عبدالرحمن العامري

عبث الحوثية والقبضة الحديدية

شكّل إطلاق “عاصفة الحزم” نقطة غيّرت مجرى التاريخ المعاصر، والتي كان أهم أهدافها التصدي للميليشيات الانقلابية الحوثية، ووضع الحد للتدخلات الإيرانية الطامعة في ثروات المنطقة، والتي انتشرت، وتزايدت خلال الأعوام الماضية، مما شكل خطرًا على الأمن القومي لدول المنطقة جميعها.
وقد نجح التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ انطلاق “عاصفة الحزم” في تغيير موازين القوى في المنطقة، وتدمير الدفاعات الجوية للميليشيات الانقلابية، والطائرات التي استولوا عليها، وعدد كبير من مستودعات الذخيرة، إضافة إلى تدمير الصواريخ الباليستية عبر ضربات استراتيجية محددة مما أضعف قوتها الكمية والنوعية.
إلا أن الميليشيات الحوثية ما زالت ترتهن في قراراتها لإيران، وتخوض حربًا بالوكالة عن مجوس طهران؛ حيث يتضح ذلك جليًا مع كل هجوم حوثي غادر تجاه المملكة العربية السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة، سعيًا من دولة الشر الإيرانية إلى تكريس نفوذها في المنطقة وتهديد أمن واستقرار الخليج بأكمله، وذلك كله من أجل تحقيق مصالحها القومية وأطماعها الخارجية، بما يعزز نفوذها الإقليمي، أيديولوجيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا.
ومع أن تلك الطائرات والصواريخ تفتقر للدقة؛ كونها “عمياء” غير موجهة يطلقها الحوثيون ليل نهار حقدًا ومكرًا بالسعودية وأهلها إلا أن أبطالنا الأشاوس الذين هبوا لنصرة الدين ثم الوطن يتصدون بكل عزيمة واقتدار لكل هذه المحاولات الفاشلة من أذناب إيران فأثبتوا أن للحزم رجال عزم لم، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي عن أي ضرر سيلحق بوطننا؛ فشكلت قوة الردع الحديديةالسعودية سدًا منيعًا وحائطًا يستعصي على الأعداء اختراقه، وأصبحت قواتنا السعودية مضربًا للمثل لدى الأمم في القوة والشراسة على أصحاب الشر والإرهاب، فتحولت حدود السعودية إلى نار لمن أراد شرًا بهذه البلاد.
وقد تحققت كل هذه الانتصارات بفضل الله -عز وجل- ثم بفضل قيادتنا الرشيدة وأبطالًا، من رجال هذا الوطن سطروا أروع الملاحم والبطولات، وقدموا كافة التضحيات واضعين أمام أعينهم ذلك البيت الشعري الذي يقول:
فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيض العدا

فأظهرت كفاءة جنودنا البواسل قدرتهم على استخدام الأسلحة المتطورة، كما بيّنت مدى ما يتمتعون به من الخبرات وما تلقوه من التدريبات، والتي ساعدت على سرعة تحقيق هذه الانتصارات المتتالية على أرض الواقع، وتحولت تلك الصواريخ الإيرانية إلى مجرد ألعاب نارية تتهاوى كالفراش بأيدٍ سعودية.
وختام القول فنحن هنا في بلد الحرمين الشريفين نعيش ولله الحمد في راحة وأمن واطمئنان دون أن نشعر بأي مكروه؛ وكأننا لسنا في حالة حرب، والفضل لله عز وجل ثم لولاة أمرنا الذين يسهرون على راحتنا، وكذلك لجنودنا الأبطال الذين يدافعون بكل صدق ووفاء عن هذا الوطن المعطاء؛ فاللهم احفظ واحمي بلادنا من كل سوء، وانصر جنودنا، وثبت أقدامهم، وزلزل الأرض من تحت أقدام الحوثيين، ومن عاونهم من الشيعة والمجوس، وعجّل بعودة جنودنا البواسل سالمين غانمين، واكتب لهم النصر والتمكين إنك ولي ذلك والقادر عليه.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button