عبدالرحمن الأحمدي

الذهب الفرعوني.. وهمْ

لم نكد نرتاح قليلاً من تراجع الاتصالات القادمة من القارة الأفريقية والتي كانت فكرتها تدور حول كيفية إيقاع المواطنين وبحيل دنيئة؛ لسحب الأموال منهم بطريقة غير مشروعة لحساب أولئك اللصوص حتى بدأت عصابات جديدة في الوقت الحاضر من دول عربية مجاورة في التواصل عبر الواتساب بمجموعة من المواطنين وبأسمائهم الشخصية وصولاً لألقابهم وقد يكون برنامج (نمبر بوك) وغيره قد ساهم بشكل كبير في تسهيل عملية هذا التعرف السريع وبالتأكيد بإشراف منسق متمرس من الممكن أن يكون من المقيمين في المملكة. وتتركز احتيالاتهم حول توفر كميات كبيرة من الذهب منذ العهد الفرعوني والغريب أن القصة متكررة بوجود هذا الذهب مصادفة في الأرض الزراعية المملوكة لهم، وأن رابط المحبة، وحب الخير، وتقديم المعروف هي التي دعت المتصل للمبادرة بالتواصل المباشر، وأيضاً لتحقيق المنفعة المشتركة بينهما..! وكان الله في عون من يصدقهم بحُسن نية.

وبالمناسبة أتذكر قبل سنوات مضت قصة مؤلمة لأستاذ أكاديمي قدير استطاعت للأسف بعض العصابات الأفريقية المجرمة في إقناعه بأن امرأة قريبة له أنهكها المرض وهي على فراش الموت وقد أوصت له بمبلغ كبير يتجاوز العشرات من ملايين الريالات ولا عليه سوى القيام بتحويل مبلغ لايتجاوز الربع مليون ريال سعودي؛ من أجل إنهاء إجراءات تحويل الأموال الطائلة لحسابه، وللمزيد من التسهيلات من إدارة البنك..!! وبالفعل تم التحويل لتلك الجهة حتى قبل أن يتأكد من صحة الأمر وتنبه الأكاديمي للحيلة الخبيثة وأبلغ الجهات الأمنية بالمشكلة ولكن بعد أن نجح المجرمون في الانتهاء من تنفيذ مخططهم الإجرامي. الطريف في هذه الحادثة أن الوسيط الآثم كان كل أمنيته الوحيدة إرسال تذكرة له ولزوجته من قبل الضحية وبعض مصاريف الإقامة والإعاشة؛ لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف..!!

إن من المدهش فعلاً وجود فئة في المجتمع السعودي مازالت تنطلي عليها مثل هذه الحيل الساذجة على الرغم من استحالة تصديق المحتال في أمور كثيرة وخاصة لو وضع الشخص بعض الأسئلة المنطقية من حيث كيفية الحصول على رقم الجوال بغير الطرق المعتادة في التواصل بين طرفين، ومن حيث كمية المودة والمحبة والإخلاص والوفاء من قبل المتصل المحتال، إضافة إلى الأماني العظيمة في الرغبة في حب الخير للمتلقي وكأن العلاقة الأخوية لها العشرات من السنين، وغيرها من الأمور التي لا تقبل التصديق أبداً. فمتى تستيقظ هذه الفئة المسكينة من غفلتها، وتبتعد عن الأحلام المستحيلة؛ في تحقيق الثراء السريع من غير بذل الأسباب الحقيقية من السعي والجد والمثابرة. وعلى أي حال متى ماورد مثل هذه الاتصالات المشبوهة وخاصة في مسألة”الذهب الفرعوني” يجب المسارعة في إبلاغ الجهات الأمنية المختصة فهي أقدر في التعامل الاحترافي، وفي تقديم المعلومات المناسبة في هذا الشأن، ولا عزاء للمتوهمين في الثراء الزائف.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button