مصر بوابة الاستقرار والأمن في العالم العربي، وهي السفينة التي تستطيع أن تقود الدول العربية إلى بر الأمان، كثيرًا ما نسمع هذه الجمل من قادة الدول العربية، ومن الساسة، والمراقبين، والمحللين للشأن العربي، واليوم تثبت مصر أنها قادرة على توحيد الأشقاء، وتقريب وجهات النظر بينهم، وتضع أسسًا راسخة للعمل العربي المشترك على كافة الأصعدة؛ وخاصة التعاون الأمني والاستخباراتي الذي نحتاج إليه اليوم نظرًا للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية، ومحاولات تقسيمها، ونهب ثرواتها، واستخدام شبابها وقودًا للإرهاب من خلال نشر الأفكار المتطرفة التي أصبحت تستهدف شبابنا باسم الدين، وتستهدف تدمير أوطاننا لتمرير مخططاتهم الخبيثة.
الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في إعادة مصر إلى دورها الرائد في المنطقة بتحركاته التي تهدف إلى الحفاظ على الدولة الوطنية، ومواجهة الإرهاب، والأفكار المتطرفة من خلال المواجهة العسكرية مع من يحملون السلاح، والمواجهة الفكرية من خلال المؤسسات الدينية، وتجديد الخطاب الديني، وأيضًا الأشقاء في الدول العربية ساندوا مصر في مواجهتها ضد الإرهاب، وأعلنوا مواجهتهم للأفكار المتطرفة، وتدمير المتطرفين، وهذا النهج عملت عليه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي تعهد بتدمير الأفكار المتطرفة، وهو صاحب رؤية 2030 التي يرى فيها أن المنطقة سوف تتحول إلى أوروبا الجديدة؛ ولذلك مواجهة الإرهاب اليوم والقضاء عليه ضرورة لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية.
افتتاح المنتدى العربي الاستخباراتي ومقره القاهرة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وفي حضور عدد من رؤساء اجهزة المخابرات العربية يدشن عهدًا جديدًا من التعاون في مجال الاستخبارات، وتبادل المعلومات الأمنية بين الدول العربية في إطار مكافحة الإرهاب، وتبادل الرؤى الاستراتيجية حول الأخطار الأمنية، والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، وتوحيد الجهود العربية للحفاظ على الأمن القومي العربي، وهذه الخطوة هي صفعة على وجه كل من يسعى لاستهداف منطقتنا العربية، ومحاولات السيطرة عليها، وسوف يكون هذا المنتدى بداية حقيقية وقوية وجديدة للتعاون العربي المشترك الذي انتظرته الشعوب العربية، والتي عانت من استهداف، وتدمير دولهم، وتشريدهم، وسقوط الأبرياء.
رسالة الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى كانت واضحة للجميع، وهي ضرورة تجاوز الخلافات السياسية بصورة جادة، وتجاوز التباعد السياسي في المواقف، وتعميق التعاون الأمني والاستخباراتي لحماية أمننا واستقرارنا، ولن يحدث ذلك إلا بتجاوز الخلافات ونبذ الفرقة.
هذا المنتدى يأتي استكمالًا لجهود عربية وجهود مصر في مكافحة الإرهاب، ومواجهة الأطماع الإيرانية والتركية في منطقتنا العربية، ومحاولات التدخل في الشأن العربي في العراق، سوريا، اليمن، لبنان، ليبيا، وأيضًا تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وباب المندب، وفي الخليج العربي.
التعاون الاستخباراتي بين الدول العربية في المرحلة القادمة سوف يكون أفضل بكثير مما مضى، وسوف يكون هذا التعاون سدًا منيعًا أمام أعداء العرب، وسوف يكون سببًا في إعادة الاستقرار والأمن مرة أخرى إلى الدول العربية التي عانت بعد ثورات الربيع العربي، ووصول تيارات الإسلام السياسي فيها إلى الحكم.
مسافة السكة لم تكن مجرد جملة قالها الرئيس السيسي، بل أصبحت نهجًا تحول إلى واقع ملموس اليوم من خلال التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي بين مصر وأشقائها في الدول العربية، والخليجية، وهذه الجملة كانت رسالة لكل من تسوّل له نفسه استهداف المنطقة العربية؛ ولذلك عندما قال الرئيس السيسي سرت والجفرة خط أحمر تراجع كل الذين كانوا يعدون للاستيلاء على ثروات ليبيا، ولم يستطع أردوغان، وأذنابه الإرهابيين تجاوز الخط الذي وضعه الرئيس السيسي للحفاظ على ليبيا والأمن القومي العربي، والأيام القادمة سوف نشهد بداية لحل الكثير من الأزمات في الدول العربية، وعودة الاستقرار والأمن إلى منطقتنا العربية -إن شاء الله-.