فيما كنت أقرأ قصيدة “نحن شعب لا يستحي” للشاعر أحمد النعيمي، واستجر أدوات النقد التي كانت تجلد كبار الشعراء الذين يزورون بلاط الخلفاء بالمديح فإذا لم يجدوا المال انقلب المدح إلى هجاء بقيادة المتنبي … هنا تذكرت بعض إعلامنا الرياضي السعودي الذي لا يستحي فهم يبايعون رئيس النادي على طريقة من أخذ أمنا فهو عمنا،وسرعان ما ينقلبون عليه من أول مطب، ويمدحون الفريق ليلًا، ويشتمونه نهارًا، ويتقلبون بأمزجتهم الحادة لأنه “إعلام لا يستحي”، وغسلوا وجيههم بمرقة.
إعلامي اتحادي نكب النادي، وأدخله في دهاليز الديون، وتسبب في أغلب مصائبه، يقول عن “سييرا” مدرب سباك، واستمر يهاجمه حتى فقد المدرب ثقة اللاعبين؛ فاضطر للذهاب لمنزل الرئيس يطلب المغادرة، ولو كان الصحفي صادقًا وأمينًالذكر ملاحظاته السلبية على المدرب، وذكر محاسنه عندما حضر والفريق برصيد نقطتين فقط، واستطاع في الدور الثاني حصد تسع وعشرين نقطة، ونجا من الهبوط وفاز على النصر بطل الدوري الاستثنائي مرتين في الدوري، وأقصاه من الكأس ولو كان مهنيًا لذكر تحقيق بطول بالمدرب السباك، والبقاء بالدوري بما يشبه المعجزة، ولكن الزوايا الحادة جعلته يسوق لنقده ولزمته التي لا يستحي منها “سباك” فتم إلغاء عقد الجهاز الفني وبتكاليف مالية حوالي عشرين مليون ريال، وتم جلب المدرب “تيم كات” وثم إبعاده بنفس طريقة “إعلام لا يستحي”وبتكاليف حوالي عشرين مليون ريال، والآن نفس الإعلامي الذي لا يستحي يقول مدرب الاتحاد الحالي طريقته مكشوفة، وأي مدرب سهل عليه يأكله ويهزمه بسهولة، وهذه قمة الفضيحة على إعلامي يتحدث بهذا المنطق الهزيل فلماذا لم يفزعليه الهلال بطل الدوري وبطل آسيا ؟ ولماذا لم يفز عليه الشباب صاحب الصدارة لا عربيًا ولا دوريًا ؟ ولماذا لم يفز عليه الأهلي بعد سيطرة أهلاوية سبع سنوات ؟ ألم أقل لكم إعلام لا يستحي!!!
بعض الإعلام الاتحادي الذي تسنم المنابر الإعلامية يهاجم الجهاز الفني للاتحاد بعد كل مباراة؛ لأنه “إعلام لا يستحي” ولو كان يملك ذرة حياء؛ لتركوا الاتحاد يستقر موسم واحد فقط، بل بلغ بهم الهراء أن ربطوا بين أفضل مدير تنفيذي في الدوري “حامد البلوي” بحقبة ذكرياتهم المعتمة دون إنصاف؛ لأنه “إعلام لا يستحي”، حامد الذي أتى في أسوأ فترة مرت على الاتحاد، ولو كانوا يتقون الله ويملكون المهنية لذكروا شجاعة البلوي، وتحمله الإشراف على فريق مهلهل أهم نجومه مصابين،والفريق بدون لياقة، والمشاكل تعصف به من كل جهة، وزاد من صعوبة المهمة مغادرة فهد المولد للمعسكر وسط تصفيق من “إعلام لا يستحي”، ومع هذا صبر البلوي ووقف موقفًا شجاعًا حتى تجاوز الاتحاد مطب الهبوط، والآن يقود الفريق لمنطقة الأمان، والمستقبل المشرق.
بعض الإعلام الهلالي قلب المجن بسبب نتائج متردية يمر بها أي فريق في العالم سنويًا، ولو تتبعوا مسار ريال مدريد هذا الموسم، أو برشلونة، أو يونايتد الإنجليزي، ويوفونتس الإيطالي لوجدوا هذه الفرق مرت بنفس الانهيار الفني، ولكن الإعلام الذي لا يستحي جرد رزفان، ومجلس الإدارة من كل المنجزات، فسحبوا الثقة منه بتبريرات واهية؛ لأنه “إعلام لا يستحي” وتعاملوا مع رئيس النادي كسكرتير وليس رئيس مجلس إدارة؛ لأنه “إعلام لا يستحي” وسيعودون للقلم والطبلة فور استعادة الفريق توازنه لأنه “إعلام لا يستحي” أما بعض الإعلام الأهلاوي فحدث عنه ولا حرج؛ لأنه “إعلام لا يستحي” يقبلونا بالحصول على رخصة آسيوية بطريقة ملتوية، ويقبلون بالمفاوضات داخل معسكر المنتخب، ومفاوضة أي لاعب داخل الفترة المحظورة، ويستمرؤون ذلك لهم لا عليهم لأنهم “إعلام لا يستحي” وهاجموا الجهاز الفني الحالي، وهو ينافس على القمة فماذا سيفعلون لو انتكس الفريق؟، نحن أمام مشهد طحالبة “إعلام لا يستحي” فعلًا، أما بعض إعلام النصر فيكفيهالفجورة في الخصومة لأنه “إعلام لا يستحي”،والشواهد على ذلك كثيرة.
نعود إلى تطبيل المتنبي، وشعراء البلاط والمال،ونقول للإعلام الرياضي الذي يمسك بيد قلم والأخرى طبلة فاتك قطار المهنية الشريفة؛ لأنكم تجلدون الأجهزة الفنية والحكام بسكاكين جهلكم…. إني لكم من الناصحين أمسكوا الباب الذي يفوت الجمل بما حمل لأنكم “إعلام لا يستحي”… إني خيرتكم فاختاروا بين ذُل ومهانة التطبيل الرخيص، ونار النقد والتجريح الممجوج …..كلاهما أحلاهما مر لأنكم “إعلام لا يستحي”.
حدة الخطاب واستخدامك لمفردت غير لائقة مثل (طحالبه) تدل على إنك إعلامي لاتستحي