أَفَادِي مَوْطِني بِدَمِي أُفَادِي
وَقَائِدَهُ مِنَ النُّوَبِ الشِّدَادِ
فَأَعْظَمُ مَا رَجَوْتُ اللهَ نَفْسًا
أَجُودُ بِهَا دِفَاعًا عَنْ بِلَادِي
فَلَا تَحْزَنْ عَلَيَّ بَنَاتُ فِكْرِي
لِأَجْلِ الأَرْضِ لَا يُخْشَى افْتِقَادِي
إِذَا اْعْتَدَّ الْرِّجَالُ بِمَا لَدَيْهِمْ
فَإِنِّي بِالسَّعُودِيَةِ اعْتِدَادِي
شُغِفْتُ بِرَمْلِهَا الْمَشْحُونِ عِزًّا
وَهِمْتُ بِنَخْلِهَا فِي كُلِّ وَادِ
فَمَنْ يُشْهِرْ عَلَيْهَا سَيْفَ حُبٍّ
أُبَادِلُهُ الْمَحَبَّةَ فِي الْغِمَادِ
وَمَنْ يُضْمِرْ لَهَا سُودَ النَّوَايَا
عَلَى عَيْنَيْهِ إِنِّي كَالرَّمَادِ
تَهُونُ عَلَيَّ أَنْفَاسِي فِدَاهَا
بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ذَاتِ اتِّقَادِ
فَإِنْ صَافَتْ أَصَافِي مَنْ تُصَافِي
وَإِنْ عَادَتْ أَعُادِي مَنْ تُعَادِي
أَنَا الْمُشْتَاقُ فِيهَا لِلْمَنَايَا
أنَا السَّبَّاقُ إِنْ نَادَى الْمُنَادِي
فَأَحْسَنُ مَا يَكُونُ الْمَوْتُ عِزّاً
إِذَا مَا كَانَ مَوْتًا فِي الذّيَادِ
وَلِي هِمَمٌ مُجَرَبَّةٌ أُعِدَّتْ
لِدَحْرِ الْعَابِثِينَ مِنَ الْأَعَادِي
لَقَدْ عَلِمَتْ حُشُودُ الْقَوْمِ عِنْدِي
حِمَى الْأَوْطَانِ يَدْخُلُ فِي اعْتِقَادِي
وَإِنِّي نَجْلُ مَمْدُوحَ الذِي قَدْ
وَرِثْتُ الرَّأْيَ عَنْهُ مَعَ الْجِلَادِ
وَمِقْدَامٌ إِذَا الْهَيْجَاءُ شَبَّتْ
وَمِكْرَامٌ وَمَحْمُودُ الْأَيَادِي
عَسَى الْأَيَامُ تُخْبِرُكُمْ عَنَ امْرِي
وَعَنْ عَزْمِي وَعْنِ هِمَمِي الْبِعَادِ
فَلَا يَتَدَخَّلِ الْغُرَبَاءُ فِينَا
فَلْنْ يَجِدُوا سِوَى ضَرْبِ الزِّنَادِ
وَأَبْلِغْ آلَ أَمْرِيَكَا بِأَنَّا
نَقُودُ وَمَا خُلِقْنَا لِانْقِيَادِ
وَأَنَّا خَلْفَ قَادَتِنَا جَمِيعًا
عَلَى الْعَهْدِ الْقَدِيمِ إِلَى الْمَعَادِ
لَنَا فِي الْحَزْمِ صَوْلَاتٌ كِبَارٌ
تُعِيدُ ذَوِي الضَّلَالِ إِلَى الرَّشَادِ
تَمَادَيْنَا عَلَى الْأَعْدَاءِ قِدْمًا
وَمَفْخَرَةٌ لَنَا ذَاكَ التَّمَادِي
فَأَبْشِرْ مَوْطِنِي بِثَبَاتٍ قَوْمٍ
يَسُرُّكَ فِعْلُهُمْ عِنْدَ الطِّرَادِ
يَسُوقُونُ النُّفُوسَ إٍلَى الْمَنايَا
لِأَجْلِكَ دُونَ خَوْفٍ وَارْتِعَادِ
فَدُمْ يَا مَوْطِنَ الحَرَمَيْنِ وَاسْلَمْ
سَلَامًا لَيْسَ يَشْكُو مِنْ نَفادِ
وَصَلَّى اللهُ مَوْلَانَا تَعَالَى
عَلَى فَخْرِ الْخَلَائِقِ خَيْرِ هَادِ
——————————
عضو مجلس الشورى السابق