المقالات

التثقيف الإداري أولًا !!

إيمانًا منه بأهمية الإدارة التّفاعلية، وأخذ رأي المعنيين في بعض المسائل التي قد تحتاج إلى الاستماع إليهم، ومعرفة أفكارهم، ووجهات نظرهم التي تسبق اتخاذ بعض القرارات التي تهمّ الجميع؛ وبحكم مسؤوليته استدعى مجموعة تمثّل النّخبة في نطاق إدارته الكبيرة في اجتماع تأسيسي لعمل معين..له علاقة مباشرة بالمجتمع.
ومنطلقه بأن الرّأيين أفضل من الرّأي الواحد، والثلاثة أفضل من الاثنين، والأكثرية عمومًا أفضل من الأقلية، وهو مبدأ تطبقه الإدارات الناجحة باعتبار أن رأي الأغلبية مرجّح عمّا سواه، وهذا منهج متّبع حتى في أمور الدّين بما عرف بالإجماع، وكذلك في مسائل أخرى تؤخذ الأصوات للتّرشيح والتّرجيح، وهو المعمول به في الانتخابات لأي عمل يتطلب ذلك على مستوى كبير أو ما هو دون ذلك؛ فالقيمة بالفكرة وتطبيقاتها التي تخدم العمل المطلوب.

وقد عرف بأنه قيادي ماهر، وإداري بارع، ورجل ناجح بكل المقاييس، يملك نظرة بعيدة ويحمل فكرًا ثاقبًا .. يتعامل بنضج، ويخطط بوعي، ويحرص دائمًا على التميّز الذي يلازمه في أكثر خطواته لعقليته الفذّة، وبصيرته المتّقدة! يمضي في مسيرته العملية بثقة، واقتدار بعد أن يضع الرّؤية ويعدّ الرسالة، ويحدد الأهداف، ويرسم الخطط للوصول للغايات المرجوّة التي ينشدها الجميع.
ولتلك القناعات مجتمعة قام ذلك القيادي بعرض موضوع أمام المجتمعين لاختيار أحد اثنين لإدارة عمل معيّن، وفضّل أن يأخذ آراءهم، ويعرف أصواتهم لمن ستكون حيث أعلن أول اسم؛ فارتفعت أياديهم، وعلت أصواتهم بالتّأييد لهذا المرشح وأنه الأكفأ والأجدر .. وذلك قبل أن يُعلن اسم الثاني أو تُحدّد آلية التصويت، وقد أُسقِط في يده عندما رأى مستوى هذه النخبة، وقد أجمعوا على المرشح الأول مباشرة دون أن يعرفوا الثاني، وهو يتساءل في داخله هل هي القناعة المطلقة والثقة في هذا الشخص أم أنها المجاملة لأي سبب أم أنهم لا يدركون ماهية الترشيح، وأهميته في العمل أم أن الغالبية “مع الخيل يا شقرا” أو أنه عدم الفهم ؟
وكيف يصوّتون هكذا دون أن يعرفوا اسم الآخر، وبعد أن عرف واقعهم جيدًا، لم يذكر اسم المرشح الثاني فلم يعد هناك لزوم لذلك، فقد أدرك خطأ الطريقة مع هذه النماذج، ورغم عدم قبول الأسلوب إلا أنه قبل النتيجة في حينها حتى لا تحسب على أنه لا يقيم احترامًا لرأي الجميع، وقد تأكّد لديه أن أولى خطوات نجاح أي عمل والارتقاء به هو بث الوعي بين جميع العاملين بمختلف مستوياتهم، وحينها بدأ فعليًا في وضع خطة للتأهيل والتثقيف الإداري الصحيح لكامل منظومة العمل، والذي يعد المرتكز الأساس لتحقيق الأهداف العامة بشكل سليم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button