اطّلعت على رسالة بحثية للدكتورة نجاة الصائغ بعنوان “قيادة التغيير في الجامعات السعودية في ضوء أنظمة ولوائح التعليم العالي“، وهي دراسة تحليلية لأنظمة ولوائح التعليم العالي في المملكة العربية السعودية.
الدراسة كانت رائعة، ومقدمة بجودة عالية، ولا غبار على ذلك، لكن استوقفني محور حيوي، وأثار دهشتي، واستغرابي، وهو ما أشارت له الباحثة عن لغة الإقصاء للمرأة من قيادة الجامعات في مناصبها المختلفة، رغم أنها تحمل نفس الشهادة العلمية، وتقوم بنفس العمل بمسمى آخر، وبيّنت الباحثة الدكتورة نجاة أن هذا الإقصاء عائد لعدم تصنيفها،ووضعها ضمن الهيكل التنظيمي للعمل بالجامعات، وبالتالي أُقصيت من المناصب القيادية في مرحلة سابقة بشكل غير عادل.
مع إعلان خطة التحول الوطني 2020، واستراتيجية الرؤية السعودية 2030 التي أعلنها ولي العهد محمد بن سلمان – حفظه الله – أصبحت فرص القيادة للمبدعين من الجنسين دون تمييز طرف على حساب الآخر، ولا أعلم هل فهمت جامعاتنا مضمون التحول والوطني، واستراتيجية الرؤية أم لا زالت تفحط في مربع البيروقراطية القديمة؟ ولا أعلم هل وضعت المرأة القيادية المميزة في المكان المناسب أسوة بالذكور أم لا زالت ترزح تحت وطأة لوائح وأنظمة سردتها الباحثة بصدق وبكل حياد؟
الدراسة العلمية التي قدمتها الدكتورة نجاة الصائغ فيها خارطة طريق لجميع الجامعات الحكومية، والأهلية، التي تبحث عن التغيير والتطوير المستمر، وفيها مجهود بحثي رائع، ومحاور تختصر الطريق على صانعي القرار في جامعاتنا السعودية، وتسهم في بناء مستقبل مشرق للتعليم العالي بصفة عامة.
مسئولية الجامعات تقديم خدمة التعليم، وخدمة البحث العلمي، وخدمة المجتمع، بهكذا محاور رئيسة تستطيع الجامعات السعودية الخروج من كورنر التقليدية، والبحث عن مخارج معاصرة تساعدها على تحقيق أهدافها، والوصول للمستوى العالمي،والمنافسة ضمن قوائم الجامعات العالمية المصنفة،وهذا لن يتحقق بوجود عوائق التغيير واللوائح والأنظمة المحنطة …. شكرًا للباحثة التي قدمت ورقة إبداع تستحق الطرح على طاولة وزير التعليم والانطلاق من خلالها إلى سد ثغرات اللوائح وثقوب وعيوب الأنظمة، والسعي لاستثمار المرأة السعودية، ووضعها في الواجهة التي تستحقها، والانتقال بفكر التعليم العالي إلى المنظمات الجامعية المتعلمة التي تصنع القيادات التربوية من الجنسين بنفس الجودة، وبنفس معايير العدل.