هذه العلاقات، وتطويرها مهم جدًا للبلدين، ومستقبل الشعبين العراقي، والسعودي، وتحقيق المصالح المشتركة.
—————
بغداد