المقالات

إضاءات عبدالحميد حميد الجحدلي

اليوم تغادرني مرغمًا حياديتي مع هذا الفارس النبيل، الذي سأتحدث عنه بشيء من الفخر والاعتزاز؛ لأنني من أشد المعجبين به تعاملًا، وخُلقًا، وتاريخًا ناصعًا، وتواضعًا لا نظير له. فقد عرفته عن قرب، ولمست فيه كل المعاني السامية التي تجعلك منحازًا إليه، مبهورًا بالصدق الذي تراه في عينيه، وحسن الإصغاء الصادق الذي تستقبلك به أُذنيه، والأفكار والطموحات الكبيرة التي تأتي في صياغ الحديث الذي يتحدث به لسانه، وحركة شفتيه.

كان فارسنا المحبوب قائدًا لا يشق له غبار في قُدرتِه العجيبة على اكتساب الأصدقاء، والمحافظة عليهم، وتلقائية محببة تجذب القلوب، وتصيد النفوس، ومهارة عالية من التواصل الفعال مع الأشخاص والجهات التي تربطها علاقة أو مصالح أو منفعة مشتركة مع الخطوط السعودية .وقد كان يستثمر، ويوظف هذه العلاقة العملية والشخصية لتحقيق أفضل عائدٍ ممكن للسعودية، وتسهيل كافة مطالبها واحتياجاتها، مع عدم إغفال، بل ومراعاة وتقدير ظروف ومصالح الطرف الآخر في توازن مدروس، وبحكمة ومقدرة لايعرفها إلا القادة المتمرسين .
خدم الخطوط السعودية لسنين طويلة داخل وخارج المملكة، وفي محطات من أهم محطاتها التشغيلية واستطاع بإخلاصِه وجُهِده ومثابرتِه وإيمانه العميق وتواضعه الجم الذي يشع بريقًا أن يرعى، ويحافظ على مصالح السعودية بكل مِهنية وإبهار، وأن يرفع اسمها عاليًا باحترافية ومصداقية واقتدار، وكما يقال إن الإنجازات الكبيرة تحتاج إلى نفوس كبيرة وعقول ذكية، وكما أن الطموحات العظيمة لا تُحقِقُها سوى إرادة عظيمة وأحلام وأفكار مجنونة تأتي من خارج الصندوق وليست مكررة أو مستهلكة، وتصنعها وتُنجِزُها الأفئدة العاشقة والمفتونة بحب هذا الكيان الشامخ والبيت الكبير (الخطوط السعودية) الذي لازال يخرج، ويصنع قادة يشار لهم بالبنان سنين طويلة، وهذا هو حال فارسنا الذي نكتب عنه اليوم، ونغوص في أعماق سيرته العطرة والمضيئة بأعماله وإنجازاته الكبيرة التي لازالت عالقة إلى اليوم بأذهان من عاش زمانه، وعمل معه وتعلّم منه معنى التميز، ومفهوم الإبداع، والعزف المنفرد على أوتار القلوب.

عبدالحميد الجحدلي

شخصيتنا اليوم التي نِبحِرْ في شواطئها، ونغوص قليلًا في أعماقها ونستخرج جزءًا من لآلئها ونصطاد جواهرها الدفينة، ونتأمل ونستذكر بكل الحب والإعجاب اليوم شواهد ناصعة من تاريخها المشرف في هذه الصحيفة العاشقة للتميز وإدارتها الباحثة عن المبدعين، هي عن رجل نبيل من جيل أحب السعودية وأحبته اسمه (عبدالحميد) وفعله جدًّا حميد، يُكنّى (أبا سامي) هذا الإنسان الشاعر الغنائي المرهف الإحساس الذي تقول كلمات أغنيته المغناة “ليلة مابدت”
كانت ليلة ما بدت إلا لحظة، وانتهت
ابتدت بأحلى كلام نظرة ترحيب وابتسام
قرب ولهفة وانسجام وطارت بيا الأحلام
ركضنا نجري حيل حيل والقمر يازينه
نناظر السما ونجم سهيل هناك بيتنا بانينا

وليس هذا فحسب بل كان إداريًا رائعًا يعشق خدمة الناس، ودبلوماسيًا مبدعًا ورجل التواصل والعلاقات الإنسانية الذي لا يرتاح إلا إذا خدمك ووضعك فوق رأسه حبًا وتواضعًا، كانت آخر وظيفه شغلها مساعد المدير العام لخدمات الركاب والمبيعات في الخطوط السعودية الأستاذ الكبير والمدرب القدير (عبدالحميد بن حميد الجحدلي) .حين قررت أن أكتب عنه يعلم الله استشعرت حجم التحدي، بل وشعرت بثُقل المسؤولية وجسامة الموقف؛ لأنني أعرف حجم وعظم تاريخه المشرِف في العمل والكفاح خارج المملكة وداخلها فماذا عساي أن أقول عن صياد اشتهرتْ أُسرتَه العريقة بمهنة الصيد بِشباكها ومغامراتها في الجزر البحرية القريبة من قرية ثول الرابضة على شاطئ البحر الأحمر، على بعد ٨٠ كيلًا من مدينة جدة، والمفتونة بأهازيج وأغاني وكسرات بحّارتها الطربية، وهم يرددون في صوت ممتع وأصيل كسرتهم بألحانها البحرية التي تبث فيهم النشوة والحماس في رحلات صيدهم الجميلة، ومنها هذه الكسرة الرائعة التي تقول كلماتها:
يامقرمة جاك ابن جودة
طالب مراسيك ياعوام‏
لانهو مصربق ولا حوات‏
‏صداف باغي الجنيزية

واشّتَهر هو بصيد الصيت الحسن بِشِباك أخلاقِه، وبحر إنسانيتِه، ومِجداف وفائه مع زملائه، وأحبابه وكل من تعامل معه .هذه سطور لامعة وإضاءات ساطعة عن قيادي ملهم مُر من هنا وتوقف في منطقتنا وعاش معنا يشِع بريقُه، ويُنِير بالصدق والإيمان طريقُه، وتعظُم بالتحدي غاياته وأهدافه، وقل أن تجد مثيله، وتكبر كل يوم طموحاته وأحلامه، ويفوح دومًا في المجالس عبير ذِكْره، وتتوالى كل حين آماله وإنجازاته التي تجعلك لا محال معجبًا به وداعمًا له ونصيره .

 

الجحدلي صياد القلوب

نشأ في كنف أسرة صياد ماهر، البحر كان ساحته ومبتغاه، والصيد بالشباك خبرته وهواه، وكان يستمتع بمرافقه والده ويتعلم منه صبر الصيادين وذكاءهم .وكانت والدته تنتظر مع غيرها في القرية هطول الأمطار حتى تنتقل الأسرة جميعًا إلى شرق القرية في منطقة تسمى (الوسامي) تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن منطقتهم التي يسكنون بها، والتي لا تمر عليها السيارات إلا قليلًا، وأكثرها وقت عبور الحجاج من قريتهم في اتجاه المدينة أو مكة .

التحق بالمدرسة على مضض مكرهًا أخاك لا بطل؛ لأنه كان عليه أن يذهب إليها مشيًا على الأقدام، مسافة طويلة أنهكت بدنه النحيل، وآلمت رجليه التي كانت تشتاق للقفز والوثب الطويل، وفي مرات قليلة كان يصادف هو وزملاؤه سيارة عابرة في طريقهم فتتوقف لهم، وتنقلهم إلى المدرسة فيفرحوا ذلك اليوم فرحًا كبيرًا .كان “أبا سامي” نهمًا في القراءة في أي موضوع تقع عليه عينيه، أو يصادف أن يُهديه أحد إليه، وكان بعض المدرسين الذين لديهم شغف واسع بالقراءة يتبرعون ببعض الكتب والمجلات لمكتبة المدرسة؛ فيحرص على استعارتها رغم عددها المحدود.

وحين أهداه خاله (راديو ماركة فيليبس) أحمر اللون لم يتمالك نفسه من القفز من شدة الفرح الذي انتابه؛ وكأنه ملك الدنيا بيمينه؛ لأن من كان يملك راديو في ذلك الزمن يُعد من المحظوظين. حياته كانت هانئة بسيطة، وتعتمد على الصبر والكفاح صنعت منه قائدًا حكيمًا لا تهزه الرياح العاتية، ولا تخيفه المسؤوليات الكبيرة. تخرج من المرحلة الابتدائية، وكان موسم الحج بالنسبة له ولشباب المنطقة موسم الخير والفرص التجارية الكبيرة لكسب بعض الريالات من بيع البيض والبطيخ على الحجاج الذين يمرون بقريتهم في طريقهم إلى المشاعر المقدسة، وكان لابد من شراء دراجة والمرور على الحارات المتعدده لشراء البيض من المنازل، ومن ثم طبخه وترتيبه في صندوق لبيعه على الحجاج، وكان هناك تنافس كبير بين أبناء القرية على شراء البيض، والنزول المبكر قبل صلاة الفجر لبيع البيض الساخن على الحجاج، وإقناعهم بالشراء، ولحسن الحظ كان مسكنه قريبًا من المقاهي التي يرتاح فيها الحجاج مما زاد من فرصته في البيع.

بعد التخرج من الابتدائي اقترح عليه صديق أن يكمل دراسته في المدرسة التجارية المتوسطة في جدة؛ لأنها كانت تقدم لطلابها مكافأة مالية مقدارها ثمانون ريالًا في الشهر، ففرح بهذا كثيرًا، وبدون تردد التحق مع زميل آخر بها وسكنا في غرفة متواضعة في حارة الرويس، وكان يسكن بجوارهم رجل كريم ومقتدر يعيرهم مبلغًا من المال في حدود المكافأة ويصرفون منه خلال الشهر، وحال استلام المكافأة التي تتأخر عليهم في كثير من الأحيان يسددون ما عليهم من مبالغ استلفوها من ذلك الرجل الطيب.

وبعد التخرج من المتوسطة التجارية التحق بالخطوط السعودية، وكان تاريخ 1/5/1384هجرية، هو اليوم الذي علق بذهنه مدى الحياة؛ حيث كان يومًا مختلفًا حمل رياح البشائر في حياة الأستاذ عبدالحميد الجحدلي؛ حيث أنهى وأكمل التدريب النظري والعملي المكثف، وبدأت لحظة الحقيقة والعمل على أرض الواقع تتراءى له وتتراقص من مكان قريب، وكان من حسن حظه أن جاء نصيبه بأن يلتحق بقطاع الشحن الجوي، ويا له من حظ كبير، لأنه سيعمل في مدينة جدة حيث يوجد مقر الشحن الرئيسي، وسيزيد دخله من ٨٠ ريالًا التي كان يتقاضاها أبان فترة التدريب إلى ٦٠٠ ريال، وكان ذلك مبلغا كبيرًا وفضلًا واسعًا من رب العالمين.

وكان المشرفون عليه من الأجانب، واللغة الإنجليزية هي السائدة في التعامل والتواصل في هذا المجال الهام من قطاعات الطيران، وهذا تحدٍ كبيرٍ يلزم عليه أن يجتازه، فلم يتقاعس أو يتهرب بل اختار العمل في نوبة الليل؛ ليتمكن من دراسة اللغة الإنجليزية في عصر كل يوم في معهد متخصص.

كما استطاع إكمال دراسته الجامعية أثناء العمل في تخصص إدارة الأعمال، وكانت شركة (TWA) للتو قد بدأت تشرف وتدير أعمال الخطوط السعودية بفكر ومفهوم عالمي، وسعت إلى إيجاد مراجع للعمل وأدلة تفصيلية لكيفية أداء وإدارة الأعمال حسب ماهو مطلوب ووفق الخطط المستهدفة، وإعطاء صلاحيات للأقسام والمدراء والمشرفين ورؤساء النوبات، ووضع آلية واضحة للتدرج الوظيفي من خلال منهجية معلنة لتقييم الأداء، وكانت هذه نقله كبيرة في تاريخ الخطوط السعودية أدارها بحكمة وحنكة وامتياز مدير عام الخطوط السعودية في ذلك الوقت المرحوم بإذن الله معالي الشيخ كامل سندي الذي كان له الفضل بعد الله في الاستعانة بالخبرات العالمية، وإحداث هذه النقلة الحقيقية في الأداء للخطوط للسعودية لتواكب تطورات صناعة النقل الجوي؛ ولتصبح السعودية ناقلًا دوليًا ينافس كبار شركات الطيران في العالم.

وتولت شركة (TWA) تدريب الموظفين السعودين وتأهيلهم تأهيلًا عاليًا؛ ليتولوا بعد ذلك إدارة أهم الوظائف القيادية في الشركة، وأنشأت لهذا الغرض عدة مراكز تدريبية منها تدريب التسويق، وفتحت المجال للشباب السعودي للتقدم وشغر وظائف المدربين ولحسن حظه تقدم بطلبه الانضمام لتدريب التسويق، وبتوفيق الله، تم قبوله، وبدأت أهم مرحلة في حياته الوظيفية، والعمل مع زملاء نابغين من أمثال الأساتذة زين العابدين أمين، وفريد عبد الباقي رحمه الله، ويحي فيومي، وعمر أبوشال، وعبد القادر جستنيه رحمه الله.

ابتعثته شركة (TWA) إلى معهدها التدريبي في كنساس سيتي في أمريكا في دورة مكثفة تختص بطرق ومناهج التدريب؛ حيث عاد معززًا بالثقة والعلم الذي يحتاجه المدرب المحترف.
وتم اختياره للعمل كمدير للمبيعات في دولة الحبشة في مدينة أسمره، وتسبب اندلاع الحرب في أرتيريا والانقلاب الذي حصل على إمبراطور الحبشة في اتخاذ قرار عودته سريعًا إلى أرض الوطن تاركًا وراءه أجمل الذكريات التي عاشها في تلك البلاد التي يزورها المطر يوميًا كل ظهيرة. ولم يطل به المقام في جدة؛ حيث تم توجيهه من الأستاذ عمر الشريف مدير عام الإقليم حينها للانتقال إلى مصر، والعمل في مطار القاهرة كمدرب وكمساعد لإدارة موسم المدرسين، انتقل بعدها للعمل في ليبيا كمدير للفرع، وتمكن خلالها من تأسيس مكتب للخطوط السعودية، ورأس فريق شركات الطيران في المنطقة، وساهم في بناء علاقات جيدة مع كبار المسؤولين لازال يعتز بها إلى الآن.

الجحدلي رجل العام ٨١ محطة القاهرة

وعادت القاهرة تدعوه إليها من جديد كعروس تبحث عن عريسها؛ حيث تم تعينه مديرًا لخدمات الركاب بمطار القاهرة، وبدأ العمل بكل حماس، واستفاد كثيرًا من حضوره لدورة إدارية سابقة كانت تركز على مفهوم (الإدارة بالأهداف)، وقرر أن يطبقها بشكل عملي في إدارته الحالية للعمل، وكانت تطبيقات هذه الدورة تحدد أهدافًا واضحة لكل قسم وطريقة فعالة لقياس الأداء تعتمد على الإنتاجية؛ حتى اكتمل برنامج تطوير الأداء على أسس إدارية، وفنية، وخدمية في كافة المجالات، وحققت التنافس والجدية التي اشتعلت بين الأقسام بوجود كوكبة من الزملاء السعوديين المتفانين في الخدمة نذكر منهم الأستاذ أحمد عايد الجحدلي -رحمه الله- والأستاذ وهبي محمد وهبي، وعبدالله نامي ورده الجحدلي، وعبداللطيف عبده، وعزم الله الغامدي، وعدنان سليماني وكذلك الأساتذة ناجي أبو صابر، وخالد وحسين سهل، وعثمان زكريا، وجميل جاوه، وعبد الرحمن الهلالي، والأستاذ عبد الله الطيب في إدارة الصيانة؛ حيث كان أكبر داعم في تولي السعودية مسؤولية صيانة الطائرات والمعدات في مطار القاهرة، والمرحوم الأستاذ محمد العبدلي في إدارة العمليات، والأستاذ غازي ناغي؛ بالإضافة إلى مجموعة عالية الدراية من الأخوات والأخوان المصريين، والذين بتدريبهم وتهيئتهم تولوا بعد ذلك إدارة المحطة بكفاءة وتميز.

كما زادت عدد الرحلات بين المملكة ومصر في بعض الأيام إلى (٢٨) رحلة يومية، ونقل أكثر من (١٥٠٠٠) راكب في الاتجاهين، وقد كانت أيامًا لم تترك وقتًا لالتقاط الأنفاس، لكن نشوة الإنجاز وتعاون وتسابق كافة الإدارات في الخطوط السعودية؛ لتقديم الدعم والمساندة جعلت النجاح يتضاعف، ويكون له مذاق خاص. أضف إليه الحس الإنساني والمعاملة الراقية والمشاركة الشخصية بما في ذلك قيام المسؤول بنفسه بدفع عربات العفش، والنزول إلى الساحة وتوفير الإمكانيات، ودفع الأجور الإضافية في وقتها، وإعطاء وتفويض الصلاحيات، وتشجيع وتحفيز العمال والموظفين والاحتفال، وتكريم المميزين فهي تفعل فعل السحر في تحفيز الموظفين. لا غرو بعد ذلك أن تحتل محطة القاهرة المركز الأول في الخدمة؛ ونتيجة لهذه النجاحات المتتالية والتميز في الأداء تم ترشيح، واختيار فارسنا من قبل شركات الطيران العاملة في القاهرة لإدارة اتصالات شركات الطيران في المطار مع الجهات الحكومية مما عزّز مكانة الخطوط السعودية أكثر وأكثر.

وخلال إدارته لمحطة القاهرة تشرف بالحصول على لقب رجل التسويق الأول، وحصول محطة القاهرة على المركز الأول والثاني في الخدمة لعامين. لقد كانت أيامًا زاهرة حافلة بالعطاء مكللة بالنجاح والتحدي، وبحسن العلاقات والتواصل الفعال مع الجهات الحكومية في مصر تمكنت الخطوط السعودية حصريًا دون غيرها من الانتقال إلى صالة جديده خاصة ومستقلة لخدمة ركابها سُميت صالة الخطوط السعودية كأكبر نجاح لها، وما كانت لتحققه لولا بروز أدائها الرفيع وخدماتها الراقية وعلاقاتها القوية مع الجهات المسؤولة في مصر، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل تمكنت من خدمة طائراتها بالكامل في الصيانة، والشحن الجوي، ومركز تموين الوجبات، وإعداها، وحفظها بطرق صحية فائقة الجودة .

وبعد ثلاث سنوات من العطاء المتواصل تمت ترقيته وتولى رئاسة وإدارة مكتب الخطوط السعودية بجمهورية مصر العربية خلال الفترة من عام ١٩٧٨م إلى ١٩٨٢م، وشهدت هذه الفترة إبداعاته التي لا تنتهي، وكفاحه الذي كان في كل لحظة ينّطلِق ويبتدئ، وفُكّرِه الذي إلى الآفاق العالية يروم ويبتغِي، وجُهدَهُ الذي إلى القِمم الشاهقة يتجه ويعتلِي، وتمكّن بعزيمة فذة وشخصية إدارية إلى تحقيق أهدافها دائمًا متوجهة ومنصبة أن إنشاء مبنى جديد للشحن في مصر كان الأول من نوعه خارج المملكة، وساهم في ربط محطة القاهرة بمحطات أوروبية عديدة بالتنسيق مع إدارة تخطيط وجدولة الرحلات، الأمر الذي أدى إلى تحقيق السعودية لعوائد ومكاسب مالية كبيرة .

كما عمل على تجديد مبنى الصيانة، وتحديث المعدات واﻷجهزة بالتنسيق مع بعض الشركات اﻷجنبية العاملة في مطار القاهرة مثل شركة لوفتهانزا وTWA والخطوط البريطانية آنذاك، وإرسال كوادر من موظفى الصيانة والمشرقين والفنيين لحضور دورات خارجية للاستفادة من الخبرات العالمية فى هذا المجال بالتعاون مع شركات الطيران التي لها ارتباط وثيق مع السعودية . كما تم في عهده إنشاء مبنى للتموين والتجهيز في القاهرة، وتجهيزه على أعلى المستويات، ودعمه بالكفاءات البشرية المتخصصة، وقد حرص على فتح جسور علاقات واسعة المدى مع الهيئة العامة للطيران المدنى وكافة السلطات الحكومية بمطار القاهرة من جمارك وجوازات وهيئة الميناء واﻷمن العام والحجر الصحى، وكان يمتلك له قبولًا كبيرًا في كثير من الأوساط، ويتمتع بحب صادق وأواصر عميقة مع شخصيات بارزة ومناصب رفيعة؛ وذلك أسلوبه الراقى وأدبه الجم وفكره العالي مما سهل الإستجابة للسعودية في كافة مطالبها من الحصول على تصاريح لرحلات إضافية عديدة فاقت كل التوقعات خلال مواسم العمرة والحج وسفر المدرسين دون أن يكلف السعودية الرسوم الباهظة التى تتحملها الشركات اﻷجنبية اﻷخرى، وذلك بحكم ارتباطه الوثيق بالجهات السيادية التى تتعامل معه بكل الود والترحاب والثقة.

وفي عهده تم افتتاح مكتب حجز ومبيعات تذاكر بسور نادى الزمالك في شارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين، وكان مكتبًا رائعًا من حيث التصميم والتجهيز واﻹعداد والتنسيق زاره معالي الكابتن أحمد مطر-رحمه الله- وأشاد به وكذلك السفير السعودى بمصر آنذاك عبد الرحمن أبا الخيل.
كانت ترقيته كمدير للسعودية في مصر نقلة نوعية وزيادة في المسؤولية؛ حيث حرص على الاستمرار في تطبيق مبادئ الإدارة بالأهداف، واستمر دعم الإدارة العامة له، وعلى رأسهم معالي الكابتن أحمد مطر تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جناته، والأستاذ عدنان الدباغ، والأستاذ هشام البسام تغمده الله برحمته، والأستاذ علي محرق، والأستاذ هشام شبكشي، والأستاذ محمد الحسون، والأستاذ رضا عبد الجواد، والأستاذ عبد القادر برهان، والأستاذ حمود الجديبي، والأستاذ عبدالله هويدي، والأستاذ المرحوم عدنان الشيبي، والمرحوم محمد سعيد باناجه، والمرحوم أحمد أبوبشيت، والمرحوم رضا حكيم الذين كانوا خير عون له.

وحانت الرغبة في الاستفادة من خدماته في مقرّ آخر، وتقررت عودته للمملكة العربية السعودية ليعزف في مركز آخر وتمت ترقيته لوظيفة أكبر، ودّعتّهُ مصر بحب في حفلٍ مهيبٍ وكبيرٍ وتكريمٍ عظيمٍ لا يحظى به حتى أهم سفراء الدول الكبيرة، واجتمع محبوه من كل حدب وصوب صغارًا وكبارًا من مسؤولين وأشخاص بسطاء ليقولوا له: شكرًا (أبا سامي) على ماقدمت شكرًا (أبا سامي) على ماتركت وراءك من أعمال تشهد لك بالإخلاص والمهنية العالية، كما ودّعهُ العاملون في مكتب السعودية بالقاهرة بالدموع والدعاء له نظير ماقدم وماصنع من تاريخ، وماقدم من عطاء.

الجحدلي ولقاء باسم مع السفير القصيبي -يرحمه الله-

ولأنه كان رجل المهمات الصعبة والقيادي الذي يحترم ويقدّر رؤساءه، ويخلص الجهد والعطاء لشركته ويدعم ويساند موظفيه، فقد جاءه تكليف للعودة للوطن والانتقال لوظيفة أعلى وأكثر تحديًا على وظيفة مدير عام للمبيعات والحجز بالرياض تلك المدينة الساحرة والحبيبة إلى قلبه في عام ١٩٨٤، وهو التوقيت الذي تم فيه الانتقال من المطار القديم لمطار الملك خالد الدولي -رحمه الله-، وفتح المجال وقتها لكافة شركات الطيران أن تعمل من المطار الجديد.

وياله من تحدٍ يليق بقائد مثله! ومرة أخرى كان لابد من الاستعانة بتطبيقات الإدارة بالأهداف والتدريب المكثف، وتعاون معه الزميل شرف الشريف من إدارة التدريب؛ لوضع وصف وظيفي للوظائف، والاهتمام بشؤون الحجز، والتعامل مع المتصلين، وكذلك التعامل مع وكلاء السفر والسياحة والجهات الحكومية والطلبات الخاصة، وقد حصل على دعم كبير من زملائه القيادين في كافة قطاعات السعودية، ويأتي من بينهم الأستاذ إبراهيم الدغيثر، والأستاذ عيد الكلابي -رحمه الله-، والأستاذ مصطفى معوض، والأستاذ شوقي مشتاق، والأستاذ سري إسلام -يرحمه الله-، والأستاذ عبدالله الجهني أمام مواجهة المنافسة الحقيقية من قبل شركات الطيران التي بدأت عملها من الرياض، وتم عمل هدف بيعي وخدمي لكافة موظفي الحجز والمبيعات، ويتم مراجعة الأهداف البيعية لكل مكتب لمراقبة وتقييم ماتحقق، حقًا، ما أجمل تطبيقات الإدارة الفعالة وما أنجع نتائجها على أرض الواقع .

ثماني سنوات قضاها أبو سامي في الرياض من أجمل سنوات العمروالعمل تم فيها تجديد مكتب المطار القديم، والبدء في بناء مكتب حجز ومبيعات في الحي الدبلوماسي، وتشجيع لوكلاء السفر والسياحة وأداء متميز لعمليات الحجز وحصة تسويقية أكبر للسعودية، لقد كانوا رجالًا من خيرة الرجال في الالتزام في كافة المواقع . كما طبق لأول مرة نظام العمل الاختياري لموظفي الحجز على فترتين، وعمل برنامج تحفيزي لهم؛ ليكون وجود بعض الموظفين وقت ذروة الاتصال في فترتي الصباح والمساء.
وعلى الصعيد الشخصي، كانت الرياض أحد المحطات المهمة في مسيرته الوظيفية التي تعلّم منها الكثير، وتوطدت علاقاته وصداقاته مع شخصيات مميزة لها أهميتها في المجتمع، وكان بابه مفتوحًا لايرد سائلًا، ويقوم بزيارات للمسؤولين في الشركات، والوكالات، والدوائر الحكومية، وعمل اللقاءات الصحفية، والتلفزيونية؛ بهدف الترويج للمبيعات والخدمات .

وكانت فترة عمله في الرياض هي الأكثر تنوعًا وإمتاعًا على المستوى العملي، والشخصي، والتعليمي له ولأسرته، وكان لها مردود عظيم على حياتهم جميعًا وهو ودائمًا مايشير لذلك. ثم عرض عليه مساعد المدير العام التنفيذي للتسويق الأستاذ إبراهيم الدغيثر منصب مدير عام إقليم أوروبا وأمريكا، وعاد إلى جدة؛ ليبدأ تجربة جديدة، وكان العمل في إقليمي أوروبا وأمريكا مرحلة تعليمية وسعت من خبراته ومعلوماته، وبفضل دماثة خلقه وتعامله الراقي وجد كل الدعم والتعاون من مدراء السعودية في المناطق التابعة له حول العالم، ومدراء المبيعات والخدمات المحليين في تنفيذ الأهداف، وتحقيق إنجازات متعددة تشمل زيادة في عدد الرحلات، وفتح محطات صيفية كمحطة أورلاندو في أمريكا وقبرص، وغيرها من الإنجازات في مواسم الحج والعمرة والرحلات المواصلة إلى ومن أوروبا وأمريكا، ودول في آسيا عبورًا بالمملكة.

وكانت من أجمل الذكريات له في هذين الإقليمين المهمين هي مرافقه معالي المدير العام الدكتور خالد بن بكر لزيارة معظم المحطات في أوروبا وأمريكا؛ فقد كانت رفقة لاتنسى في معرفة شخصية مساندة وحريصة على تطوير الخدمة، ولعل اللقاء بمعالي السفير الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله-، وتواصله معه عن قرب من أمتع التجارب الثرية والملهمة التي لازال يذكرها ضيفنا بكثير من الاعتزاز والاحترام؛ فقد كان معالي السفير غازي شخصية فذة لاتملك إلا أن تحبه وتحترمه، وتعجب به، وكم من الشخصيات، والسفراء، والملحقين التعليمين، والرجال الأفذاذ الذين قابلهم وتعرف عليهم، وكان حب الوطن هو ديدنهم وحديثهم في كل حين.

ويتهلل محيا ضيفنا حين يتذكّر زيارته للولايات المتحدة الأمريكية واللقاء الرائع مع سمو الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة في أمريكا، والذي كان نجم الدبلوماسية في ذلك الوقت، ولازال وسيستمر في ذاكرة السياسة الدولية كأحد أبرز رجالاتها ودبلوماسيها المؤثرين.

الجحدلي مع سفير المملكة في بريطانيا د غازي القصيبي، ود. خالد بن بكر مدير عام الخطوط السعودية في حفل افتتاح مكتب السعودية في فيكتوريا

كما يذكر بإعجاب لقائه مع الرئيس الأمريكي السابق السيد (ترامب) قبل أن يصبح رئيسًا لأمريكا، والذي يقول عنه كان اللقاء رائعًا؛ حيث استأجرت السعودية مكتبًا في برجه الشهير في نيويورك، وفي حفل افتتاح المكتب، جاء ليلقي كلمة ترحيبية بالخطوط السعودية؛ وليشيد بعلاقاته مع كثير من الشركات في المملكة ورجالاتها، كان لامعًا وقويًا، ولديه شخصية جاذبة ومدهشة. وفي ذلك الوقت كانت محطة لندن من أكبر المحطات الأوروبية لذلك فلا غرابة أن تحظى بالعدد الأكبر من الرحلات والاهتمام؛ ولذلك تم شراء مبني كامل للخطوط السعودية للإدارة والحجز والمبيعات، وبقية الإدارات، وتم التأجير لبعض من المبنى لجهات خارجية، وكان صاحب القرار المهم والداعم في هذا الشأن هو سعادة الأستاذ هشام البسام -رحمه الله-، وكان الزميل خالد البلوي مدير السعودية في بريطانيا هو من أشرف الرجال، واهتم بتجهيز المبنى، والذي يعتبر علامة بارزة في تمركز الخطوط السعودية في قلب العاصمة البريطانية في فيكتوريا، وبجوار محطة القطار والمترو.

تعلم واستفاد كثيرًا من عمله في إقليمي أوروبا وأمريكا فكل بلد في أوربا له نظامه، وكل ولاية في أمريكا لها نظامها أيضًا، وهناك النقابات والأمور القانونية، والتي لابد من الاحتياط لها فكل كلمة محسوبة، وكل إشارة لها تفسير؛ فالاحتياط واجب، والحرص على بروتوكول التواصل مهم جدًّا وحتى ارتداء الملابس والأحذية لها معنى واستدلالات فما بالك بثقافة العمل، والأكل، والشرب، والوقوف، والجلوس، والاستماع، والتواصل، وفهم الثقافات المختلفة والمتعددة؛ حيث إنه لامجال هنا للخطأ في التواصل، وفي الخطاب، وفي التعامل بشكل عام .

ونتيجة لإبداعاته المتواصلة، وعمله الدؤوب، وعلاقات العمل الرائعة التي يصنعها، ويجيدها بامتياز وسماته القيادية اللامعة تم اختياره من معالي المدير العام الدكتور خالد بن بكر لشغل وظيفة مساعد المدير العام لخدمات ومبيعات الركاب، وقد شهد له تاريخه بالجودة؛ حيث إنه قد عمل في الخدمات كمدير ، على علم ودراية جيدة بمتطلباتها، وكذلك عمل كمدير للسعودية في مصر، وكان عمله يشمل الإشراف على المبيعات والحجز والخدمات، وما تلا ذلك من عمله كمدير عام للمبيعات والحجز في الرياض. لذلك لم يجد أي صعوبة في فهم متطلبات ومسؤوليات هذه الوظيفة التنفيذية الهامة.

لعل أجمل ما في هذه الوظيفة هي الشمولية في الإشراف على كل المناطق، ومحاولة توحيد المفاهيم، وتنسيق الأهداف، وتكامل الجهود، والاستفادة من النماذج الفريدة لكل منطقة، ونقل خبرتها للمناطق الأخرى، ويذكر ضيفنا المتميز أنه ولحسن الحظ والتخطيط الجيد الذي واكب الهيكلة الإدارية في الخطوط السعودية؛ فقد كان لديه مساعدون في المحطات الرئيسية، والأقاليم الداخلية والخارجية ممن كانوا على أعلى مستوى من المعرفة والخبرة، وقد تعلم منهم وتبادلا سويًا المعرفة والخبرات، وحققوا جميعًا ما أوكل لهم من أهداف وخطط استراتيجية طموحة، وقد بذل الجميع جهدًا كبيرًا ومضاعفًا في زيادة حصة الخطوط السعودية في الأسواق، وكذلك حصتها في نقل الحجاج والمعتمرين، وتحقيق عوائد ربحية ملموسة يشهد لها كل المنصفون.

وفي لحظة تاريخية لاتنسى من لحظات الزمن الجميل تم تكليفه من معالي المدير العام الأسبق د. خالد بن بكر بمهمة تاريخية في أواخر عام ٩٩م تتضمن رئاسة فريق عمل من مساعدي المدير العام يتولى صياغة وتحديد التوجهات الاستراتيجية للمؤسسة خلال الخمس سنوات من عام (٢٠٠٠-٢٠٠٤م ) في مرحلة حساسة ومليئة بالتحديات والظروف التشغيلية الصعبة التي تنوء بحملها الخطط التشغيلية لكبرى الشركات في العالم.
وقد اجتمع الفريق، وكان معهم الدكتور صالح فقيرة من إدارة التدريب ليقرروا كيف يبدأون هذه المهمة الصعبة، وبعد تداول ومراجعة اتفقوا على وضع الخطط المناسبة وبلغة واضحة وواقعية، حيث بدأوا أولًا بتثقيف أنفسهم أكثر بأدوات، ومراحل التخطيط في تواضع يحسب لهم مما قادهم للتواصل مع الجامعة الأمريكية في بيروت لإعطاء دورة مكثفة لجميع أفراد الفريق عن طريقة وأسلوب عمل التخطيط الاستراتيجي، وكيف تحدد نقاط القوة ونقاط الضعف والتحديات والفرص المتاحة، وبما يسمى بنموذج SOWT للتحليل وغيرها من النماذج، ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا إلى شركة طيران دلتا، وأطلعوهم على كيفية عمل خططهم الاستراتيجية، ومنها انتقلوا إلى مدينة سياتل الأمريكية لمقابلة المسؤولين عن التخطيط في شركة بوينغ للتعرف على كيفية إعداد خططهم، وساعدتهم هذه الجولة التثقيفية في نقل تجارب الشركات العالمية، وسبر أغوار مصنع الخطط الاستراتيجية.

وامتزجت الخبرات الدولية مع الخبرات المحلية السعودية التي ظهر دورها جليًا في الحوارات والمناقشات التي كانت تتم بين أعضاء الفريق ومسؤولي القطاعات والإدارات المتخصصة، ومنهم الأساتذة محمد باجبع، وأحمد جزار، وعدنان الدباغ، وعبد العزيز الحازمي، وعبد الله الجهني، ومحسن جنيد، ومحمد عبدالعال -رحمه الله- وعبدالرحمن الزمعي، ود. عبدالعزيز بشير، وإسماعيل صديق وجمال عابد، وتم الاجتماع بكل إدارات المؤسسة والصفوف الأمامية، ونخبة من عملاء السعودية لتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة، وكل مايشمل الخدمات والمبيعات، ولم يترك أمرًا إلا تم التطرق، وجمعت معلومات لاحصر لها، وكان عليهم أن يحللوا كل هذه المعلومات لتشخيص الواقع بأسلوب علمي للخروج بعد ذلك بوصفة التاييد والمباركة لبعض الجوانب والتغيير للأحسن أو الاستبدال لجوانب أخرى (كانت أيام من أجمل الأيام؛ حيث اتحد الفريق وانسجم وابدع)، ومن كل ذلك تم عمل وتقديم التوجهات الاستراتيجية للخطة الخمسية، وعرضت على معالي المدير العام والتنفيذيين في اجتماع خاص، وأُقرّت وعرضت تفاصيلها بعد ذلك في المؤتمر السنوي للتسويق .

وأصبح للسعودية خارطة طريق واضحة المعالم محددة الاتجاهات سهلة القياس استطاعت من خلالها كافة القطاعات أن تركز على أعمالها، وتضع خططها التفصيلية وبرامجها المستوحاة من معالمها وأجوائها .

