حمد الكنتي

جوالك ليس سنترال!

الكثير من الناس لا يعرف أن جواله اشتراه لراحته وليس لراحة الآخرين! فتجد بأن جميع تنبيهاته فعالة! وترى بأن جواله لا يعرف الصمت! ولذلك تراه مضطرب طوال الوقت! ومشغول مع كل تنبيه يجعله يُمسك به في كل لحظة!

ولا يكتفي بذلك إذّ يصل الأمر به الى أن يرد على الهاتف طوال اليوم والليلة! فيمكنه أن يرد حتى في وسط انشغالاته! ويمكنه أن يرد حتى في الاوقات التي لا ينبغي له فيها مثل: أثناء الصلاة أو التواجد في المسجد وفي صالة الانتظار الهادئة! أو حتى أثناء ذهابه الى الاماكن الخاصة!

ويمكن أن يتجاوز الأمر الى مراحل أصعب كأن يوقظه الجوال من سابع نوم! والكارثة أن يكون هذا الاتصال بالخطأ! وقد تعكر بعض التنبيهات مزاجه أثناء اجتماع مهم في العمل، وقد يُحرجه صوت جواله العالي في المسجد! وقد تُخرجه بعض الرسائل عن جو العمل، وقد تسبب له بعض الاستجابات لبعض الاتصالات إحراج أو مشكلة معينة، لأنه يكون حينها قد رد وهو مشّوش التفكير!
هذا وأمثاله يحتاجوا الى أن يعرفوا أن جوالاتهم صُنعت لراحتهم وليست لراحة الاخرين، وعليهم أن يعوا أن كثير مما يرد فيها من تنبيهات وتطبيقات ومكالمات خالٍ من الأهمية، ولا يضيف لهم سوى مزيد من القلق، ولا يُسبب لهم سوى الازعاج.. أو أنها قد تكون مكالمات أو رسائل مهمة ولكنها ليست عاجلة، فيمكن الرد عليها لاحقاً، فما في يد الشخص هو الأهم في ذلك الوقت.

وإذا عرف الانسان ذلك تأكد أن راحته أهم، وطمأنينته تضمن له حياة هانئة مطمئنة.. ولكن هذه الحياة تتطلب أن يُركز الانسان فيما هو بصدده في ذات اللحظة، فإذا نام استغرق في نومه بجوال صامت بلا هزاز، وإذا شرع في العمل فهو يركز في انجاز مهامه على أكمل وجه بعيداً عن أي ازعاج آخر، وإذا جلس مع عائلته ترك جواله بعيداً على الصامت وأستأنس بالحديث والمشاهدة، حتى إذا ذهب للترفيه شاهد الفيلم في السينما بعيداً عن الاتصالات التي ليست في وقتها.

وليست هذه فقط بل في كل مجالات الحياة الأخرى إذا ركّز فيها الانسان وعاش جميع لحظاتها “بقوة الان” سيستمتع ويشعر بحقيقة الحياة.
وهذا لا يعني أنه ليست هناك اتصالات مهمة من شخصيات معتبرة أو اتصالات العمل التي تجب العناية بها، ولكن المقصود ليس الترك نهائياً ولكن المقصود ترشيد هذا الصخب الذي أكثره ليس في وقته، واغتنام كل لحظة نعيشها بكل وهج وتركيز واهتمام لنسعد بمتعة الدنيا وجمالها.

حكمة المقال
جوالك خلق لراحتك.. فلا تجعله مصدر تعاستك!
كتبه/ حمد عبد العزيز الكنتي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى