عَقِيدَتُنَا

مَا نَحْنُ لَوْلَا جُرْعَةُ الْعُلَمَاءِ === إِلَّا كَمَا كُحْلٍ عَلَى عَمْيَاءِ

مَا نَحْنُ لَوْلَا سَلْسَبِيلُ عُلُومِهِمْ === إَلَّا كَوَرْدِ فِي فَلًا جَدْبَاءِ

فَتَحِيَّةٌ لِلْعِلْمِ حِينَ يَقُودُنَا === صَوْبَ الضِّيَا مِنْ مِحْنَةِ الظَّلْمَاءِ

وَالْحَمْدُ للهِ الذِي قَدْ خَصَّنَا === مِنْ فَضْلِهِ بِرِسَالةٍ سَمْحَاءِ

ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَبِيِّ الْمُجْتَبَى === وَعَلَى الصِّحَابِ السَّادَةِ الْخُلَفَاءِ

وَعَلَى زَعِيمِ السَّابِقِينَ لٍدِينِهِ === وَنَدِيمِ رِحْلَتِهِ بِغَارِ حِرَاءِ

وَعَلَى ابْنِ خَطَّابَ الذِي سَرَّ الَوَرَى === إِسْلَامُهُ بِبَسَالَةٍ وَإِبَاءِ

وَعَلَى ابْنِ عَفَّانَ الذِي جُمِعَتْ بِهِ == آَيَاتُ رَبِّي أَحْكَمِ الْحُكَمَاءِ

وَعَلَى أَبِي الرَّيْحَانَتَيْنِ عَلِيَّ مَنْ === أَبْلَى عَلَى الْأَحْزَابِ خَيْرَ بَلَاءِ

وَعَلَى أَبِي يَعْلَى وَعَمِّ رَسُولِنَا === أَسَدِ الْإِلَهِ وَسَيِّدِ الشُّهَدَاءِ

وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَمَنْ === رَفَعُوا لِوَاءَ الدِّينِ فِي الْأَرْجَاءِ

كَعَلِيَّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ وَمَنْ دَرَتْ === عَنْ طِيبِ وَطْأَتِهِ ثَرَى الْبَطْحَاءِ

وَأَبِي حَنِيفَةَ صَاحِبِ الحُجَجِ الذِي === قَرَعَ الْخَوَارِجَ كُلَّهُمْ بِدَهَاءِ

وَفَقِيهِنَا شَيْخِ الْمُوَطَّأ مَالِكٍ === وَإِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ الْعَصْمَاءِ

وَالشَّافِعِيِّ مُحَمَّدٍ مَنْ عِلْمُهُ === كَالْمَاءِ يُحِيِي وَحْشَةَ الْبَيْدَاءِ

وَكَأَحْمَدٍ مَنْ صَبْرُهُ قَهَرَ الْأَذَى === فِي مِحْنَة الْمَأْمُونٍ وَالْفقَهَاءِ

هُمْ جُنْدُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَآَلِهِ === وَاللهُ يَنْصُرُهُمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ

هُمْ خِيرَةُ الْأَعْلَامِ فِكْراً زَاهِراً === هُمْ جِيرَةُ الْأَقْوَامِ فِي النَّكْبَاءِ

وَهُمُو سَفِينَةُ حِكْمَةٍ وَهِدَايَةٍ === شَقَتْ عُبَابَ الْكُفْرِ وَالْإِغْوَاءِ

فَتَكُوا بِأَفْكَارِ التَّشَدُّدِ وَالْهَوَى === هَتَكُوا سِتَارَ الْجَهْلِ وَالْجُهَلَاءِ

الرَّاشِدُونَ الزَّهِدُونَ ذَوُو التُّقَى === الْعَابِدُونَ لِرَبِّهْمِ بِرَجَاءِ

الصَّائِمُونَ الْقَائِمُونَ لِلَيْلِهِمْ === الْحَازِمُونَ عَلى ذَوِي الْأَهْوَاءِ

الْعَارِفُونَ الْعَاكِفُونَ عَلَى الصَّلَا === ةِ الْعَاصِفُونَ بِفِتْنَةٍ حَمْقَاءِ

أَجْمِلْ بِهِمْ مِنْ عُصْبَةٍ سُنِيَّةٍ === سَلَفِيَّةٍ مِنْ صَفْوَةِ النُّجَبَاءِ

فَجَنَانُهُمْ بِالْحَقِّ يَخْفِقُ وَالتُّقَى === وَوَلِسَانُهُمْ يَتْلُو بِدُونِ رِيَاءِ

سَلْ عَنْهُمُ الثُّلُثَ الْأَخِيرِ مِنَ الدُّجَى === وَسَلِ الْعُلًومَ وَمَنْبَرَ الْخُطَبَاءِ

وَسَلِ الْمَجَالِسَ إِنَّهُمْ فُرْسَانُهَا === فِي الْفِقْهِ وَالتَّشْرِيعِ وَالْإْفْتَاءِ

