عبدالرحمن الأحمدي

يَبتليك ليُريك الأجمل

تستقرقنا الأوقات؛ لتقديم المبادرات المستمرة وتأخذنا الأماني؛ لتحقيق أحلامنا المشروعة وتشغلنا الأعمال الطيبة جل حياتنا وتشعلنا النجاحات في مشروعنا الخالد؛ لنستمر في الحصاد تلو الحصاد. ويكثر كالمعتاد بعض المرافقين في رحلة النجاح؛ ليكونوا في إطار الصورة المتميزة ليس أكثر..! وتكثر الابتسامات الصفراء فقد كنا بحسن نية نُحسن الظن في الوجوه كافة. وياتعاسة تلك الوجوه البائسة.. ويابؤس تلك الوجوه الكاذبة فهم ينتظرون السقطة الأولى فقط؛ ليظهرون مشاعرهم الدفينة في صدورهم تجاه من صدقهم ووثق بهم حين سير مجريات الأهداف المأمولة. وتدفق العطاءات الجميلة. وبالفعل كأن الفرح احتوى باطنهم قبل ظاهرهم أثناء أول ملامح السقوط المؤلم وبعد التأكد من السقوط الحزين للأسف وبالطبع بعد رسائل متواصلة من الزور، والبهتان، والكذب، وحتى الفجور لمن يهمه الأمر لمن يسمع فقط ولا يدرك الحق من الباطل، لمن لايُفرق بين الصدق والكذب، لصاحب الشأن الذي أُصيب بعمى في البصر والبصيرة. ونعتقد في تلك الأوقات الكئيبة وفي كل لحظات الابتلاء أن الدنيا ضاقت علينا على رحابة اتساعها، وأن الحياة استحالت بعد جمال مشوارها وأن بهاء المعروف رحل بعد أن حلت ظلمة المنكر. ولا نعلم أن كل ذلك خير فما الفشل إلا بدايةً للنجاح وما السقوط إلا طريقاً للصعود وماتلك الوجوه الكالحة إلا سبباً في الإصرار على التفوق والتقدم بإذن الله تعالى.

يعتقد بعض الخلق أن نجاح محاولته في إسقاط طموح الآخرين هي من أسباب ذكائه المفرط وأن مساهمته في إفشال مشروع نبيل هي من حسن تصرفه. ولا يعلم هذا التعيس أن كل هذا أو ذاك في واقع الأمر بسبب روحه الخبيثة وبسبب نفسه البغيضة وبسبب فكره المنحط.. وإلا كيف يفسر سروره الكبير في سقوط أفاضل أرادوا لمجتمعهم الصغير النجاح والتطور والمنفعة المستمرة.. وفي تعثر كرماء أرادوا للناس كل الناس الخير الدائم. على أي حال على الرغم من انزعاجنا من وجود مثل هذه الفئة الحاقدة الحاسدة بين الورى هو خير عظيم في كل الأحوال فلولا هؤلاء التعساء لما أعدنا أعمالنا من جديد وبصورة جيدة، ولولا هؤلاء البؤساء لما أعددنا أهدافنا مرة أخرى بشكل مغاير ومتقدم ثم أخذنا كل الحيطة والحذرفي تعاملنا معهم. والغريب في هؤلاء أن منهم من يسابقك على الصفوف الأولى في بيوت الله؛ لأداء العبادات.. ومنهم من يعطيك النصيحة ويحدثك أيضاً عن الفضيلة في أبهى معانيها ومنهم من يعتقد أنه من خلق الله الفريد في الخُلق والمعاملة وفي حقيقة الوضع هو أبعد من ذلك كلِه بُعد الأرض عن كواكب السماء وفي كل الأحوال هو أبعد عن السمو والفضيلة وأقرب إلى السوء والرذيلة. وأنت أيها الفاضل فلربما ابتلاك مولاك؛ ليُريك ويعطيك الأجمل والأفضل في قادم حياتك فقط تفاءل وانتظر وبالتأكيد سيغير الله من حال إلى حال الأمر بإذنه تعالى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button