حزمة من القرارات الصادرة أمرت بها وزارة الداخلية مؤخراً؛ نظرا لظهور مؤشرات لارتفاع في المنحنى الوبائي لفايروس كورونا “كوفيد 19 ” في بعض مناطق المملكة، وضعف في تطبيق الإجراءات الصحية الاحترازية ومن هذه القرارات: إيقاف كافة المناسبات والحفلات، واجتماع الشركات ومافي حكمها في قاعات الأفراح المستقلة أو التابعة للفنادق، وفي الاستراحات والمخيمات، أن لايزيد الحد الأقصى للتجمعات البشرية في المناسبات الاجتماعية عن (20 شخصاً)، وإيقاف كافة الأنشطة والفعاليات الترفيهية، تعليق تقديم خدمات الطلبات الداخلية في المطاعم، وغيرها من القرارات الفاعلة الهامة. وهذه القرارات أتت بعد نداءات متكررة من قبل وزارة الصحة سواء من الوزير الخلوق د. توفيق الربيعة مباشرةً أو من المتحدث الرسمي للوزارة ولكن فعلاً لاحياة لمن تنادي لبعض أفراد المجتمع المستهترين للأسف.
وماشوهد على الواجهة البحرية بمحافظة جدة يوم الجمعة على سبيل المثال من تواجد كثيف لعائلات لايكاد يفصل بين جلستاها شيء. مما استلزم إصدار توجيه فوري من سمو محافظ جدة لأمانة جدة وبالتعاون مع الجهات الأمنية بإغلاق الواجهة البحرية احترازياً؛ بسبب تزاحم الزوار، وللحد من انتشار فايروس كورونا وفقا للخبر. فهل يعقل أن تلك الجموع لم تستشعر بهذا الخطر حتى الآن..!! ومادور رب الأسرة تحديداً وهو يعرض نفسه وأسرته لفايروس لا يفرق بين أحد؟ وكيف سيكون شعوره لو تعرض هو شخصياً لمكروه أو لزوجته أو أحد أطفاله؟ و الكارثة المؤلمة لو كان مصطحبا معه كبار في السن فكيف سيكون حجم الندم حينها؟ وحقيقة كأن الأمر هذا لايعني هذه الفئة المستهترة بصحتها أو بصحة الآخرين، و يقابلها أيضاً الفئة الأخرى التي تتواجد في مجمعات اجتماعية لا داعي لها حالياً، وكأن الوضع الحاصل غير حقيقي، ووجوده أشبه بالخيال.
إن من المأمول من أطياف المجتمع كافة التقيد بالإجراءات الصحية الرسمية وهي في الآخر ستظل مسألة وقت وستمضي بمشيئة الله تعالى. ويكفي ماعانينا منه مسبقاً ولا نأمل بتكراره في هذا العام الجديد. فيكفي الحد من القيام بتحركاتنا اليومية بحرية، ويكفي غيابنا عن أداء الفروض جماعة في المساجد، ويكفي عدم أداءنا صلاة القيام في شهر رمضان المبارك الفائت، إضافة إلى صلاة العيد، والى غياب مظاهر فرحة العيد بين الأهل والأصدقاء وكأننا أشبه بالبؤساء، ويكفي أيضاً رجاءات وزير الصحة في كل كلمة، وكل جملة بعثها بحرقة من أعماق قلبه بأهمية اتباع الإجراءات الرسمية الاحترازية في كل مايحيط بنا.. ونأمل أن لاتصل هذه الرجاءات الصادقة إلى القرار النهائي الحازم وتحرمونا الحياة الطبيعية، وتحملونا الألم الذي أنتم من مسبباته. فكفانا ماوجدناه من تعاسة في تلك الأيام الماضية. نسأل الله الصحة والسلامة ودمتم بخير.