الجحدلي يتسلم جائزة افضل مدير محطة من هشام البسام مساعد المدير العام التنفيدي للتسويق يرحمه الله بحضور معالي الكابتن احمد مطر مدير عام الخطوط السعودية

واليوم ونحن نشاهد ماتحقق من إنجازات ونبصر ما تم تطويره من خدمات نعرف قيمة هذا القيادي الذي أهدانا هو وفريقه مصباح علاء الدين الحقيقي بثماني أمنيات كل أمنية تنير حلقة من الحلقات، وتراعي جانبًا من الجوانب الهامة في مسيرة التطوير لهذا الكيان الشامخ بتاريخه، والغني برجالاته المخلصين المبدعين .
لهذا لم أجد أغلى من تكريم يليق به أجمل من أن أعرض لكل محبيه اليوم هذه التوجهات والاستراتيجيات الثماني الرائعة للفترة من ٢٠٠٠-٢٠٠٤م التي ساهم ضيفنا وزملاؤه في فريق العمل في بنائها، والدور الرائد الذي توصل إلى تحديدها حتى أصبحت هي نهجنا الذي نسير عليه، وطريقنا الذي نتجه إليه؛ لأنها رُسِمتْ، وكتبت بخبرة وذكاء ورؤية ثاقبة صادقة، وبسبب صدقها بقيت قابلة للاستمرارية، والتجديد، والتحديث، والتي كانت على النحو التالي:-
▪ إنشاء وتطوير بنية تحتية عالمية المستوى تمكن السعودية من القيام بكافة أنشطتها.
▪ تحقيق مستويات متفوقة من رضاء العملاء تعادل أو تضاهي ما يحققه المنافسون.
▪ تحسين الوضع المالي للمؤسسة.
▪ أن تكون في مقدمة الناقلات الجوية تطبيقًا واستخدامًا للتقنية.
▪ زيادة الإنتاجية والكفاءة؛ لتتماشى مع معدلات صناعة النقل الجوي.
▪ رعاية وتطوير قوى عاملة ذات المستوى العالي من الالتزام والتحفيز موجهه لخدمة العميل.
▪ البحث عن أسواق جديدة، واستغلال الفرص التسويقية المتاحة، وتطوير تحالفات إستراتيجية جديدة.
▪ الاستفادة القصوى من عناصر تميزنا، وقيمنا الحضارية.
والحقيقة أن هذا الإبداع الفكري والتخطيط الاستراتيجي الذي رسمه هذا الفريق المحترف بقيادة الأستاذ عبدالحميد الجحدلي قبل مايزيد عن ٢٠ عامًا هو ما تحقق للآن على مدى هذه السنوات القصيرة في عمر الزمن يصب في هذا الاتجاه، وينبع من هذا المصدر، ويسترشد بهذه الخريطة، لله درك يا أستاذ عبدالحميد. لقد كنت سابقًا لعصرك ومبدعًا في فكرك أنت وفريقك الذي تصدى لهذه المهمة الكبيرة، ويكفي أن أقول لك اليوم لقد حققنا الكثير من هذه الاستراتيجيات الرائعة، وقام زملاء من بعدك بتحديثها وتطويرها، وتحقيق الكثير منها حتى وصلت السعودية اليوم بفضل هذا الجهد التراكمي المتواصل لمرتبة الخمس نجوم.

وحين وصل إلى سن التقاعد وحان الترجّل، أمسكت بيده أعماله الجليلة وسألته تأجيل المغادرة لعام إضافي وعليه مددت خدمته لعام بعد سن التقاعد ثم ترك غادر كرسيه عند حبيبته السعودية، وترك قلبه الصادق، وعمله المتقن فيها ليحل فارس آخر في هذا المنصب، وما أكثر المرشحين، وسلم مكتبه لزميل كفء هو الأستاذ عبدالرحمن محبوب، وهو اسم على مسمى. فالخطوط السعودية زاخرة بالكفاءات، ومن تقدم، وتحسن ورقي إلى رقي أفضل وأكبر، وستستمر في التقدم والمنافسة وتحقيق أهدافها وحصتها في الأسواق، وستستمر ترفع علم المملكة العربية السعودية عاليًا أينما حطت طائراتها.

أما ضيفنا الكبير الذي لا يمكن أن يترك الإبداع، وحب العمل؛ فقد تفرغ اليوم للعمل الخيري في موطن رأسه كرئيس لمجلس إدارة الجمعية التعاونية ثول للإسكان والتطوير؛ حيث سيواصل إبداعه وحبه للعمل الدؤوب؛ وحيث يكون إضافة لكل مكان ينسب إليه.

Related Articles

14 Comments

  1. اشكرك أخي حسن على ما ذكرته في استاذنا الكبير ابو سامي عبدالحميد الجحدلي ،، الرجل الذي لا يمكن ان نوفيه حقه فقد تشرفت بالعمل والتدرب تحت ادارته لأول مرة عندما كان مديراً عاماً للمبيعات بالرياض وكنت بمسمى مشرف تنشيط مبيعات، وبيني انا وهو 4 مستويات اداريه ولكنه بحكمته رأى فينا شيئاً لم أكن اعرفه واصبحت جزء من فريقه القريب بالرياض وكلفني بملف مشروع (العربي) المخصص لربط الوكالات بنظام آلي مع السعوديه، ثم تشرفت بالعمل معه لاحقاً بعد ان اصبح مساعد المدير العام لخدمات الركاب والمبيعات.
    ابو سامي رجل ادارة لن يتكرر ويملك بُعداً انسانياً عجيباً ولديه قدرة على التحفيز المعنوي والخطي وادارة العمل الجماعي وفرق العمل المختلفه بتميز عجيب.

    كم كنت اتمنى أن اراه سفيراً لبلدي المملكة العربية السعوديه كونه يملك كل الصفات التي اراها في سفير بلاد الحرمين الشريفين حفظها الله وحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الامين وحفظ الله امنها وامانها.
    اكرر الشكر لك اخي حسن واسأل الله أن يحفظ ويمتع استاذنا ابو سامي بالصحة والعافية.
    وللجميع تحياتي
    محمد بن عبدالله العمري – جدة

  2. ماشاءالله انجاز رائع لرائد من رواد الخطوط السعودية ابدع وانجز في مجال عملة وترك اثرا وبصمة قويه في هذا الصرح الرائع المهم .. بمثل هذه القامات نفتخر فهم قدوة ومثال يحتذي بهم شبابنا وبناتنا..
    الشكر موصول لكاتبنا الاستاذ حسن على هذا السرد الجميل

  3. أكرم وانعم بأبي سامي. تشرفت بالعمل تحت ادارته. قيادي من طراز نادر يجمع بين اللين في غير ضعف والحزم في غير شدة. لديه أسلوب مميز في التواصل وبناء العلاقات لمصلحة العمل. تميزه ابتسامة صادقة وأناقة ظاهرة في مظهره وأسلوب حديثه.

