عبدالرحمن العامري

عامٌ من الزوبعة الكورونية

عامٌ مضى منذ إعلان حظر التجول في مملكتنا الحبيبة بسبب جائحة كورونا، عام تولى، ولن ننساه ما حيينا، وستدونه سجلات التاريخ على امتداد الحياة البشرية؛ فهو عام لم يكن عاديًا على الإطلاق، بل كان صاخبًا بالأحداث الاستثنائية، مفعمًا بالمشاهد الواقعية زاخرًا بلحظات ما زالت تحبس الأنفاس في كل يوم وليلة، عامٌ بدأ بالداء، وانتهى بالدواء من أجل إنقاذ البشرية من جائحة غير مسبوقة لم تضع أوزارها بعد.
عام بات العالم فيه على صفيح ساخن بسبب الأحداث المتتالية لفيروس كورونا المستجد الذي صنف ضمن قائمة الأوبئة الأكثر فتكًا على مر التاريخ الحديث؛ حيث حصدت هذه الجائحة الملايين من الأرواح حول العالم ما بين وفيات وإصابات، وخلفت آثارًا صحية على الآلاف لم يبرأوا منها حتى بعد مرور أشهر من التعافي، كما تشكّلت بسبب هذا الوباء أزمة اقتصادية عالمية، انهارت على أثرها الكثير من الشركات الكبرى، وتراجعت أسعار النفط بصورة كبيرة، وتوقفت عجلة الإنتاج لمعظم المصانع، وتوقفت حركة التجارة، والصناعة، والسفر، وكل الأنشطة الاقتصادية.
كما غيّرت هذه الجائحة الكثير من العادات والتقاليد التي اعتدنا عليها خصوصًا فيما يتعلق بتبادل الزيارات، والمصافحة، والتجمعات البشرية، في الأعياد والأعراس والمناسبات أو حتى الحزينة منها كالعزاء؛ فأصبح التباعد الجسدي هو السائد طوال هذا العام بالتزامن مع ارتداء الكمامة، وتعقيم الأيدي الذي وصل بالبعض إلى حد الهلوسة من كل شيء حوله، ناهيك عن العزلة الجسدية والنفسية التي كان لها الأثر العكسي على حياة الناس.
أما على المستوى التعليمي؛ فقد أُدرج نوع جديد من التعليم لم يألفه الطلاب من قبل، وهو التعلم عن بُعد ففقد الطالب الاتصال المباشر مع المعلم الذي كان يدفعه للتركيز والمذاكرة بصورة صحيحة، وكذلك الحال بالنسبة للمصالح والمؤسسات الحكومية والخاصة التي كان موظفوها يعملون عن بُعد من المنزل؛ فافتقد العمل بريقه وحماسه الذي كان عليه.
وفي خضم تلك الحرب المستعرة، التي يشنها العالم بأكمله على هذا الوباء، وعلى الرغم من بدء حملات التطعيم ضد كورونا في بعض الدول إلا أن المؤشرات العالمية لا زالت تعتبر النهاية لهذه الجائحة بعيدة حتى في وجود اللقاح الذي أثار الكثير من الجدل ما بين مؤيد له، وبين متخوف ينتظر مضاعفاته، سواء على المدى القريب أو البعيد.
ومما لا شك فيه أن اللقاح أصبح ضروريًا بعد الموجات المتتالية لتفشي الوباء، وسقوط الكثير من الضحايا للفيروس اللعين لا سيما وأن اللقاحات المتاحة الآن، وبحسب ما يؤكده الأطباء تعتبر جميعها آمنة، وتكاد تتشابه في فعاليتها فاللقاح سيفتح أبواب الأمل بانحسار هذا الفيروس -بإذن الله- وعودة الحياة لطبيعتها تدريجيًا فقد اشتقنا لعاداتنا اليومية الأصيلة والأنشطة الحياتية المختلفة، التي افتقدناها طوال هذا العام داعين الله أن تكون هذه اللقاحات ناجعة، وأن يختفي الوباء بشكل نهائي حتى ينعم العالم بحياة هانئة مستقرة.

وخزة قلم:
من أجل عودة وطن يجب أن تعاون لا نتهاون.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button