استفزني قبل فترة ليست بالبعيدة شخص عزيز بحديثه الغريب عن فايروس كورونا المستجد “كوفيد 19″ بعد امتناعي عن مصافحته بقوله: ” أنت مصدق إنه في فايروس كورونا.. هذه مؤامرة وكذب على الناس…!!” فتعجبت وسألته وماذا عن قائمة أعداد المصابين بهذا الفايروس، إضافة إلى المنومين في مرافق المستشفيات، هذا غير من انتقل إلى رحمة الله تعالى فقال: لاتصدق.. لاتصدق ..!!” وسبحان الله وماهي إلا أيام معدودات وأُصيب بالفايروس وانتظرت حتى شفاه الله وعاد لممارسة حياته الطبيعية ولله الحمد بعد أن عزل نفسه لأكثر من أسبوعين ومن المؤكد أنه توقف خلالها مع نفسه كثيراً مابين عدم تصديقه لما حصل، ومابين اللوم والعتب لذاته؛ لأسأله: والآن مارأيك في وجود هذا الفايروس من عدمه فتبسم ثم صمت.
ويأتي حديث وزير الصحة مؤخراً؛ للتحذير من تصاعد الأعداد حيث يقول معاليه: “الإخوة والأخوات… تلاحظون أن كثيراً من دول العالم تعيش الموجة الثانية من الجائحة وبشكل أكبر من الأولى، ونحن لسنا بمنأى من ذلك لذا يجب علينا التعامل مع هذا الفايروس بكل جدية، وعدم التهاون في اتخاذ كافة الاحترازات التي تكفل بإذن الله مواجهته والتصدي له. الإخوة والأخوات لقد رصدنا وللأسف خلال الأيام الماضية زيادة ملحوظة، وارتفاع مستمر في أعداد الإصابة بالفايروس ومن أهم أسباب هذا الارتفاع التجمعات بأنواعها، و التراخي في تطبيق التدابير الوقائية. وهذا أمر خطير ولانرغب في حدوث تفشيات مرة أخرى لاقدر الله…وبلا شك فإن عدم الالتزام سوف يجعلنا نضطر لاتخاذ إجراءات احترازية؛ لحماية المجتمع… ” هذا الحديث من القلب كما وصفه معاليه فهل يجد أيضاً قلب يستمع له جيدا، ويتفكر في مضمونه العميق؛ ولنتسآل معا وماذا بعد ننتظر لتصرفاتنا غير المسؤولة، والمؤذية لأنفسنا ولأهلنا ولمجتمعنا عموماً؟ ونتسآل أيضاً عن المهم هل نريد أن يمضي علينا شهر رمضان المبارك وعيد الفطر كما مضى علينا العام الماضي ونحن أسرى بين أركان منازلنا ؟ وغيرها من الأسئلة المؤلمة التي تستحق التأمل. فيعود علينا الحرمان في حياتنا اليومية بمختلف أشكاله وقد يطول.
إن من المأمول من جميع أفراد المجتمع أن يدركون أن الفايروس مايزال يعيش بيننا ومتربص بنا وأن التعرض للإصابة لأي شخص أو آخر ماهي إلا مسألة وقت ليس إلا_ حمانا الله _ فالاندفاع في إقامة المناسبات الاجتماعية وخاصة غير الضرورية منها وبأعداد كبيرة بسبب الشعور الخاطئ بأن تلاشي الفايروس قد بدأ بالفعل استناداً إلى القائمة الرسمية لوزارة الصحة في الأسابيع الماضية يعد تصرف غير مبرر أبداً، إضافة إلى أهمية تكاتف الجهات الحكومية وغير الحكومية مع مجهودات وتحذيرات وزارة الصحة فهذا الوزير المخلص يناشد المجتمع باتباع الإجراءات الاحترازية الصحية اللازمة فمن باب أولى أن تعي بقية الجهات الخطر الصحي القائم بسبب مخاطر هذا الفايروس، ومن المؤكد أن تلك الجهات تملك الحس الوطني الكبير، والوعي الكافي؛ لاستكمال المجهودات المتميزة؛ للحفاظ على صحة الجميع. حفظنا المولى عز وجل من كل مكروه وسوء.
أعتقد ان الرسالة وصلت للجميع …فعلا مازال الخطر موجود بيننا واذا لم نلتزم فسوف نفقدالكثير ونعود لنقطة البداية