  4. عمل جبار عظيم واثر بارز لقيادي من قادة الخطوط السعوديه استطاع بتوفيق الله ومجهودة ان يرتقي بهذا الصرح العظيم ومثال يحتذى به لشبابنا وبناتنا نفخر حقيقة لوجود مثل هؤلاء القادة المتميزين اسال الله تعالى ان يجعل ماقام به في ميزان حسناته وان يبارك له
    ولا ننسى كاتبنا الكبير الاستاذ حسن العمري على تسليطه الضوء على هؤلاء القادة المتميزين

  5. كلما ارتفع مستوى التأمل والاشتياق زادت قدرة الكاتب الصحفى على أن يستجمع ناصية العمل الكتابي في ذهنة كاملا ليبث على الورق اسرارا تبوح به حروفه
    .وإشارات كأنها ومضات عن شخصيات صنعت حاضرا وربطته بالماضي وتحكي مواقف اجتماعية جديرة بالإذاعة والتسجيل…
    لقد رسمت في مقالك الموجز صورة شخصية بالغة الدلالة ليس عن الأستاذ عبدالحميد الجحدلي..ولكن تحدثت بصفاء صورة عن اسرته والبيت الذي احتضنه وقدمت لنا وثيقة اجتماعيةللاسرة البسيطة وااكادحة ..وقرية ثول بأهلها وناسها وماضيها….
    وسطرت حروفا شجية واغنية عشق ونداء للذوبان في المكان والزمان..المكان هو الخطوط السعودية..والزمان هو تلك الفترة الخصبة والرائعة من تاريخها العتيد والمستمر..
    سطور مكتوبة بكثافة تشتعل بالحياة يرتاد كاتبها افاقا جديدة في شكل تجربة إنسانية مليءة بالحيوية والعمل..
    وكما اشرتم في مقالكم الجميل فان من الصعب اختصار إسم عبدالحميد الجحدلي في صفة واحدة..او الحديث عن دوره في الوظائف التي تولاها..فهو قد عاش رحلة مديدة تنقل خلالها بين محطات شتى تكمل إحداهما الأخرى ..وفي جميع هذه المحطات أوجد ابو سامي لنفسه موضع قدم عميقة ومساحة مختلفة جديرة بأن تروى بداية من خطواته الأولى في قريته ااوادعة على ضفاف البحر..حتى أصبح الإسم اللامع في المشهد الكبير للخطوط السعودية التى احتضنته متدربا مع العديد من زملاءه خريجي المدرسة التجارية المتوسطة والذين أصبح للعديد منهم شأن كبير فيما بعد..
    لقد جاءت كلماتك عن الأستاذ عبدالحميد الجحدلي حفظة الله لتغور في تقاطع رحلات العديد من الشخصيات التي عملت بجهد كبير في الخطوط السعودية وازحت الستار عن مراحل هامه في مسيرة هذه المؤسسة الوطنية الرائدة ..بتفاصيلها الجميلة في سرد ممتع وشفاف ملى بصدق البوح والاعتراف بالفضل لأصحابه..
    وقدمت للقراء صورا لشخصيات حملت في داخلها ثقلا انسانيا وثقافيا مع إرادة وثابة ومجاهدة امينه وفكر مستنير..فحققت لنفسها النجاح بتوفيق من الله تعالي ..دمتم جميعا بخير

  6. اخي ابا نواف، اهنئك على رصد هذا الكم الهائل من الاخبار العملية في سيرة هذا القيادي البارز الذي تشرفت بمعرفته والعمل معه لسنوات طوال (مع اختلاف تخصصاتنا والذي لم يسمح بالكثير من التفاعل المباشر )، غير انني تشرفت بالتعامل معه من خلال اجتماع التواصل الاسبوعي الذي كان يضم معالي المدير العام وكافة التنفيذيين و الذي كنا عضوين اساسيين فيه ، وقد وجدته في جانبه العملي رجل واسع المعرفة بشؤون ادارته، مخلص في عمله، خلوق في تعامله، بما يتطابق مع ما وصفته به في مقالك الجميل، ثم سعدت بمعرفته عن قرب ضمن كوكبة من رجال الادب والادارة والصحافة الذين كانت تجمعنا بهم لقاءات ثقافية اسبوعية غير ذات علاقة بالعمل، كان منهم الكابتن احمد مطر و الاستاذ عبدالله خياط و والاستاذ عبدالله ابو السمح والاستاذ عابد خزندار (رحمهم الله جميعاً)، و الاستاذ سهيل خزندار والاستاذ حسين ابو راشد، الاستاذ ايمن حبيب، والاستاذ عبدالله باجبير، و الاستاذ هاشم الجحدلي و عدد اخر من الاصدقاء، وقد وجدته رجل واسع الاطلاع ، متنوع الثقافة، مرهف الاحساس، متوقد الذهن، يحاور محدثه بعلم وادب، و يحسن الاصغاء كما يحسن الحديث لديه قدرة فائقة على كسب ود واعجاب الاخرين، وعلى فرض احترامه عليهم، وكنت ولا ازال اتابع ابداعاته الشعرية و استمتع بها مكتوبة و مغنّاه، واترقب جديده، و انا من المعجبين بحيويته و تجدّده حفظه الله،،،

    تحياتي لك وللحبيب ابا سامي واتمنى لكما حياة طيبة ملؤها الصحة و السعادة والابداع،،،،

  7. احسنت اخي حسن باختيار الاستاذ عبدالحميد الجحدلي كشخصية متميزة فعاله في مسيرة الخطوط السعودية وتقدمها. واتفق معك في كل ما ذكرته من صفات وانجازات لهذه الشخصية التي تتسم بالهدوء والزينة والانظباط والحرص علي تحقيق النتايج.
    خلال تعاملي مع الاخ عبدالحميد ، كان يتصف بالاحترام ، والانصات، والعمل بروح الفريق الواحد. حقا من جد وجد ومن سار علي الدرب وصل بالعمل الجاد و وضوح الرؤيه والصبر. الي الامام دائما اخي عبد الحميد.وفقكم الله.

  8. أنعم وأكرم بالاستاذ ابا سامي، اخي حسن لقد كتبت واجدت الوصف وكنت أميناً بالغ الامانه عن سيرة عطرة لرجل خدم الخطوط السعودية رجل دمث الخلق يمتاز بشخصية جذابة ذا فكر نيّر، كان من الرعيل الذي ساهم في رفعة الخطوط السعودية، عرفته عن بعد
    كان يعمل في الخطوط السعودية في القاهره ولم اتقابل معه في حينها وعلى الرغم من أنني لم اتقابل معه في حينها الا ان شذى سيرته كان فواحاً ذا عبق جميل كان محل حب وتقدير من الجميع ثم عمل مديراً عاماً في أوروبا وكنت اعمل في إدارة العائد وكان يتواصل مع الجميع والكل له صديق، انعكس إثر هذا التعامل الراقي على مؤسسة الخطوط السعودية وحين التقيت معه كنت بصحبة الاستاذ عبدالقادر برهان أدركت أكثر وكنت مدركاً أن هذا التقدير والاحترام من الجميع لم يأتي من فراغ فكان رجلاً لم يغتر بجاذبية المنصب بل كان لطيفاً ذا خلق جميل
    اخي حسن لقد أحسنت صنعاً وأجدت وصفاً لقامة عظيمة حسن تحدثت عن الاستاذ عبدالحميد حميد الجحدلي ونيابة عن كافة الزملاء فأنني أعظم لك الشكر واهنئك على براعة قلمك الأمين الذي كان لسان حال جميع من تعامل مع الاستاذ عبدالحميد.
    لا أعرف كيف ارتب الكلمات وقد كانت لا تعجزني فقد كانت ولا تزال طوع بناني الا انني وقفت عاجزاً عن الكتابه حين تحدثت عن قامع عظيمه صديق والأخ والزميل والمعلم عبدالحميد الجحدلي أكرر لك شكري وامتناني

    محمد حسن الردادي الحربي
    المدينة المنورة.

