ثلاثة أحرف إنجليزية (CIA) ترمز لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CentralIntelligence Agency). هذا الاسم المرعب الذي ترسّخ في أذهان شعوب العالم لارتباطه بالسرية والتجسس والمهام الأمنية الخطيرة، أصدر مؤخرًا تقريرًا سطحيًا هزيلًا حول جريمة مقتل المواطن جمال خاشقجي رحمه الله، اعتمد على جمل احتمالية وصياغات مرتبكة، أظهرت ضعف الجهاز المذكور، وأن ما يتداول عن قدراته وإمكانياته الهائلة ليس إلا هالة إعلامية كاذبة، وما تقريره عن أسلحة الدمار الشامل في العراق الذي كلف أمريكا والعالم حرب عبثية دمرت دول بأكملها إلا أكبر دليل. التقرير المذكور اعتمد على أقاويل وآراء قنوات إعلامية معادية لبلادنا فذكرنا بأحاديث مجالس المساء التي تعتمد على يقولون إن ويقولون إن، وعندما نصبح نكتشف أنها أحاديث المساء، وأن الليل يمحوه النهار.
يعرف القاصي والداني بأن هذه الجريمة تم التعامل معها وفق القضاء السعودي المبني على الشريعة الإسلامية؛ فقد حدثت في أرض سعودية وفق القانون الدولي، والمجني عليه سعودي، والمدانون سعوديون، ومع ذلك؛ فقد سمح بحضور مندوبين من سفارات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدة في المملكة للمحاكمة بجميع مراحلها ما يعني أن العالم كله بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية اطلع بشكل كامل على كافة التفاصيل.
هذه القضية استخدمت في أمريكا للأسف لأسباب انتخابية، والآن يُعاد طرحها لدوافع سياسية؛ فهناك من له أهواء فارسية، ويريد استكمال مسلسل الفوضى الخلاقة في المنطقة الذي بدأه في فترة سابقة، ويبحث الآن عن مداخل جديدة لاستكمال تنفيذ مآربه المشبوهة المخذولة بإذن الله، فحكومات وشعوب دول المنطقة أصبحت مدركة لغايات أفلام داعش، والقاعدة، والنصرة، والدعم السري لحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وغيرها من الكيانات التي وجدت لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ننتظر تحركًا سياسيًا خليجيًا وعربيًا وإسلاميًا فاعلًا في الفترة القادمة؛ لإدانة هذا التقرير بأشد عبارات الإدانة لتصل رسالة قوية تردع محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والمساس بسياداتها، ومحاولة زعزعة استقرارها. ولتعلم ((CIA)) أن المواطنين السعوديين في كل أرجاء المملكة متحدين حول قيادتهم، ويرفضون المساس بها؛ فهي رمز لوحدتهم، وفي أعناقهم بيعة لها، وأن الأجيال الحاضرة مستمرة في صون إرث الأجداد بوحدة قيادة بلادهم، فالمملكة العربية السعودية هي وحدة وطنية تحققت بقيادة المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز وأيّدها ،وناصرها، وأخلص لها جميع أبناء مناطق المملكة جيل بعد جيل مضحين بالغالي، والنفيس لحمايتها، والذود عنها. حفظ الله بلادنا وقيادتنا من كل سوء، ورد كيد المتربصين والحاقدين في نحورهم، وألبس خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين ثوب الصحة والعافية لقيادة بلادنا إلى مزيد من التطور، والأمن، والرخاء بإذن الله.