في ظلِّ اهتمام الكثير من المؤسسات والقطاعات بتطوير مهارات مواردها البشرية، ومع كثرة وتنوع هذه البرامج سواء أكانت مهارات لتنمية القدرات الفنية أو مهارات للاتصال مع الآخرين كدورات فن الإلقاء، وفن الحوار، فكذلك توجد دورات لفن الصمت يجب أن لا تغفل هذه المؤسسات عنها.
وقد حثّنا النبي -صلى الله عليه وسلّمَ- على البُعد عن الجدال فقال: (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنَّةِ لمَن تركَ المراءَ وإن كانَ مُحِقًّا).
وجمع الإمامُ أبو بكر بن أبي الدنيا أحاديث الصمت، وحفظ اللسان في كتاب سمّاه (كتاب الصمت).
وعلى سبيل المثال: سألت أحد الأصدقاء كيف تتعامل مع تصرفات بعض الناس كثيري الاتصالات أو رسائل الواتساب؟ قال بكل بساطة لا أردُّ. قلت كيف؟ أليس من اللازم أن تقرأ أو ترد عليهم؟ فقد يكون صاحب حاجة أو لديه ملاحظة. قال أقرأ الرسالة ولكن لا أرد، ثم يستطرد لو فتحت المجال للرد لما تفرغت لنفسك من كثرة أصحاب الحاجات، فضلًا عن محبي الجدال، والنقاشات التافهة؛ فالكل يرى نفسه صوابًا، ويلزمك تلبية كل رغباته عبر الاتصال، ويأخذ من وقتك الكثير، ولن يقتنع بما تقول فالنقاش معه مسدود.
حقّاً الصمت مفيد للخروج من مثل هذا المأزق، فهناك فئة من البشر النقاش معها مسدود بسببٍ أو بدون سبب، فما أن تتكلم معه في موضوع إلا وبادرك تقصدني، وإن حدثته بموقف إلا وقال فعلًا سوّيتها معي، يتصل بك ليأخذ رأيك واستشارتك في موضوع، وما أن تتحدث إلا وقال أنا كذا، ويدخلك في نقاش لن ينتهى؛ فأمثال هؤلاء الأشخاص اقطع الحديث معهم، والتزم الصمت.
وعلي كل حال: مفيد جدًّا أنا نلتحق بمثل هذه الدورات؛ حتى نتعلّم متى نتحدث، ومتى نصمت سواءً في البيت أو العمل أو الشارع قبل التحول إلى تشابك بالأيدي كما يحدث في بعض البرلمانات.
همزة وصل:
من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن. (مثل أيرلندي).
مقال من ذهب
لله درك