  9. الأخ العزيز ابو سامي
    يا لها من اضاءة احسن صياغتها ووثق لها الاخ المبدع حسن العمرى فقد كنت حقاً إداريًا رائعًا يعشق خدمة الناس، ودبلوماسيًا مبدعًا ورجل التواصل والعلاقات الإنسانية الذي لا يرتاح إلا إذا خدمك ووضعك فوق رأسه حبًا وتواضعًا كما قال وقد ابدع فى توضيح حجم وعظم تاريخك المشرِف في العمل والكفاح خارج المملكة وداخلها.
    انها فعلاً وثيقة تاريخية أنصفت تاريخك الناصع والذى يعرفه كل من تعامل معك او كانت له صلة بك. وإذا أضفنا الى ذلك تواضعك الجم ودماثة خلقك ومثابرتك كما قال الاستاذ شوقى فان الصورة قد تكتمل.
    شخصياً اشعر بالكثير من الاعتزاز ان كنت من الذين تعاملوا معك ونهلوا من علمك وخبرتك الثرة فجزاك الله خير الجزاء لما قدمت لنا ولوطنك وهنيئاً لك بهذه السيرة العطرة وحفظك الله وامد فى عمرك وأرجو إيصال شكرى للأخ حسن العمرى، ان كنت على تواصل معه، على هذا السفر الرائع الذى قدمه لنا.
    (ملحوظة: أرجو ان تكون محتفظاً بالراديو الذى اهداكه خالك وانا مستعد ان اشتريه بأي ثمن وبالعملة السودانية كمان)
    ولك اجمل التحايا ابا سامى

  10. حاولت أن أبحث عن وصف لم يرد فيما كتب من شهادات عنك يا أبا سامي كي أبدأ به هذه الشهادة .. لم اجد .. لذلك أخترت أن أبدأ هكذا ..

    أخي الجميل أبا سامي .. لأنك فعلا جميل ..بل بديع الجمال .. في ثناياك وخصالك وأعمالك .. لا زلت أذكر ذلك اليوم الذي كنت أحضر فيه إحتفالا سنويا في محطة القاهرة بعد أن غادرتها كمدير للفرع إستجابة الي ترقية وظيفية .. بعد ان عملت سنوات طويلة هناك .. وكانت قاعة الاحتفال تكتظ بالحضور الفاخر من البشر .. وفجأة دوت عاصف من التصفيق إحتفاءا بمقدمك .. لقد كان هؤلاء زملاءك الذين تعمل معهم كرئيس ومدير وصديق وحبيب لهم أثناء إدارتك للفرع والإقليم .. هذا الإحتفاء كان حبا وتعبيرا وتقديرا لك .. وهي المكافأة التي يستحقها كل انسان صادق مخلص ومحبوب ..

    واليوم يكتب الاستاذ حسن العمري .. صفحات من سنايا سيرتك العطرة .. مكتملة الجوانب .. العملية والانسانية .. وسكب عليها الزملاء من عطرهم الي عطرك اشادة وحبا وتقديرا لك .. لقد أجاد الاستاذ حسن العمري بإمتياز .. وتفوق علي نفسه في كتابة سجلك الذهبي.. وهو يستطرد في وصفه لخصالك الشخصية وقدراتك العملية التي تشهد عليه سجلات خطوطنا السعودية الحبيبة .. حتي وصلت الي ما وصلت اليه ..

    اما الجوانب الانسانية الاخري .. فاستطاع ان يبحر فيها بمهارة العارف الباحث الجاد .. لانه كان صادقا مع نفسه ومؤمنا برسالته .. وهو يكتب شهادة للتاريخ .. فأستطاع أن يكتب وهو يراك من دواخلك بجوانبك الإنسانية التي اعرفها انا .. وتجعلك قريبا من قلوب من يعرفوك او يسمعوا عنك يا أبا سامي الجميل .. كيف لا وانت من يستطيع ان ينظم الكلمات في عقد من النجوم الساطعة ..

    يا ابا سامي .. اثناء دراستي كنت سعيدا ومحظوظا برفقتك .. فأنت رفيق الطفولة .. وصديق الشباب .. وزمالة عمل .. فأنا وانت لعبنا ودرسنا وتشاركنا خطوات العمل في مؤسستنا الغالية .. هذه هي رحلة الحياة الحقيقية كانت ولا زالت هي الرافد الذي انهل منه دائما من عطر اخوتك وانسانيتك الجميلة ..

    ثناء الناس القريبين والبعيدين عنك يا أبا سامي لا يتوقف في حضورك ولا في غيابك .. فأنت ذائع الصيت برؤيتك للحياة .. وتواصلك ومخالطتك بالبسطاء من البشر .. .. فانت مثقفا واديبا وشاعرا .. هذه هي خلطتك الإنسانية كيف لا وأنت من جذور هذه الارض وغرسها .. ومن اعماق بحورها وامواجها .. وتطلعاتك الي سمائها ونجومها المتلالئة .. صنعت منك كائنا متفردا باحاسيس انسانية بديعة الجمال .. جعلت منك الاستاذ عبدالحميد الجحدلي .. الذي نعرفه ونصدقه ونكن له التقدير والحب والاحترام ..

    زين امين

  11. الاخ العزيز ابو نواف. الحق يقال ان ما قمت وتقوم به من تعريف لنا جميعا بما قامت به القيادات التنفيذية السابقة في الخطوط السعودية من صناعة لتاريخ الادارة السعودية. ولعلي اجدها فرصة مناسبة لاقترح عليكم تجميع كل محاولاتك في كتاب مطبوع مع الاكثار من الصور وايضا تكون نسخة منه في صيغة pdf.
    هذه الجهود التي قمت به في رصد هذه التجارب الادارية التنفيذية لجهاز اداري عريق ساهم في نهوض مملكتنا الحبيبة والله يوفقكم.

  12. الزملا والاصدقاء والمتابعين الكرام .
    لايسعني وان اقرأ اضافاتكم وتعليقاتكم الجميله والرائعه على ماقام به الصديق والزميل والحبيب ابونواف حسن العمري من تقديم لسيرتي الذاتيه وبداياتي الدراسيه وعملي بالحبيبه الخطوط السعوديه مع نخبه رائعه من الرؤساء والزملاء والمتعاملين والمعلمين والذين قدموا لي الدعم والمسانده والتقدم في مراحل عملي وما نلته من تقدير ومحبه من خلال رفقتكم وتعليقاتكم ،كانت اجمل تكريم لي ولابنائي وبناتي واهلي جميعا …
    اشكركم واشكر الاصدقاء والمتابعين الذين فاجئوني بتذكرهم لي وبتقصيري في التواصل معهم وادعوا الله العلي القدير ان يجمعنا دائما على الخير وبخير وصحه وسعاده وان يحمي بلادنا وقادتنا وامننا وسلامتنا وان نرى بلادنا الحبيبه وخطوطنا السعوديه في ارقي واعلى المراتب تقدما وتحسنا واتقانا …
    حفضكم الله جمعيا اخوه اعزاء كرام شملتوني بكرمكم وحبكم الذي لاينسى

  13. اباسامي
    اخي وتاج راسي.رجل إداري محنك.شديد الملاحظة .لماح.يتعامل مع اخوانه بصدق وادب وإحترام فرض احترامه علينا محبته وتقديره
    عملت تحت إدارته مديرا عام للإقليم الجنوبي ثم نائب له للإقليم الجنوبي.نهلنا من علمه وادارته
    احببناه اخ صادق.اكن له التقدير والإحترام ماحييت
    محبتنا له بنيت على اسس.فلم يغيرنا الزمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button