عندما نتحدث عن دور المرأة السعودية كعنصر أساسي في تحقيق أهداف التنمية، فهي تعتبر شريكًا أساسيًا ومساهمًا فاعلًا في تغيير وتطوير الكثير من المحاور الأساسية في المجتمعات.
ومن هذا المنطلق، سوف أجعل إشارتي هذه في هذا الجانب عن تلك النظرة ـ أو تلك الخطابات المجتمعية حول النظرة للمرأة الإعلامية في أواسط الحياة اليومية.
فعلى الرغم من تلك الجهود الحثيثة التي تبذل في تمكين المرأة العربية في النهوض بها في كافة الأصعدة، ولا سيما في المجال الإعلامي، إلا أن هذه الجهود الكبيرة التي تسعى في تأهيل المرأة الإعلامية، وتمكينها في الوسط الاجتماعي، تظل عاجزة عن مواكبة بعض التغيرات الفكرية من بعض شرائح المجتمع، حيث لا زالت بعض الخطابات تكرس تلك النظرة الدونية في قدرة المرأة الإعلامية على التميز في هذه المهنة الجليلة. وتحصرها في أدوار نمطية سلبية وتقليدية جامدة لا تراعي المكانة العلمية والعقلية التي أصبحت تحققها المرأة في المجتمع العربي خاصة؛ حيث لا تعكس الدور المنوط بها كشريك أساسي في بناء الوطن.
ومن هنا يأتي دور البارزات من النساء الإعلاميات في العمل على نشر الوعي وتعزيز القيم وتصحيح المفاهيم أو تغليط الرؤى السائدة، وذلك من خلال اختراق كل البيوت وكل الحدود الجغرافية، واستهداف جميع الفئات الاجتماعية؛ لتكريس هذا الدور العظيم والفعّال الذي يُشكل خيطًا رفيعًا ووسيطًا أساسيًا في عمليات التغيير التي تحسّن أوضاع النساء في المجتمع بشكل عام.
ومهما يكن من أمر، فقد حققت المرأة رغم هذه المفاهيم دورًا مبهرًا، وهذا ما لمسناه من خلال التغطيات والأحداث التي برزت فيها المرأة وتفوقت بشكل كبير على بعض المهن التي يرى البعض أن دور المرأة محصور فيها.
ودور المرأة لم يقتصر على مواكبة الفعاليات وحدها، بل استطاعت هذه المرأة بنشاطها وعلمها وخبرتها أن تُبرز هذا الصور بصور متعددة فالثقافة التي تمتلكها هذه المرأة صنعت منها منبرًا إعلاميًا يتحدث عنها تاريخ الوطن بكل تفاصيله فهناك مِن النساء الإعلاميات من الشاعرات، والفنانات، والصحفيات استطعن بجرأتهن وضع بصمتهن في الحياة، فبين لقاءات وحوارات ومنتديات تبرز المرأة السعودية لتشكل ركنًا وطيدًا وشريكًا محوريًا في إبراز وتمجيد الوطن، فبالمشاعر تغنّت الشاعرات، وبريشة القلم تحدثت الرسامات، وبلسان البيان صدحت المذيعات وبجوهر الدرر كتبت الصحفيات، ليكون هذا الدور الإيجابي والبارز للمرأة، وتظل هي ذلك المشهد الحضاري والصفحة الثقافية والإضافة الفارقة التي ساهمت المرأة فيها.
لتبقى هذه المرأة حاضرة بثقلها الإعلامي والمعرفي والثقافي في جميع المناسبات، ولا سيما في إبراز مناسبة يوم المرأة في أسمى صوره.
واليوم في عهد والدنا مليكنا خادم الحرمين الشرفين سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – تسمنت المراة السعودية دورها في المجتمع والوطن.. هنيئًا لكِ أيتها المرأة العربية السعودية هذه المكانه والثقة.
————————
رئيس مجلس إدارة جمعية الطاقة الخضراء
– عضو جمعية “إعلاميون”