عَبَدُوا الْإِلَهُ بِسُنَّةٍ وَعَقِيدَةٍ === وَدَعَوْاْ إِلَى التَّوْحِيدِ حَقَّ دُعَاءِ

رَفَعُوا شَرِيعَتَهُ وَأَحْيَوْا نَهْجَهُ === وَضَعُوا لٍوَاءَ الْغَيِّ وَالْفَحْشَاءِ

كَانُوا لِدِينِ اللَّهِ حِصْنًا وَاقِيَا === مِنْ رِيحِ كُلِّ سَفَاهَةٍ هَوْجَاءِ

بَذَلُوا النًّفُوسَ لِرَبّْهِمْ وَلِدِينِهِمْ === وَفَدَوْا رَسُولَهُمُ بِكُلِّ دٍمَاءِ

عَابُوا عَلَيَّ بِأَنْ فَخَرْتُ بِمَدْحِهِمْ === يَا حَبَّذَا مَدْحِي لَهُمْ وَثَنَائِي

سَأَظَّلُ أَمْدَحُهُمْ وَأَشْتُمُ خَصْمَهُمْ === حَتَّى تُوَارَى فِي الثَّرَى أَشْلَائِي

فَاللهُ شَرَّفَهُمْ وَبَشَّرَهُمْ بِخَيْ === رَاتٍ بِلَا عَدٍّ وَلَا إِحْصَاءِ

تَمشِي بِهِمْ أَخْلَاقُهُمْ نَحْوَ الْعُلَا === مَشْيَ الْهُدَى لَا مِشْيَةَ الْخُيَلَاءِ

أَفْدِيهُمُ مِنْ كُلِّ وَغْدٍ حَاقِدٍ === بِالنَّفْسِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَبْنَاءِ

آمَنْتُ باللَّهِ الذِي هُوَ خَالِقِي === وَلِدِينَ أَحْمَدَ نِسْبَتِي وَوَلَائِي

وَنَبَذْتُ كُلَّ تَفَرُّقِ وَتَمَزُّقٍ === وَتَعَصُّبٍّ وَتَحَزُّبٍ وَمِرَاءِ

وَلَقَدْ بَرِئْتُ مِنَ الْخَوَارِجِ كُلِّهِمْ === فَجَمِيعُهُمْ فِي خَبْطَةٍ عَشْوَاءِ

أَصْلُ التَّشَدُّدِ هُمْ وَكُلِّ نَقِيصَةٍ === أَهْلُ الْخَنَا وَالْبِدْعَةِ الْخَرْقَاءِ

جَهَرُوا بِتَحْرِيفِ الْكِتَابِ وَخَلْقِهِ === وَأَتَوْا بِكُلِّ ضَلَالَةٍ نَكْرَاءِ

أَتْعِسْ بِهِمْ مِنْ شِيعَةٍ مَنْبُوذَةٍ === تَمْشِي بِغَيْرِ هُدىً وَلَا اسْتِحْيَاءِ

شَتَّانَ مَا بَيْنَ الرَّوَافِضِ وَالْهُدَى === أَمْ مَنْ يُسَاوِي الرَّوْضَ بِالرَّمْضَاءِ

فَهُمُو تَصَدَّوْا لِلَصَّحَابَةِ بِالْهِجَا===وَهُمُو تَعَدَّوْا أيَّمَا استعدَاءِ

سَبُّوا وَغَالَوْا هَلْ يَضُرُّ عَدِمْتُهُمْ === نَبْحُ الْكِلَابِ الْبَدْرَ فِي الْعَلْيَاءِ

فَاللَّهَ أَدْعُو أَنْ يُبَدِّدَ سَعْيَهُمْ === وَيُبِيدَ جَمْعَهُمُ بِلَا اسْتِثْنَاءِ

وَأعُوذُ بِاللَّهِ الْمُهَيْمِنِ مِنْهُمُ === وَمِنَ السُّقُوطِ وَخَيْبَةِ الْإِقْصَاءِ

أَهْلُ التَّجَدُّدِ سُنَّتِي وَجَمَاعَتِي === وَالْوَاسِطِيَّةُ عُزْوَتِي وَوِقَائِي

أَنَا مِنْ جَمَاعَتِهِمْ أَدِينُ بِدِينِهِمْ === مَا لِي وَمَا لِلْجَهْمِ وَالْفُرَقَاءِ

مَا كُنْتُ أَقْبَلُ بِالْخَوارِجِ مَذْهَبًا === وَأَنَا ابْنُ مَمْدُوحٍ أَخُو خَنْسَاءِ

إِنَّ الْهِدَايَة فِي شَرِيعَةِ أَحْمَدٍ === بِالْعَدْلِ لَا بِالْقَتْلِ وَالْإِفْنَاءِ

وَخِتَامُ قَوْلِي بِالصَّلَاةِ عَلَى الْحَبِي === بِ الْمُصْطَفَى وَصِحَابِهِ الْفُضَلَاءِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى